رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إيمان تكتب: مانيكان في الطريق العام

الفنانة المصرية ايمان
الفنانة المصرية "ايمان "

في مجلة الكواكب عام 1956 كتبت الفنانة المصرية "إيمان" مقالا قالت فيه: كنت في باريس مع زوجى فؤاد الأطرش، وكان الأستاذ فريد الأطرش يقيم في فندق غير الذي نقيم فيه، وكنا نذهب إليه كل يوم، ويجئ إلينا طبقا لبرنامج موضوع لمشاهدة معالم باريس والاستمتاع بلياليها الجميلة.


وكان يشغل فريد عنا مقابلات لأصدقائه في فرنسا، فهو يصادق عدد كبير من الفرنسيين، ولا يكاد الطلبة المصريون يشعرون بوجوده في باريس حتى يبحثوا عن الفندق الذي يقيم فيه ويزورونه كل يوم.

وذات صباح وكان في برنامجنا أن نزور بعض محال الأزياء، سألت فؤاد قبل أن نذهب إلى فريد: يا ترى مين ضيوف فريد انهاردة؟، فقال جماعة من جمعية الملحنين في فرنسا، وواحد من السفارة المصرية صديق لفريد.

قلت: إذن أنت تروح لفريد تخلصوا شغلكم وأنا أدور على المحال اتفرج وأنقى اللى يعجبنى ولما أخلص أرجع لكم.

تركنى فؤاد في أحد المحال، ودخلت فألقيت نظرة على المعروضات وأعجبنى فستان ومشتملاته وبعض الملابس الأخرى، وتركت اسمى وعنوانى للمحل ليرسلهم لى على غرفتى بالفندق.

خرجت من المحل لأذهب إلى محل آخر وفى كل محل كنت اشاهد في زجاج المحل شخصا يتتبعنى، ووجدته شابا وسيما يتجاوز الخامسة والثلاثين تبدو على حركاته العصبية، وقد أدركت ضيقه حين تلفت فلم يجدنى.

كنت قد دخلت أحد المحال ووقفت بجوار الباب أراقبه وهو يبحث عنى كالمجنون، ثم فجأة اندفع إلى المحل الذي دخلته ليجد نفسه وجها لوجه أمامى فارتبك ولم يتكلم. وسار نحو قسم أربطة العنق فاشترى كرافت وهو يراقب تنقلاتى في مرآة وقف أمامها ليجرب الكرافتة.

غادرت المحل فخرج خلفى ليستكمل مطاردته السخيفة، وقبل أن أصل إلى الفندق وجدته يسير بجوارى في جرأة مبالغ فيها، فقلت له: ماذا تريد منى؟ إننى زوجة في طريقى إلى زوجى، أرجوك انسحب بسرعة قبل أن يراك زوجى.

فتلعثم وقال: أنت أسأت الظن بى يا سيدتى، إننى أردت فقط أن أقول لك إنك تصلحين لتكونى مانيكان، وأنا عندى لك وظيفة محترمة في هذا المجال فهل تقبلين؟

قلت له: أشكرك لم آت لباريس لأعمل مانيكان جئت مع زوجى وشقيقه للفسحة فقط.

عاد الرجل من حيث أتى وصعدت إلى الفندق لأروى لفريد وفؤاد والضيوف المصريين ما حدث، وثارت الحمية في عروق المصريين صائحين أين هو ونحن نمزقه إربا إربا؟

قلت لهم: لا بد أنه ذهب يبحث عن مانيكان أخرى في الطريق العام.
Advertisements
الجريدة الرسمية