رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المحليات.. كابوس مُزعج لكل الحكومات

الدكتور حمدي عرفة
الدكتور حمدي عرفة

حدد خبراء المحليات عددا من الظواهر التي يتمنون اختفاءها في العام الجديد، من بينها استمرار انتشار العشوائيات، والبناء المخالف والتعدي على الأراضي الزراعية، مشيرين إلى أن هناك حالة سخط عام من أداء العاملين في الجهاز الإداري للدولة.


من جانبه يرى الدكتور حمدي عرفة، خبير الإدارة المحلية، أن "العشوائيات" هي أول شىء لا يريده المصريون في العام الجديد، فكل يوم يتم بناء عشرات العقارات بطريقة مخالفة وعشوائية، لافتا إلى أن هناك علاقة قوية جدا بين البناء المخالف وزيادة العشوائيات، فحتى الآن لا توجد رؤية واضحة ومحددة من قبل المسئولين تجاه هذا الملف.

مؤكدا أن هناك 7 ملايين و380 عقارا مخالفا بمصر، منها 3 ملايين و184 ألف عقار مخالف تم إنشاؤها بعد ثورة يناير فقط، وطالب عرفة الـ27 محافظة بفتح ملفات الإدارة الهندسية، ووضع خطة إستراتيجية تنفيذية للقضاء على البناء المخالف وانهيار العقارات، مشيرا إلى وجوب تعديل قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008 لتحقيق تلك الأمنية، نظرا لأن هذا القانون يزيد من حدة العقارات المخالفة بطريقة غير مباشرة، فضلا عن أنه يؤدي إلى تدهور التخطيط العمراني في البلاد، وأوضح أن المواطن عندما يتعامل مع 5 ملايين و600 ألف موظف يعملون بالجهاز الإداري للدولة في 33 وزارة، يريد أن تنقضي خدمته بسرعة، وهذا لن يتم مادام هناك عمل يدوي، لذا لابد من إدخال تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر، لإنجاز خدمات المواطنين في أسرع وقت، متابعا: " مش عايزين جملة عدي علينا بعد أسبوع"، أو "فوت علينا بكرة".

ووافق"عرفة" في تلك الأمنية، الدكتور محمود البرعي خبير التنمية المستدامة، الذي طالب بتشديد الرقابة على موظفي الدولة، مشيرا إلى أن أكثر ما يعاني منه المواطنون عندما يذهب أحدهم إلى الشهر العقاري أو السجل المدني، ويجد خدمة متدنية وسلوكا سيئا ومكانا غير نظيف، متابعا: "المواطن بيكره نفسه بسبب الروتين في تلك الأماكن لذا لابد من إدخال تكنولوجيا المعلومات والنظام الإلكتروني ليتمكن المواطن من قضاء احتياجاته وهو جالس في منزله مثل كافة الدول المتقدمة".

القمامة وطفح الصرف الصحي

ويشير خبير التنمية المستدامة كذلك إلى أن أكثر ما يؤرق المواطن المصري في المدن ولا يريده أن يكون موجودا في العام الجديد، هو المظهر البشع للمخلفات والقمامة على الكباري والطرق، لافتا إلى أن هناك تقدما في بناء المدن الجديدة، ولابد أن يكون هناك إدارة متكاملة للتعامل مع المخلفات والاستفادة منها، لافتا إلى أنه يمكن تحويل القمامة من كارثة بيئية إلى ثروة قومية.

أما في القرى فيؤكد البرعي أن أبرز ما لا يطلبه الأهالي في العام الجديد هو أزمة طفوحات الصرف الصحي، فهناك 4200 قرية في مصر، بها فقط 660 محطة صرف صحي، أي لا تغطي نسبة 35% من القرى، لافتا إلى أنه أحد أبناء قرية العزيزية، إحدى قرى البدرشين بالجيزة، وتم عمل مبادرة في القرية من قبل الأهالي للمشاركة الاجتماعية، ومساعدة الدولة في عمل مشروع صرف صحي متكامل بالقرية، من خلال جمع مبالغ مالية من الأهالي للمساهمة في تكاليف المشروع، متمنيا أن يتم تعميم المبادرة على كافة القرى، لتوصيل خدمة الصرف الصحي للريف المصري بأكمله، والاستفادة من المياه لاستكمال عملية التنمية في المناطق الجديدة التي تحتاج إلى المياه مثل سيناء وأكتوبر و15 مايو، وغيرها.

ويؤكد الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس السياسي، رئيس وحدة الرأي العام بجامعة عين شمس، أن أبرز ما لا يطلبه المصريون في 2019 هو النزيف الحاد في الأسعار، مشيرا إلى أن توقف ارتفاع الأسعار يأتي على مقدمة الأولويات التي ينشدها المواطنون، بالإضافة إلى أن الكثير منهم لا يرغب في زيادة معدلات مرض فيروس سي، والقضاء عليه تماما في العام الجديد، وهو ما بدأه الرئيس العام الحالي بإطلاقه مبادرة 100 مليون صحة لكشف وعلاج الأمراض غير السارية، لافتا إلى أنه يأمل في 2019 ألا يتوقف دعم الملف الصحي والعناية بصحة المصريين.

وأشار الشرقاوي إلى أن إمكانية تحقيق ذلك سهل جدا في العام الجديد، حيث إن السلطة السياسية تملك الإرادة، والدليل على ذلك هو قيام مشروعات قومية ضخمة على أرض مصر خلال ثلاث سنوات فقط، وكان في السابق من الصعب على المواطن المصري مجرد الحلم بها، والآن هي موجودة على أرضنا، فما يحدث الآن هو تحديث وتطوير كامل للبنية التحتية لمصر من مشروعات وطرق وبروتوكولات تعاون دولي في مشروعات عملاقة كالطاقة النووية وتوليد الطاقة الكهربية، وغيرها.

فوضى التوكتوك والإشغالات

وقال النائب محمد الحسيني، عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب: إن أبرز ما يتمنى المصريون القضاء عليه في العام الجديد هو "فوضى التوك توك" وليس القضاء على التوك توك نفسه بشكل كامل، مشيرا إلى أن التوك توك يعتبر مصدر رزق لكثير من الأسر، وفرض نفسه في المناطق العشوائية بقوة، ويحل أزمة المواصلات في بعض الأماكن، لكنه أصبح عبئا على الأمن، لذا لابد من تقنين أوضاعه، ووضع اشتراطات محددة له، ليتم إعطاء الترخيص لمن يفي بتلك الاشتراطات فقط، وأضاف الحسيني أن أكثر ما يٌعيق المواطنين في طريقهم هي "إشغالات المحال" لافتا إلى أنها أزمة تواجهها كافة الأحياء والمدن بالمحافظات، وأصبحت تلك الظاهرة عبئا على الدولة بسبب انتشارها العشوائي، سواء من الباعة الجائلين أو أصحاب المحال، لذا المواطنون لا يطلبون مزيدا من الإشغالات في العام الجديد.

"نقلا عن العدد الورقي.."
Advertisements
الجريدة الرسمية