رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر تحد للسيسي في 2019

 الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

تواجه الدولة المصرية العديد من التحديات في عملية البناء والتنمية، حيث تعد عملية بناء الوعي من أهم تحديات الدولة المصرية في عام 2019.


وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي كثيرا أهمية عملية بناء الوعي لدى شعوب المنطقة لإدراك واقعها الفعلي ومن ثم البدء في الإصلاح وصياغة الحلول التي تؤسس على تشخيص سليم ينهى معاناة تلك الشعوب ويطلق مرحلة حقيقية من التنمية في المنطقة.

وتحدث الرئيس السيسي مرارا وتكرارا عن الوعى وأهميته عندما وضح الفارق الكبير بين هشام عشماوى السفاح وأحمد المنسى البطل وكلاهما مصرى وكلاهما ضابط وكرر الرئيس كلمات الوعي والإدراك والفهم لأهمية القضية أكثر من مرة خلال كلمته وهو ما يبرز مدى انشغاله بتلك القضية، مطالبا بأن يرتفع الوعي لدى كل مواطن في المرحلة المقبلة مدركا أهمية المرحلة الراهنة ومدى التحديات التي تواجه الدولة وحرب الشائعات التي تواجهها لذلك أكد أهمية الوعي والفهم لكل ما يحدث.

وأكد الرئيس السيسي كثيرا أهمية الوعي ومواجهة الشائعات كونه يعلم أن الدولة تخوض معركة مختلفة في الوقت الراهن وتتطلب أن يكون كل مواطن على يقين بطبيعة المرحلة وتحدياتها وأن الدولة عليها أن تتدخل أيضا في تنمية الوعي في المدارس والجامعات والإعلام وأن تتيح كافة المعلومات بشفافية لمواجهة الشائعات.

وأضاف الرئيس السيسي أن المعركة لم تنته وما زالت موجودة بمفردات مختلفة فمعركة الأمس غير معركة اليوم في أدواتها والعدو والخصم كان واضحا وأصبح الآن غير واضح متابعا: "بقى معانا وجوانا واستطاعوا بالفكر إنشاء عدو جوانا بيعيش بأكلنا ويتبنى بهدمنا".

وشدد الرئيس السيسي على أن الوعي المنقوص والمزيف هو العدو الحقيقي، مؤكدا أن الجزء الأكبر من التحدي هو بناء الوعي.

وأشار الرئيس إلى أهمية التعرف على الصورة الكلية للواقع الذي يعيشه المصريون قائلا: "إذا كنا مهتمين بحفظ البلد وحمايتها يجب أن ندرك الصورة الكلية للواقع الذي نعيشه بنسمع كلام كتير مترتب لكن لما نيجي نتكلم عن التنفيذ نلاقي المواضيع بعيدة عن هذا الكلام وياما سمعت كلام مترتب عن واقعنا ومستقبلنا ودايما اقول إن 2011 علاج خاطئ لتشخيص خاطئ".

وشدد الرئيس السيسي على خطورة الصراعات التي تعج بها المنطقة العربية وحذر من الانتحار القومي الذي قد يحول رغبة البعض في إحداث التغيير داخل بلدانهم إلى الوقوع في فخ الفوضى وانهيار مؤسسات الدولة وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية وانتشار فوضى استخدام السلاح والفتن الطائفية.

وأكد الرئيس السيسي أن التكلفة التي تحملتها المجتمعات الساعية للتغيير في عام 2011 تفوق بكثير تكلفة بقاء الأوضاع على ما كانت عليه.

وأضاف السيسي: "أنا أتحدث لكم الآن ليس بصفتي رئيس مصر ولكني بصفتي شخص عايش تلك المرحلة، وشهد أحداثها جيدا، ولا أريد أن أصف ما حدث بأنه مؤامرة لكن التحرك غير المدروس لتغيير واقعنا فتح أبواب الجحيم على بلادنا".

وأشار السيسي إلى أن التكلفة المادية لإعادة إعمار البلدان التي جرى تدميرها خلال تلك السنوات ضخمة جدا موضحا أن هناك أيضا تكلفة إنسانية عميقة الأثر ففي الحالة السورية على سبيل المثال هناك تقديرات لإعادة الإعمار تصل في حدها الأدنى لنحو 300 مليار دولار وفي حدها الأقصى نحو تريليون دولار.

وتساءل الرئيس: "أي حكومة في سوريا سواء تشكلت من الأغلبية أو الأقلية يمكنها توفير هذه الأموال لإعادة الإعمار؟".

وأضاف: "أما التكلفة الإنسانية فهي أكبر إذ إن الطفل الذي يمضي سبع سنوات في مخيمات اللجوء سيعاني من آثار نفسية سلبية جراء ذلك".

وشدد الرئيس المصري على أن الشعوب التي تسعى للتغيير لا تدرك الفراغ الذي سينتج عن هذا التغيير وأن هذا الفراغ سيملأه الأشرار - على حد تعبيره، محذرا من "الوقوع في فخ الشعارات والكلام المعسول الذي يفضي بكم إلى الضياع اعملوا واصبروا وتحملوا لكن لا تدمروا بلادكم لأنها إن دمرت لن تعود".

وتابع السيسي مستشهدا بالأوضاع في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا قائلا: "كم مليون شخص قد ماتوا هناك؟ من سيدفع الثمن؟. لقد تغيرت أدوات الصراع بعدما أصبحت الحرب المباشرة مكلفة جدا وتبعاتها خطيرة ليتحول الأمر إلى تدمير الدول بشكل مختلف، وإذا كنا نحترم الإنسانية فلابد من الحفاظ على الدول.. أنا أتحدث عن إنقاذ وطن".

وأشاد السيسي بالشعب المصري الذي خرج ليعلن بقوة رفضه لكل أشكال التطرف والإرهاب، والذي تحمل بصبر وعزيمة الآثار المترتبة على إجراءات الإصلاح الاقتصادي والتي قال إنها تسببت في متاعب غير مسبوقة للمصريين الذين حافظوا على بلادهم.
الجريدة الرسمية