رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قرى تتحدى البطالة في القليوبية بمهن مهددة بالاندثار

فيتو

"محلاها الأيد الشغالة" هنا قرى القليوبية التي لا تعرف البطالة، ولا ينتظر سكانها على القهاوي، أو في طوابير أسواق العمل للحصول على وظيفة، فهم يأكلون من عمل أيديهم، يواجهون بعض الصعوبات التي تتعلق بتسويق منتجاتهم، وارتفاع أسعار المواد الخام واحتكار التجار ويحتاجون مزيدا من الاهتمام من الدولة لمواجهة شبح الاندثار.


ومن أهم القرى المنتجة بمحافظة القليوبية، قرية ميت كنانة بطوخ، التي تستخدم حطب الحنة في صناعة "الشماسي"، بالإضافة إلى اشتهارها بزراعة فاكهة الفراولة المخصصة للتصدير، وأيضا قرية أمياي بطوخ، التي تشتهر بصناعة الأقفاص، وقريرة الرملة ببنها، التي تشتهر بالكتان البلدى واستخلاص بذوره وخيوطه، وقرية طحلة ببنها، الشهيرة بصناعة السجاد اليدوي، بالإضافة إلى اشتهارها بزراعة البطاطس بأجود الأنواع والمعدة للتصدير أيضا.

وأشار حسن عبد السيد، أحد أهالي قرية ميت كنانة بطوخ، إلى أنه لا يوجد أحد عاطل داخل القرية، فالجميع يعمل مثل خلية النحل، والكل مدرب على صناعة "الشماسي" من حطب الحنة، وهناك شباب يستخدمونها كوسيلة عمل وحيدة لهم وهناك من يستخدمونها في تحسين دخلهم المعيشي، من موظفين يعملون بالصناعة بعد الرجوع من العمل.

وأضاف أن مهنة صناعة الشماسي، تواجهها مشكلات كبيرة تتعلق باحتكار سوق تصدير حطب الحنة على بعض التجار في القاهرة الذي يستوردونه من محتكرين أيضا في الصعيد، وهو الموطن الأصلي للحطب، مما جعلهم يتحكمون في الأسعار ويرفعونها، الأمر الذي تسبب في قلة أرباح الصناع، وجعل البعض يعزفون عن الصناعة وأثرها على سوق انتشارها، مشيرًا إلى أن المحافظة إذا أعطت أهمية لهم وتدخلهم في استيراد الحطب ستعود الصناعة إلى سابق عهدها.

أما عبد العاطي فوزي، أحد أهالي قرية الرملة ببنها، أوضح أن القرية اشتهرت منذ مئات السنين بالكتان البلدي واستخلاص بذوره وخيوطه عبر ما يقرب من 50 مصنعا منتشرا بالقرية، وكانت تلك الصناعة في أيام زهوتها تدخل للبلاد عملة صعبة، وتوفر الكثير من فرص العمل للقرية والقرى المجاورة لها، ولكن أصبحت أحوالها صعبة جدًا بعد إغلاق تلك المصانع إثر تراكم الديون عليهم، وعدم استطاعتهم المقاومة، وتم تسريح العمال بها، ولم يبقي سوى مصنع واحد فقط بعد كل تلك القلاع من الصناعة.

وأشار إلى أنه إذا اهتمت الدولة وأعادة إحياء تلك الصناعة، مع وجود الأيدي العاملة المهرة والخبرة الكبيرة، سيعود إلى القرية شكلها الصناعي وستعود الأيدي العاملة التي تعاني من البطالة حاليا.

ولفتت سلمى زين، سيدة مسنة بقرية أمياي بطوخ، إلى أنها كانت تعتمد على صناعة الأقفاص التي تمثل عمود الاقتصاد للقرية منذ مئات السنوات فكل منزل عبارة عن مصنع صغير، يعتمدون على المواد الخام وهى جريد النخيل الذي يتم تقليمه أخذ الخوص الذي يدخل في صناعات أخرى، مثل صناعة المقاطف وغيرها من الصناعات ثم يقوم القفاص بتقطيع الجريدة إلى قطع متساوية في الحجم، ومتناسقة في الشكل، باستخدام السكين وتخريمها وتركيبها وجعل منها قفص ذات مظهر جميل.

وأكدت سلمى أن الحال لم يصبح مثل الأول، والشباب عزفوا عن الصناعة التي قوامها العامل البشري، والذي يحتاج لتدقيق نظره وثني ظهره مما يجعله يصاب بالمرض، ووسط عدم وجود اهتمام أو تأمين صحي أو معاش وقلة الدخل، جعل المهنة في طريقها للاندثار.

وأشار الدكتور علاء مرزوق، محافظ القليوبية، إلى أن المحافظة لديها مبادرة لـ"عودة القرية المنتجة" في مقابل القرية المستهلكة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الزراعة، وذلك لخلق فرص مناسبة ومستحدثة ومستدامة للشباب وتنمية الكوادر الشابة في مجالات الزراعة والتنمية الريفية، وأيضا بهدف إنشاء شراكة مع الشباب وربطها باحتياجات سوق العمل، وتشجيع روح التنافسية لدى الشباب لتنمية أفكارهم.

وأكد أنه سيتم إنشاء حاضنة أعمال مشروعات للشباب بمركز البحوث الزراعية، وتهدف تلك المبادرة إلى تحقيق تكامل بين القرى المتجاورة في إنتاج الاحتياجات اليومية من المنتجات الزراعية والغذائية، في مجال الإنتاج الحيواني والدواجن والخضراوات والمخبوزات والبقول والحبوب.
Advertisements
الجريدة الرسمية