رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الشغل مش عيب».. عبلة الطاهر من مطلقة لـ«مقاول أنفار» في الأقصر

فيتو

تغنوا للسمراوات في جمالهن، وفي ملامحهن ذات الطابع الفرعوني، لكن لم يغنوا يومًا لقوة المرأة التي تجبرها الظروف على خلع ثوب الأنوثة وارتداء جلباب الرجال بحثًا عن «لقمة العيش»، متحليات بالصلابة وطابع الرجال.


عبلة الطاهر، ذات الـ43 عامًا التي لفظتها حلاوة الدنيا وعذوبتها إلى مرارة العيش مجبرة إياها على العمل في مهن صعبة؛ من مهمة إلى أخرى ليستقر بها الحال مقاول أنفار، يحضر العمال إلى الأراضي لحصاد المحاصيل «طماطم، عنب، بلح» وغيرها من المحاصيل لتسد به جوع ولديها التوءم بعد أن رزقها الله بهما، وتركها زوجها.

تروي عبلة عطا الله الطاهر، 43 عامًا: رزقني الله بـ «يوسف وشروق»، توءم، بعد أن تزوجت زواجًا لم يدم طويلًا، وسط مجتمع لا يعترف بحقوق المرأة المطلقة، ولا حقها في العيش، وحقها في الحصول على “النفقة”، لتربي أبناءها، عبلة هي الأخت الكبرى لـ 5 فتيات وولد وحيد، أجبرتها الظروف على مساعدة أبيها في زراعة قطعة أرض استأجرها لهم.

وتضيف: «باشتغل مقاول أنفار، باقعد وسط العمال في الزراعات، وباتنقل بعربة كارو لمتابعة الشغل، ماليش دعوة بحد، وكلام الناس مش بيأثر فيَّا، هما في الأول استغربوا من شغلي، لكن بعد كده اتعودوا».

عبلة الطاهر، حصلت على دبلوم التجارة عام 1994، وبعد انفصالها عن زوجها، أجبرتها الظروف على الدخول إلى عالم الرجال بحثا عن لقمة العيش لفلذة كبدها، من العمل في محال البقالة، إلى الخردة وجمع المخلفات، وفرن عيش، ونقل الطوب لمواقع الإنشاء بعربة كارو، حتى استقرت في مهنة مقاول الأنفار.

وتوضح عبلة الطاهر أنها المسئولة عن تربية ابنيتها، دون مساندة من زوجها الذي اختفى من حياتهم، خاصة أنه لم يعطها حقها الشرعي في «النفقة»، مضيفة أنها لن تتزوج مرة أخرى فهي جربت حظها في الزواج مرتين وباءتا بالفشل.

6 سنوات قضتها في مهنة «مقاول الأنفار»، وسط المزارعين تستيقظ فجر كل يوم، لجمع الأنفار وتتجه بهم إلى الأراضي الزراعية بمركز الطود جنوب الأقصر، للحصاد، أو لتمهيد الأرض للزراعة.

وعن نظرة المجتمع المحيط بها، تقول: هناك من يتساءل حتى الآن عن طبيعة عملها، لكن الناس مع الوقت إما تقبلت ذلك أو ستتقبل ذلك بعد حين، مضيفة أنها لا تهتم بآراء الآخرين، فهي ترى أن العمل أفضل من طلب العون من الآخرين، ومساعدتها في تربية أبنائها.

لم تتوقف عبلة عن إبهار المجتمع الصعيدي بها؛ فهي لا تعمل في مهنة الرجال ففط، إنما تشارك في حضور الندوات لتتحدث عن تجربتها وكيفية تحويل قصة طلاقها إلى قصة كفاح ونجاح، وذلك في المؤتمرات والندوات التي يقيمها المجلس القومي للمرأة في نزل شباب الطود.

وتتمنى عبلة، أن يتم قبولها في أي وظيفة حكومية، مضيفة أنها تقدمت بطلبات في العديد من الوظائف لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن، كما تتمنى أن تلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وأن تكون مشاركة في أحد مؤتمرات الشباب، للتحدث عن تجربتها، وأن تحصل على بيت لها بدلا من البيت الذي تسكنه حاليًأ والذي أصبح ملاذهم الآمن بعد انفصالها عن زوجها.
Advertisements
الجريدة الرسمية