رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفرصة الأخيرة.. سيناريوهات رسم مستقبل ليبيا في 2019

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

ربما يكون عام 2019 هو الفرصة الأخيرة لليبيا لتجمع شتات أمرها، وتعود دولة موحدة ذات سيادة من جديد، وذلك بعد أن أنهكها الصراع الذي شهدته منذ مقتل رئيسها الراحل معمر القذافي، ودام طيلة 7 سنوات، خاصة وأن 2018، شهد العديد من المحاولات الفاشلة لجمع شتات الأطراف المتصارعة لكن دون جدوى.


واليوم، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة عن أمله في أن تتحقق تسوية تاريخية في ليبيا خلال العام 2019، وقال في تغريدة على"تويتر": إنه يأمل أن يكون العام الجديد "عام تلاق لكل الليبيين دون استثناء حول تسوية تاريخية تنهى تشتتهم، وتوحد مؤسساتهم، وتجدد قياداتهم، وتحل منطق الدولة مكان صراعاتهم، وتطوى صفحة السلاح الذي فرقهم، وتنهى خطر الإرهاب الذي يقض مضاجعهم، وأن توقف التدخلات الخارجية في وطنهم".

مبادرات فاشلة
عام 2018، كان مليئا بالعديد من جهود المصالحة التي أشرفت عليها دول عربية وغربية والأمم المتحدة، منها مؤتمر باريس في 29 مايو الماضي، وحضره رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، وشاركت فيه الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ودول أوروبية وممثلون من 16 دولة، ونتج عنه تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية كان من المقرر أن تتم في 10 ديسمبر الماضي ولكنها لم تتم.

وفي نوفمبر الماضي، كانت مدينة باليرمو الإيطالية هي المحطة الثانية لجمع الفرقاء الليبيين وحضره عدد من الرؤساء منها عبد الفتاح السيسي ونظيره التونسي الباجي السبسي ومسئولين من إيطاليا وفرنسا وروسيا والأمم المتحدة، إلا أن المشير خليفة حفتر انسحب منه ليخرج المؤتمر بعدد من التوصيات التي لم توقع عليها الأطراف الليبية منها دعم خطة المبعوث الأممي في تنظيم ملتقي وطني يجمع كل الليبيين للمساهمة في إجراء الانتخابات الليبية في يناير الجاري.

جهود مصرية
القاهرة أيضا استضافت 3 لقاءات جمعت مسئولين ليبيين، من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتمت في فبراير ومارس وأكتوبر، وأكدت جميعها أن القيادة العامة بقيادة حفتر هي الواجهة الرئيسية للجيش الوطني الليبي.

استعدادات انتخابية
الحل الوحيد وفقا للكثير من المحللين السياسيين، هو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وتشكيل دستور، يشارك فيه كل الأطياف، للاتفاق على شخصية واحدة تقود البلاد من خلال عدد من النواب والمجالس التشريعية، وفي سبيل ذلك يسعى عدد من المرشحين للاستعداد للانتخابات المقبلة، أبرزهم سيف الإسلام القذافي، الذي أعلن منسق فريقه السياسي، محمد الغدي، ترشحه للرئاسة، وطاف عدد من البلدان بينهم روسيا وفرنسا وتونس، لعرض خطة سيف الإسلام عليهم من أجل توحيد بلاده من جديد.

ويرى الكثير من المسئولين الليبيين أنه قد يكون المرشح الأكثر تأهلا للرئاسة نظرا لأن أغلب الليبيين أتعبتهم الحرب ويريدون العودة لعصر القذافي من جديد، وهناك حفتر والسراج والذي لم تحظي حكومته بثقة البرلمان، كما أن بعض نوابه ووزرائه خرجوا من المشهد في الشهور الأخيرة، أو تراجعت سلطتهم إلى حد كبير.

وأعلن أيضا عارف النايض ترشحه للرئاسة وهو من أكثر الداعمين للجهود الدبلوماسية لدعم ثورة الشعب الليبي، وغادر بلاده في 20 فبراير 2011، لحشد الدعم العالمي مع عدة حكومات، منها الحكومة التركية والإماراتية، وجلب المساعدات الإنسانية لليبيين، وشغل منصب سفير لبلاده في الإمارات العربية المتحدة.

سيناريوهات
عدد من الصحف الغربية، رصدت مستقبل ليبيا في 2019، منها وكالة "بلومبرج"الأمريكية، التي ترى أن روسيا ستحاول خلال العام الجاري، تشكيل مستقبل ليبيا عبر خلق قذافي جديد يتمثل في نجله سيف الإسلام، وستدعمه بالأموال ومحاولة إقناع كافة الفصائل المتنافسة به، خاصة وأن الجميع يثق في موسكو، مستغلة انسحاب أمريكا من الشرق الأوسط، وذلك وفقا لتصريحات إثنين من الدبلوماسيين الأوروبيين.

أما صحيفة "فايناشيال تايمز" البريطانية فأوضحت أن ليبيا في مفترق طرق، وقالت إن المحاولات الدولية الكثيرة التي قام بها المجتمع الدولي تدفع ليبيا في طريق اختيار قيادة موحدة وحكومة منتخبة.

وأكدت أن الرئيس المقبل سيكون أمامه تحدي صعب وهو قدرته على جمع كافة الأطياف في حكومته حتى يتمكن من تحقيق السلام.

أما صحيفة "وول ستريت الأمريكية" فرأت أن ليبيا تحتاج لقائد قوى قادر على توحيد البلاد، وأوضحت أن حفتر هو خير من يقوم بتلك المهمة، مشيرة إلى أن قادة الغرب يفضلونه ويعتبرونه مفتاح السلام الليبي، وذلك لأنه حارب الميليشيات الإسلامية وتمكن من توسيع نطاق سيطرته على الدولة المتقاتلة الغنية بالنفط.
Advertisements
الجريدة الرسمية