رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمرات «النور» السرية تفجر الدعوة السلفية من الداخل.. غليان بسبب عقد الفعاليات بعيدا عن الإعلام والأعضاء.. قيادي منشق: «برهامي» ديكتاتور يتحكم من خلف الستار.. ومطاوع: تصرفات مريبة

الشيخ ياسر برهامى
الشيخ ياسر برهامى

تعيش الدعوة السلفية، التابعة للشيخ ياسر برهامي، أوقاتًا صعبة، تحاوطها الانتقادات العنيفة من كل جانب، يتربص بها المنشقون عنها، بسبب اتباعها منهج السرية في إدارة الدعوة والحزب، وكأنها كيان هش، مازال يرى في قناعات جماعة الإخوان الإرهابية، السبيل الوحيد للحفاظ على استمرارها، وكأن الكلمة ترهب الكيان السلفي، وتجعله مؤهلا للترهل والاندثار، بسبب عجزه وخوفه الشديد من مجرد انتقادات توجه له.


تصرفات مريبة

آخر قشة قصمت ظهر البعير، مؤتمر عام لحزب النور، عُقد قبل أيام، ولم يعرف به، إلا قلة من القيادات، والموالون لهم، دون إخبار باقي أعضاء الحزب على مستوى الجمهورية، أو دعوة وسائل الإعلام، وهو ثاني حدث على التوالي للحزب، يتم دون أن يعلم عنه الغالبية العظمى من أعضائه.

ويفرض «النور» والدعوة السلفية مقاطعة شاملة للإعلام المصري، ويفضلان العيش في جزر منعزلة، ويرفض قياداتهما وأعضاؤهما الرد على هواتفهم، وخاصة النور، الذي دأب على ممارسة السرية في أنشطة الحزب، وخاصة المتعلقة بالأحداث المفصلية.

وظهرت هذه السمة الجديدة في ممارسته لأعماله بشكل واضح، منذ انعقاد الجمعية العمومية الثالثة، التي أجريت قبل 3 أعوام لاختيار رئيس جديد، وأعضاء الهيئة العليا والمجلس الرئاسي للحزب، ووقتها عرف الإعلام والساسة وغيرهم، بإعادة تجديد الثقة في يونس مخيون رئيسا للحزب، بعد انعقاد المؤتمر بفترة طويلة، وبناء على تسريبات على وسائل التواصل الاجتماعي، بما اضطر الحزب للرد بعدها وتوضيح ماجرى.

محمود عباس، عضو الهيئة العليا، الذي أعلن الانشقاق عن الحزب والدعوة، كان أول من أدانوا النهج السري للحزب، معتبرا أن هذه الثقافة دمرت الحزب، وأنهت وجوده في الحياة السياسية، واصفًا ياسر برهامي، الرجل القوي وصانع السياسات في الدعوة والحزب بـ«الديكتاتور»، لافتا إلى أنه وآخرين يتحكمون في «النور» من خلف الستار، ويوجهونه عكس بوصلة أي معنى للسياسة والحزبية.

فرصة لتصفية الخلافات


النموذج السياسي المشوه الذي قدمه حزب النور، كان مدعاة للسخرية والنقد من حسين مطاوع، القطب السلفي المحسوب على السلفية المدخلية، وأحد أشد المعارضين لسلفية الإسكندرية، حيث رفض «مطاوع» مزاعم الحزب التي يعقد تحت لافتاتها فعالياته في إطار من السرية، موضحا أن التفسير الوحيد لها، أنه نوع من التعامل المريب، بما يشكل خطرا على البلاد نفسها، ولاسيما أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تتبع السرية، حتى كشفها الشعب وعرف مآربها.

ويرى مطاوع أن انتهاج السرية ليس من السلفية في شيء، بل إنه ليس من الشرع نفسه، الذي يرفض هذا السلوك، وهي قواعد واضحة في آداب المجالس التي أقرها الإسلام، بحسب وصفه.
الجريدة الرسمية