رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يعيد مصر إلى العالم.. 16 زيارة خارجية في 2018.. جذب الاستثمارات الأجنبية «أبرز النتائج».. تأمين المصالح الوطنية «بالقائمة».. ومواجهة الإرهاب والبطالة «على موائد الحوار&

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهد عام 2108 زيارات إستراتيجية هامة للرئيس عبد الفتاح السيسي للخارج انطلاقا من تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية لتحقيق التنمية الشاملة من خلال زيادة معدلات نمو الاقتصاد وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتخفيض البطالة فضلا عن تطوير أداء كافة القطاعات والمؤسسات بالدولة وتأمين المصالح والأهداف الوطنية في دوائر السياسة الخارجية المصرية العربية والأفريقية والإسلامية فضلا عن باقي الدوائر الجغرافية الأخرى والمحافل الإقليمية والدولية التي تنشط فيها مصر.


وعقد الرئيس السيسي خلال عام 2018، 130 لقاء ما بين زيارات خارجية وداخلية.

ومن ضمن فعاليات 2018، 16 زيارة خارجية للرئيس و115 زيارة داخلية لمصر، استقبل خلالها رؤساء الدول والعديد من الشركات الكبرى الأجنبية والوفود الأجنبية حيث يدل ذلك على أن الرئيس يعقد كل 3 أيام لقاء مع مختلف الرؤساء ووزراء الدول وكبرى الشركات العالمية.

وجاءت أهم زيارات السيسي الخارجية في 2018 كالتالي:

أديس أبابا
زار الرئيس السيسي، العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير وذلك للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثين للاتحاد الأفريقي وعلى هامش هذه الزيارة، تم عقد قمة ثلاثية بين الرئيس السيسي والرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي وقتها، هيلي ماريام ديسالين وذلك لبحث آخر التطورات المتعلقة بأزمة سد النهضة الإثيوبي.

سلطنة عمان
وقام الرئيس السيسي في شهر فبراير 2018 جولة خليجية شملت سلطنة عمان والإمارات، بدأت الجولة بزيارة رسمية لسلطنة عمان استغرق ثلاثة أيام هي الأولى له للسلطنة، أجري خلالها مباحثات السلطان قابوس تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

الإمارات
كما زار الرئيس الإمارات وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين حيث اتفق الجانبان على أهمية العمل على تطوير التعاون بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين

السعودية
وشارك الرئيس السيسي في أبريل في أعمال القمة العربية التاسعة والعشرين، والتي انعقدت في الرياض بمشاركة رؤساء وملوك وقادة الدول العربية.

وشهد الرئيس خلال هذه الزيارة، فعاليات تمرين درع الخليج المشترك 1 والذي أقيم في المنطقة الشرقية بالمملكة تحت رعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

البحرين
وزار الرئيس السيسي في أغسطس مملكة البحرين، وعقد لقاء مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين تناولت العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى آخر التطورات والمستجدات الراهنة على الساحات الإقليمية والعربية والدولية.

أوزبكستان
جاءت زيارة الرئيس لأوزبكستان في سبتمبر في ختام جولته في آسيا، لتساعد في دفع العلاقات المصرية الأوزبكية إلى مستوى جديد.

وتعد الزيارة هي الأولى لرئيس مصري منذ زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخمسينيات من القرن الماضي، والتي بحث فيها "السيسي" الإجراءات لتنمية التعاون الأوزبكي - المصري وتبادل وجهات النظر حول المشكلات الدولية والإقليمية الساخنة ومكافحة الإرهاب وكانت زيارة الرئيس السيسي لأوزبكستان تتويجا للتعاون المثمر بين البلدين.

نيوم
التقى الرئيس السيسي في أغسطس الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، بمدينة نيوم بشمال المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة العاهل السعودي، وتم خلال اللقاء التشاور وتبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك مجمل العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين، وأقام الملك سلمان مأدبة غداء على شرف الرئيس بمناسبة الزيارة.

بكين
وعقد الرئيس السيسي في سبتمبر قمة مع نظيره الصيني شي جين بينج ببكين قبل انطلاق فعاليات قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي 2018 في بكين.

واتفق الزعيمان على الدفع المشترك للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر من أجل تنمية أكبر في العصر الجديد، وقال شي إن مصر ممثلة للدول العربية وأفريقيا والدول الإسلامية والدول النامية الكبرى والاقتصادات الناشئة، بتأثير متنام في الشئون الدولية والإقليمية.

