رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وقف السرقات الأدبية وفتح آفاق جديدة للحرية أهم ما يتمنى المثقفون تحقيقه في 2019

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

داخل الوسط الثقافي تبدو آمال وأمانى المثقفين منحصرة في 4 أو 5 ملفات يتمنون ألا يرونها في العام الجديد، يتمنون كما لو أنها كانت سحابة بخار لا بد من انقشاعها في الأيام المقبلة.. وفي هذا الصدد تحدثت "فيتو" مع مجموعة من المثقفين لمعرفة ما لا يطلبونه ولا يتمنون رؤيته في عامهم الجديد 2019.


السرقات الأدبية والاتهامات التي تطال المثقفين والأدباء من كل حدب وصوب، كانت أهم الأشياء التي عانى منها الوسط الثقافي، خاصة مع تفشيها وعدم القدرة على تقنينها والسيطرة عليها في الفترة الأخيرة مع التوسع الكبير في عالم التكنولوجيا.. الأمر نفسه الذي أرق الناقد الأدبي الكبير حسين حمودة، الذي قال: "أتمنى ألا أقرأ أخبارًا أو أرى صورًا عن مشاهد إرهابية في أي بلد من البلدان، وألا أقرأ أخبارًا عن سرقات أدبية أو ثقافية جديدة، وألا أعرف أن واحدا أو واحدة من المثقفين والمثقفات قد رحل أو رحلت وترك لنا غيابا موحشا، وأتمنى ألا يتدخل أحد القراء السطحيين متهما عملا أو شخصية أدبية بالرذيلة أو الكفر، وألا يتم مصادرة عمل من الأعمال الإبداعية في أي بلد من بلدان، أما على المستوى الشخصي فأتمنى ألا أفجع بمرض صديق أو صديقة".

الفنان التشكيلي أحمد شيحة، لم تكن السرقات والعمل الأدبي جلّ ما يؤرقه، وإنما اعتنى في أمنياته بالنظر إلى صورة المشهد الثقافي عامة في مصر، ومحاولة تفسيره وفهمه، حيث قال: "أتمنى ألا يبقى المشهد الثقافي في مصر مشوشا كما هو الآن، وأن تتضح رؤية ذلك لجموع الشعب المصري، فهناك عدة أنواع للثقافة تتمثل في الثابتة والمتحركة، ويأتي مفهوم الثابتة على أنها الثقافة التي تفرضها بعض الأشياء الواردة علينا من الخارج، وتعمل على إيذاء العقل والثقافة المصرية، لذلك نحتاج إلى مجموعة من المثقفين الواعين الذين يستطيعون كشف ذلك الغشاء الذي يطغى على ثقافتنا الحقيقية، حتى نغير الوجه الثقافي المتواجد حاليًا خاصة مع التراجع الكبير في مستوى الخطاب الثقافي المصري، لذلك لا أتمنى في العام الجديد رؤية ذلك الجماد الثقافي الذي يكبلنا، وإنما أريد رؤية حركة ثقافية حقيقية تواكب حركة الحياة والثقافة من حولنا لنتابع الحياة بشكل أفضل مما نحن عليه".

ربما يحمل كل من يتصل بالعمل الثقافي والأدبي في مصر، الأمنيات والهموم نفسها، حيث تمحورت أمنيات الكاتب الكبير سعيد الكفراوي حول حرية الإبداع، الذي اعتبره متنفس الكاتب وأفقه الرحب الذي لابد له من الاطلاع عليه، والتحليق فيه على هواه، لذا قال الكفراوي: "أتمنى ألا أرى مزيدا من المصادرة على جميع المستويات سواء إن كانت مصادرة على نطاق الكتابة أو الصوت والحديث أو مصادرة الجسد نفسه، فلا أعتقد أن الكاتب في بلادنا قد يتمنى في أعوامه الجديدة أكثر من فتح أفق جديدة للحرية، تكون أكثر رحابة مما عاشتها الثقافة المصرية في السنوات الماضية، كما لا أتمنى رؤية المزيد من الإنغلاق السياسي أو الاقتصادي، وأتمنى رؤية نتيجة المشروعات الموجودة حاليًا في الورق وقد نفذت على أرض الواقع مثل مشروع الـ 200 فدان والعاصمة الجديدة".

