رئيس التحرير
عصام كامل

«نسيج الغاب».. صناعة يدوية أوشكت على الاندثار بالدقهلية (صور)

فيتو

حرفة يدوية صغيرة قاربت على الاندثار، إلا أن الكثيرين يحتاجون لها وخاصة الفقراء حيث يستخدمون "سدات الغاب والبوص" في عرش منازلهم وصناعة أبواب وحظائر للمواشى والدواجن، وآخرون يعيشون ويكسبون قوت يومهم من امتهانها.


 قرية "ليسا الجمالية" التابعة لمركز الجمالية في محافظة الدقهلية اشتهرت بهذه الصناعة، وامتهنها الآباء والأجداد وخلفهم الأبناء حتي أصبحت المهنة الرسمية للقرية، والتي كانت لا تعانى من أي بطالة وتسجل نسبة البطالة بها 0% لامتهانهم جميعا مهنة صناعة سدات الغاب.

 قديما عندما كانت قدماك تطأ  القرية تجد البوص والغاب متناثرا هنا وهناك وتلال الغاب أمام كل منزل، حيث يترك لفترة يتعرض خلالها لأشعة الشمس استعدادا للعمل به، كما تجد المغزل المكون من قطع خشبية مقام أمام كل منزل، فهي حرفة يدوية يمتهنها سيدات وفتيات القرية ورجالها وشبابها وتعد مصدر الدخل الرئيسي لجميع أبناء القرية.

 دينا محمود إحدي سيدات القرية قالت:" أعمل بصناعة البوص منذ ولادتى فهي مهنة آبائى وأجدادى، ولا نعرف غيرها منذ ولدنا، وجميع نساء القرية وبعض رجالها يعملون بها ونشترى البوص من المراكب بالبحر ونقوم بتصنيعها وبيعها".

وأشار أحمد فؤاد، 27 سنة، إلى أنه يعمل بالمهنة منذ صغره وتعلم المهنة عن والده، وقال :"نشترى البوص ونقوم بنسجه وتشكيله وبيعه في العديد من المناطق كالسويس والشرقية وسيناء ويستخدمونه لعرش المنازل وتحويط الحدائق".

وأكدت أسماء محمد السيد، 24 سنة، أن أكبر المشكلات التي تواجههم هي تطهير البحيرات والترع والتي تقضى على البوص والغاب، المادة الخام الأساسية في عملهم.

وقالت إيمان فؤاد، 27 سنة، حاصلة على دبلوم تجارة: "البوص والغاب أصبح نادرا ولا نستطيع الحصول عليه بسهولة، وليس لدينا مهنة أخرى وهي المهنة الوحيدة التي احترفتها منذ نعومة أظافرى في منزل والدى وزوجى لا نعرف غيرها، وهي مصدر الإنفاق على الأسرة المكونة من 6 أشخاص وأخشي أن يخرب بيتنا ولا نجد ما ننفق منه بعد اندثار المهنة".
 
وأكدت زينب السيد الرفاعى، 65 سنة، ربة منزل، أنها لم تعد قادرة على توفير قوت يومها بعد اندثار المهنة وندرة المادة الخام، مشيرة إلى أنها بالكاد تستطيع توفير قوت يومها، ولا تعلم كيفية تجهيز نجلها الأخير للزواج، في ظل حالة الركود وعدم توافر المواد الخام، وقالت: إن الحرفة امتهنتها وزوجها ومصدر دخلهم الأساسى.

وأشار وفاء العلاوي، أحد أبناء مدينة الجمالية، إلى ضرورة الاهتمام بالصناعات الصغيرة واليدوية، وخاصة صناعة الغاب بقرية ليسا، والتي تعد مصدر الدخل الأساسي لشباب وفتيات وسيدات القرية، ولكنها تواجه اندثارا للمادة الخام "الغاب" تزامنا مع تطهير بحيرة المنزلة، مناشدة بسرعة تحرك الجهات المسئولة بإنشاء مصنع يخدم أهالي القرية أو توفير المادة الخام لحرفتهم اليدوية.

وأكد نادر محيي، رئيس مجلس مركز ومدينة الجمالية، اهتمامه بتنمية المشروعات الصغيرة واليدوية، تنفيذا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي نقلها لهم محافظ الدقهلية الدكتور كمال جاد شاروبيم لدعم جميع المشروعات.

وأشار إلى التنسيق بين الأهالي وجهاز شباب الخريجين لدعم الحرف اليدوية، من خلال تقديم قروض لشباب الخريجين في محاولة لدعم الصناعة التي تعد المهنة الرئيسية لأبناء قرية ليسا الجمالية.
الجريدة الرسمية