وأشار إلى أن الصين تقدر بشكل كبير تطوير الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع مصر متعهدا بمواصلة دعم مصر في جهودها للحفاظ على الاستقرار وتنمية الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة الشعب وفي متابعة مسار التنمية وفقا لظروفها الوطنية فضلا عن دعمها للعب دور أكبر فيما يتعلق بالشئون الدولية والإقليمية.

وأعرب شي عن استعداد الصين لتعزيز التواصل الإستراتيجي والتنسيق مع مصر وحماية مصالحهما المشتركة.

صداقة قوية
وقال السيسي إن مصر والصين تحافظان على صداقة تقليدية ومستوى رفيع من الثقة المتبادلة، ولديهما مواقف مشابهة وتعملان على التنسيق الوثيق بينهما إزاء قضايا دولية رئيسية، لافتا إلى أن مصر تضع الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الصين ضمن أولوياتها.

ونوه بأن مصر باعتبارها من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق، فإنها تؤمن بقوة أن المبادرة ستخلق فرصا ضخمة لتعاونهما الثنائي، فضلا عن التعاون على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وأكد السيسي أن مصر ستواصل دعم مبادرة الحزام والطريق والمشاركة فيها، مشيرا إلى أن مصر، في ظل توليها الرئاسة الدورية المقبلة للاتحاد الأفريقي، ستواصل تعزيز التعاون بين أفريقيا والصين.

وشدد على أن الدول الأفريقية في أمس الحاجة إلى التنمية، لافتا إلى أن قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي تبرهن على أن الصين تولي أهمية كبيرة للتنمية الأفريقية، مشيرا إلى أن مصر تدعم الصين بشكل كامل في استضافة قمة ناجحة.

وأضاف الرئيس أن مصر تشيد بالصين إزاء تمسكها بموقف عادل بشأن قضايا الشرق الأوسط، معربا عن استعداد مصر لتعزيز التنسيق مع الصين في مجالات متعددة الأطراف.

وعقب محادثاتهما، شهد الزعيمان التوقيع على عدد من الوثائق للتعاون الثنائي.

ترامب
والتقى الرئيس السيسي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر وذلك على هامش أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأعرب الرئيس الأمريكي عن ترحيبه بلقاء الرئيس، مؤكدًا ما توليه الإدارة الأمريكية من اهتمام بتعزيز ودفع علاقاتها الإستراتيجية مع مصر، وتفعيل أطر التعاون بين البلدين.

كما أعرب الرئيس ترامب عن تطلعه لتكثيف التنسيق والتشاور مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط وسبل التوصل لتسوية الأزمات به، في ضوء دور مصر الإقليمي المحوري، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة.

وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء حرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين، مشيرًا إلى أهمية دور تلك الشراكة في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة خاصة مكافحة الإرهاب باعتباره الخطر الأكبر الذي يهدد استقرار المنطقة والعالم.

وتطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب، حيث أشاد الرئيس الأمريكي بالجهود المصرية الناجحة في التصدي بحزم وقوة لخطر الإرهاب، باعتبارها في طليعة الدول التي تواجه هذا الخطر، مؤكدًا أن مصر تعد شريكًا محوريًا في الحرب على الإرهاب، ومعربًا عن دعم بلاده الكامل للجهود المصرية لمكافحة الإرهاب.

وتم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، خاصة على الصعيد الاقتصادي، وسبل زيادة حجم الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر لا سيما في ضوء التقدم المحرز في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتهيئة البنية التشريعية والإدارية لجذب مزيد من الاستثمارات إلى مصر.

وأشاد الرئيس الأمريكي بالخطوات الناجحة التي تم اتخاذها لإصلاح الاقتصاد المصري وزيادة تنافسيته، مؤكدًا رغبة الولايات المتحدة في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بينهما.

وتم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات الإقليمية، خاصة الوضع في كل من ليبيا وسوريا واليمن، فضلًا عن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.

وأعرب عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، كما عرض الرئيس جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها خطوة رئيسية مهمة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

القمة الثلاثية
وعقدت القمة السادسة لآلية التعاون الثلاثي بين الرئيس السيسي، والرئيس القبرصي "نيكوس إنستسيادس"، ورئيس الوزراء اليوناني "أليكسيس تسيبراس" في جزيرة كريت في اليونان أكتوبر الماضي.