لم تكن حرية الإبداع فقط هي ما شغلت الكفراوي، وإنما دارت أمنياته في فلك فتح المشروعات الثقافية الجديدة التي يتم العمل عليها منذ سنوات طويلة، حيث قال: "أتمنى انتهاء العمل في المتحف الكبير، ذلك المشروع المعبر عن تقدم حقيقي في الثقافة المصرية، إضافة إلى فتح مجالات جديدة أمام المبدعين الشباب، بدلا من تركهم على مقاهي القاهرة كما الشوائب".

الشاعر الأقصري الشاب حسن عامر الذي مثل مصر في مسابقة "أمير الشعراء" لعام 2017 وتأهل للدور النهائي بالمسابقة، وكانت أمنياته مثلها مثل قصائده، حرة لا تطالها اليد: "أمنياتي في ٢٠١٩ فيما يخص الثقافة ربما تكون ذاتية بعض الشيء، حيث أتمنى أن أصبح أكثر انشغالًا بقصيدتي، وأن أظل عاكفًا عليها بما يرضي ذائقتي التي ترى الشعر على نحوٍ ما، أتمنى أن أصل بلغتي إلى منطقة عميقة جدًا من الإنسان، وأن أظل مؤمنًا بقيمة الكلمة التي تدافع عن الروح البشرية وعن تطلعاتها وعواطفها.. وفيما يخص إخوتي في الشعر أتمنى أن يصبح المناخ العام ملائمًا للشعر والكتابة، وألا تكون الشللية والمصالح هي الحكم في تقديم المواهب السطحية والساذجة، أتمنى أن تهتم الآلة الإعلامية بالبحث بعمق في جماليات الكتابة عند شعراء كثيرين في الهامش لا يتم التكريس لهم إلا من باب المصادفات والحظ، هناك جيل من الشعراء والكتاب في مصر بإمكانهم أن يقودوا مسيرة الشعر والفكر والحرية".

إعادة تصحيح نظرة العامة للتراث، وإعادة الشغف للقراءة والكتاب، كان أكثر ما شغل الدكتور أحمد الشوكي رئيس دار الكتب والوثائق السابق، حيث قال: "أتمنى ألا نرى في العام الجديد الانتشار نفسه لظاهرة الهاتف الجوال، حيث يرى الشوكي أن الشباب والجيل الجديد قد انشغل به عن الكتاب والقراءة والثقافة بوجه عام، على الرغم من كون القراءة هي الأكثر أهمية ورحابة لآفاق ومخيلة الشباب، إلا أن عالم الهواتف استطاع اقتناصهم وأسرهم بين قضبانه، ففي داخل المنزل الواحد تجد العائلة منشغلة عن بعضها البعض بالهواتف"، وتمنى أن يكون اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين المقرر انطلاقها في شهر يناير المقبل، فاتحة خير على المجتمع المصري ليعود للقراءة مرة أخرى، وإعادة ارتباط الأطفال خاصة بالكتاب، وقال إنه يتمنى أيضا ألا يرى تلك النظرة التي يجدها دائما في عيون العامة للتراث والآثار، حيث يعتبرونها عالم قديم لا يحبذون الدخول في تفاصيله، على الرغم من أن جوهره عكس ما يراه العامة فيه، لأن التراث والآثار هي جذورنا وماضينا.

لذلك تمنى الشوكي أن يرى مزيدا من العمل في مجال التراث والآثار لتبسيط المفاهيم وأصول التراث للعامة ليتسنى لهم فهمها والاستمتاع بتفاصيلها، وتتلخص أهمية ذلك في ضرورة فهم العامة للتراث كونه الماضي الذي نستطيع من خلاله فهم حاضرنا واستشراف مستقبلنا والبناء له، فنحن نملك ثروة تراثية تدرس في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من تدريس مصر للتراث والتاريخ فإن طريقة التدريس نفسها تجعل منه مادة دسمة مثل الكيمياء أو الفيزياء، على الرغم من كون التراث في أساسه قصصا لابد أن يتم تبسيطها والاستمتاع بأدق تفاصيلها للخروج منها بالمغزى المطلوب.

"نقلا عن العدد الورقي"..
Advertisements
الجريدة الرسمية