رئيس التحرير
عصام كامل

أقدم مورد في قنا: نوزع الثلج في رمضان مجانا (صور)

فيتو

في أحد الأزقة بحارة العطارة الكائنة بالسوق الفوقاني، بوسط مدينة قنا، يجلس أمام أحد المخازن القديمة، رجلًا في أواخر الستين من العمر، يرتدي جلبابًا صعيديًا، يضع العمامة على الرأس والشال على الكتف، وإلى جواره الصبيان يحملون ألواحا من الثلج، الكل يسارع من أجل العمل وهو ينادي "يلا بسرعة.. قبل الغاربة ماتروح يا واد منك ليه".


الحاج سيد محمد سيد، من أقدم موردي الثلج بمحافظة قنا، وفي البداية كان يرفض التعامل مع الإعلام ضاحكًا: "هو أنت جورنالجية "، طيب احكيلك عن توزيع لوح الثلج من وابور النصر بالحميدات لغاية ما وصلنا لدلوقتي.

قال الحاج سيد: «كنا في منطقة الحميدات مخزن لتوزيع الثلج -وابور النصر-وكنا في الأيام السابقة نشتري الألواح بنحو 100 ريـال فضة ونوزعها بحسب احتياجات المواطنين، ووقتها الإقبال كان كبيرا جدًا لعدم وجود ثلاجات أو فريزرات، وكان المورد الأساسي للأهالي في حياتهم ألواح الثلج، ورغم وقتها لم يكن موجود سوى عصارات القصب».

وتابع: «أننا نقوم بجلب الألواح من مصانع تصنيع الثلج بدشنا، قيمته 10 جنيهات، ومن أكثر الأشخاص الذين يقبلون على الشراء منا هم أصحاب العصارات ومحال بيع العصير وغير ذلك في المناسبات والاحتفالات الكبيرة والأفراح، وهناك بعض المواطنين الذين يقومون بعمل مبردات الماء في الشوارع».

وأضاف «أننا نوزع الثلج في رمضان مقابل ثمن النقل، وذلك لمعاونة المواطنين على فعل الخير، خاصة أن الأهالي هنا في السوق الفوقاني كل شخص يقوم بعمل مائدة أو عصير أو مياه مثلجة لإفطار الصائمين».

وأكد «أصعب ما يواجهنا في العمل توقف الإقبال في الشتاء، والاقتصار على عصارات القصب وبعض محال بيع المثلجات أومحال الأطعمة والحلوى، فالثلج يحتاج إلى درجة حرارة معينة لحفظه داخل مخازن وتغطيته بطريقة سليمة تضمن عدم تلفه حتى توزيعه على أماكن الطلب».

واختتم: «نجلب سيارة ربع نقل خلال الأسبوع الواحد في الشتاء أما في الصيف فيكون الوضع مختلف بطبيعة الحال، ولكن هذا لم يجعلنا نتوقف عن العمل منذ بدأنا العمل فيه منذ أكثر من 50 عامًا».
الجريدة الرسمية