وأشاد الرئيس بدورية اجتماعات آلية التعاون الثلاثي، بما تعكسه من عمق العلاقات بين الدول الثلاث، وحرصها على مواصلة ترسيخ أطر التعاون القائمة، وتعزيزها لتضم المزيد من المجالات الإضافية، وفي ذلك الإطار اتفق زعماء مصر وقبرص واليونان على إنشاء سكرتارية تنفيذية للآلية مقرها قبرص، بهدف التنسيق ومتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها.

وتوافق الزعماء على إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط يكون مقره القاهرة، ويضم الدول المنتجة والمستوردة للغاز ودول العبور بشرق المتوسط، بهدف تنسيق السياسات الخاصة باستغلال الغاز الطبيعي بما يحقق المصالح المشتركة لدول المنطقة، ويسرّع من عملية الاستفادة من الاحتياطيات الحالية والمستقبلية من الغاز بتلك الدول.

وتناولت المباحثات الموقف التنفيذي لمشروعات التعاون الثلاثي التي تم الاتفاق عليها في مختلف المجالات، حيث ثمن الزعماء الجهود المبذولة للارتقاء بمستويات التعاون في هذا الصدد، مؤكدين أهمية تلك المشروعات في تلبية طموحات شعوب الدول الثلاث.

وعقب انتهاء أعمال القمة، شهد الزعماء التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين الدول الثلاث في مجالات الاستثمار والتعاون الجمركي والتعليم والمشروعات الصغيرة، فضلًا عن التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التأمينات الاجتماعية بين مصر واليونان.

روسيا
وعقد الرئيس السيسي في أكتوبر مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي، حيث استهلها الرئيس الروسي بالترحيب بالرئيس السيسي في روسيا صديقًا عزيزًا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادة وشعبًا، مشيدًا بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وروسيا.

وأكد الرئيس الروسي حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتجديد الشراكة الإستراتيجية بين البلدين من خلال توقيع الرئيسين على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، خاصة أنه يتزامن مع احتفال البلدين الصديقين باليوبيل الماسي لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما التي أقيمت عام ١٩٤٣.

أعرب الرئيس الروسي عن تقدير بلاده لدور مصر في الشرق الأوسط كركيزة للاستقرار والأمن والسلام.

وأشاد الرئيس السيسي بالانطلاقة القوية التي شهدتها العلاقات بين البلدين على مدار الأربعة أعوام الماضية، معربًا عن اهتمام مصر بتطويرها وتنميتها في كافة المجالات، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين يعد تتويجًا لمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، وتقنينًا للتعاون القائم بين مصر وشركائها الدوليين.

وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث أشاد الرئيسان بتنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين ووصوله نحو ٧ مليارات دولار لأول مرة.

وأعرب الرئيسان عن رضاهما عن مستوى تقدم خطوات إنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء باعتبارها أحد أهم الإنجازات في تاريخ العلاقات بين البلدين، وأشادا كذلك بتوقيع الاتفاقية الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد في مايو الماضي، التي تمثل نقلة حقيقية في العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية تتيح توطين الصناعة، موجهين الجهات المعنية في البلدين للعمل على سرعة تنفيذ هذا المشروع الواعد.

كما نوه الرئيس بوتين إلى عودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، مشيدًا بمستوى التعاون بين البلدين في هذا الصدد، ومعربًا عن تطلعه لعودة رحلات الطيران بين باقي المدن الروسية والمدن المصرية الأخرى في أسرع وقت.

وعلى صعيد التعاون الثقافي بين البلدين، اتفق الرئيسان على إعلان عام ٢٠٢٠ عامًا ثقافيًا بين مصر وروسيا، بحيث يشهد العديد من المناسبات الاحتفالية التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني بين البلدين والشعبين الصديقين.

وناقش الرئيسان سبل تعزيز التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقي لعام ٢٠١٩.

وتطرقت المباحثات إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوافقت وجهة نظر البلدين بشأن القضية الفلسطينية، حيث تم تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين ووفقًا لحدود عام ١٩٦٧ ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.

الشراكة الشاملة
وفي ختام المباحثات، وقع الرئيسان على اتفاقية تجديد الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، كما شهدا توقيع وزيري خارجية الدولتين على مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والإستراتيجية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وأعقب ذلك المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين.

ألمانيا
زار الرئيس السيسي في أكتوبر ألمانيا لمدة أربعة أيام شهدت نشاطا مكثفا، حيث عقد خلالها لقاء قمة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الألماني الدكتور فرانك فلاتر شتاينماير، كما التقي رئيس البرلمان فوفجانج شويبله، إلى جانب وزراء الخارجية والداخلية والاقتصاد والطاقة والتعاون الاقتصادي الإنمائي والنقل، وبحث سبل توسيع التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات والسياحة الألمانية في مصر، إلى جانب زيادة حجم التبادل التجاري.

