رئيس التحرير
عصام كامل

محمود العدوي يكتب: «آخر قصيدة»

محمود العدوي
محمود العدوي

ضحكة عينيكي في الوجع
بتساوي عندي ميت جدع
بتساوي عندي ميت ولد
واقفين بيتحدوا العساكر
لسّاني فاكر
فوق الرصيف
وسط الميدان

والبرد هاجم ع البدن
صوتك كأنه صوت أدان
بيقولي حي على الوطن
ألمح في عينيك شيء غريب
وكأنه شمس بتتولد
أميل على كتفك بكتفي واتسند
واخطف بعيني من ايديكي لقمة حاف
واحس اني باتفق مع وجعي رغم الاختلاف
واغطي جسمي بصفحة من جرنان قديم
وانام وعيني بتحسدك
ازاي في حضنك لميتي كل المقهورين
كل اللي تاهوا في حلمهم
كل الضعاف
واوعدك
لو يوم هاغامر اني اكتب عن الميدان
مرة كتاب
هتكوني انتي على الغلاف
هتكوني انتي بقصتك
هو الميدان يبقى ميدان
من غير ما تملاه ضحكتك

ويعدي بينا عٌمرنا
وكأنه مركب تاه وضل عن المراسي
وأعمل غبي
أو إني ناسي
ولما اعدي على الميدان
اقفل عيوني
لأجل ما أرجع اقاسي
ولما اسمع صوت غٌنا
أو صوت صراخ
جاي من هناك أو من هنا
أو كلمتين فيهم وطن
امد بالخطوة وأقول
أكيد خيال
أو هلوسة من جوه راسي

لكني في لحظة ما عيني تنفتح
على نفس قعدتنا على الرصيف
بالقى دموعي بتسابقني في خطوتي
وابقى ضعيف
واشوف جموع الحالمين مالية المكان
واسمع بودني صوت غٌنا ويا الكمان
والمح خيالك عند خيمة للدكاترة
اللي فيها ريحة اليود أجمل من ريحة الريحان
واشوف عينيكي بتبتسملي
وايديكي بتشاور لبكرة
أمشي واجرجر روح تقيلة
مشتاقة ترجع يوم لذكرى
ويختفي بعيد الميدان
ويختفي صوت الغنا وصوت الهتاف
ولا يبقى في القلب الوجيع
الا قرار بالاعتراف
ولا يبقى في العمر اللي باقي
غير محطة أخيرة جاهزة للنزول
ولا يبقى م الذكرة البعيدة
غير عينيكي
وثورة رافضة يوم تزول
وأرجع وأقول
مع كل طلعة شمس أو طلة قمر
بياخدني قلبي من أيديا
والقاني واقف في الصينية
وعيوني بتدور في البشر
يمكن الاقيكي هناك
وسط الزحام
ماسكة في ايديكي بيان بيفضح النظام
وفوق شفايفك غنوة مسموعة لإمام
وضحكتك فاتحة الطريق
لسرب طاير م اليمام
واما القنابل تبتدي ويحضر ضبابها
واما طلقات الرصاص تختار في لحظة الانطلاق
أجسام صحابها
وقلبي يرجع خطوتين
القاكي عكس الاتجاه
بتلمي بايديكي اللي فارق الحياة
وتغسلي جرحه اللي نازف من عينيكي بدمعتين
أحس اني جنب منك شيء ضئيل
وان اللي فاض من دمع عينك مجرى نيل
وان الميدان من غيرك انتي
يبقى دخوله مستحيل
وينفرط مني الكلام كمسبحة في ايدين نبي
وينفضح في الهوى كضحكة في وش صبي
ويبقي شعري منتهي
ويكون في لحظة قفلته آخر قصيدة
ولا يبقى غير اني لعينيكي مشتهي
حتى ولو كانت بعيدة
Advertisements
الجريدة الرسمية