كما شارك الرئيس السيسي في أعمال القمة الثانية لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة الاقتصادية مع أفريقيا، والتي أطلقتها المستشارة ميركل عام 2017، خلال الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين الاقتصادية، وتعد هذه هي المشاركة الثانية للرئيس السيسي في هذه القمة، حيث سبق وآن شارك في القمة الأولى التي استضافتها برلين في يونيو من العام الماضي.

واكتسب زيارة الرئيس السيسي لألمانيا أهمية سياسية كبيرة، في ضوء أنها جاءت قبل شهرين من بدء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، والتي تتزامن أيضا مع بدء العضوية غير الدائمة لألمانيا في مجلس الأمن، وهو ما استدعي تعزيز التشاور وتبادل وجهات النظر والتنسيق بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضايا التنموية الأفريقية، ودعم الدول الأفريقية في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وخطة التنمية الأفريقية 2063، وذلك في ظل مكانة ودور كل طرف في محيطه الإقليمي والدولي، حيث تعد مصر ركيزة الاستقرار في المنطقة، بينما تعد ألمانيا بمثابة قاطرة الاتحاد الأوروبي.

الخرطوم
زار الرئيس السيسي الخرطوم مرتين خلال 2018 ففي أغسطس الماضى اتفق البلدان على تنسيق الجهود لتعزيز أمن البحر الأحمر وتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى الثنائى وفى 25 أكتوبر 2018 العاصمة السودانية الخرطوم، التقي خلالها الرئيس السوداني عمر البشير، تناولت القمة المصرية -السودانية العديد من الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين الشقيقين وشعبي وادي النيل.

كما شهدت أعمال الدورة الثانية للجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة والتوقيع على حزمة من البرامج التنفيذية ومذكرات التفاهم بين الجانبين في مجالات تبادل الخبرات والرعاية الصحية والزراعة واستصلاح الأراضي والتعليم والإعلام والشباب والرياضة وغيرها من مجالات التعاون المشترك، الأمر الذي يمثل دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين مصر والسودان ويجسد الإرادة القوية المتبادلة لتعزيز أطر التعاون بينهما.

إيطاليا
والتقى الرئيس السيسي في نوفمبر الماضي مع رئيس الوزراء الإيطالى جيوسبي كونتي، وأعرب رئيس الوزراء الإيطالى عن ترحيبه بزيارة الرئيس إلى إيطاليا للمشاركة في القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبى، مشيرًا إلى ما تمثله مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

تطورات إيجابية
وأعرب الرئيس السيسي عن ترحيبه بلقاء رئيس الوزراء الإيطالى، مشيرًا إلى ما تشهده العلاقات بين البلدين من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا الأهمية التي توليها مصر لتلك العلاقات، والحرص على تطوير أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، فضلًا عن التنسيق مع إيطاليا إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

قضية ريجيني
وشهد اللقاء استعراضًا لعدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تطرق الجانبان إلى آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية في مقتل الطالب الإيطالي"ريجينى"، والتعاون المشترك بين الجانبين للكشف عن ملابسات القضية وللوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.

كما تم استعراض سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، لا سيما في ظل ما تتيحه المشروعات القومية الجاري تنفيذها في مصر من فرص متميزة خاصة مشروع تنمية محور قناة السويس ومشروعات تطوير الموانئ والخدمات اللوجستية.

منتدى «أوروبا - أفريقيا» بالنمسا
وشارك الرئيس السيسي في ديسمبر الجارى في أعمال منتدى «أوروبا - أفريقيا»، بحضور أكثر من ٥٠ رئيس دولة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، حيث ألقي كلمة تتناول رؤية مصر نحو دفع وتعزيز جهود التنمية في أفريقيا.

كما شارك الرئيس السيسي في أكثر من مائدة مستديرة على هامش فعاليات المنتدى.

وجاءت مشاركة الرئيس في المنتدى، تلبيةً لدعوة كل من المستشار النمساوي سيباستيان كورتز الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي والرئيس الرواندي بول كاجامي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي كما عقد الرئيس السيسي قمة مع المستشار النمساوي تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة الاقتصادية كما شهدا الرئيسان مراسم التوقيع عدد من مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون بين البلدين.
الجريدة الرسمية