رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حرب وشيكة.. أبرز تداعيات استقالة وزير الدفاع الأمريكي

استقالة وزير الدفاع
استقالة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس

بشكل مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس، عن استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، من حكومته، ليوضح الأخير أن سبب الاستقالة هو الخلاف المتزايد مع ترامب حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأن الرئيس يريد شخصا أكثر توافقا مع أفكاره، رغم أنه منذ شهور، خرج ماتيس وأكد أن تقارير إقالته ليست صحيحة، وأنه متوافق مع ترامب وليس هناك سبب لتلك الأنباء.


إقالة ماتيس، تزامنت مع قرارات مفاجئة أخرى، منها الإعلان عن سحب واشنطن كامل قواتها من سوريا، وخفض أعداد جنودها بأفغانستان والبالغ 14 ألف جندي، ما جعل الصحف العالمية تربط بين الحدثين.

وأوضحت الصحف العالمية أن معارضة ماتيس لخفض التواجد الأمريكي بالشرق الأوسط، هو السبب الرئيسي الذي جعل ترامب يخرجه من قاربه الرئاسي، مثلما فعل مع العديد من المسئولين قبله، وأبرزهم وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، خاصة أن ترامب أعرب في أبريل الماضي، عن نيته الخروج من سوريا رغبة في توفير النفقات، لتوضح التقارير أن المسئولين بوزارة الخارجية والدفاع أقنعوه بالتراجع عن قراراه الجدلي.

قلق الحلفاء الأسيويين
وكالة "رويتر" ذكرت أن إقالة ماتيس، أثارت القلق بين الحلفاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومنها اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، والذين يثقون في سياسة الجنرال المتقاعد القائمة على الثقة وتهدئة القرارات الاندفاعية، وقال عدد من الخبراء الإقليميين، إن الاستقالة تثير القلق، خاصة في وقت يقود فيه ترامب صراعا ضد الصين، وتشهد الجزيرة الكورية توترا بسبب استمرار الجارة الشمالية على العمل على برنامجها النووي.

حرب مع الصين
شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أوضحت أنه رغم أن ماتيس كان منتقدا شديدا للصين، إلا أنه كان يحافظ على مستوى التوتر معها، ويمنع وصول الأمر لحد الحرب، محذرة من أن قدوم آخر يتوافق مع سياسات ترامب، قد يؤدي لنشوب حرب مع الصين في ظل الصراع التجاري معها، ووصف محلل السياسة الخارجية والأمن يوان جراهام، بجامعة لاتروب في أستراليا، ماتيس بأنه كان حارس بوابة السياسة الخارجية الأمريكية لتهدئة غرائز ترامب العدوانية.

عناد كوريا الشمالية
وأوضح آدم ماونت، المحلل الدفاعي في اتحاد العلماء الأمريكيين، أن ماتيس حافظ على موقع أمريكا الثابت تجاه كوريا الشمالية، وكان له دور أساسي في منع الحرب، مشيرا في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن استمرار ظهور التقارير عن امتلاك كوريا لأسلحة نووية، وتحذيرها منذ أيام من أن استمرار الضغط عليها سيؤدي لانسداد طريق المفاوضات معها بشأن التخلص من النووي، قد يدفع ترامب بالغضب سريعا من رئيسها كيم كونج أون وتهديده، وهو ما سيزيد من سوء الوضع بين البلدين.

الصراع مع روسيا
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أوضحت أن خطاب استقالة ماتيس والذي حذر فيه من روسيا، يشير إلى زيادة الصراع معها، خاصة أن ترامب أشار في وقت سابق إلى رغبته في سحب القوات الأمريكية بالشرق الأوسط، من أجل التركيز على زيادة التهديدات القادمة من روسيا والصين.

وأكد يورجن هارت، المسئول عن الشئون الخارجية للاتحاد الديمقراطي المسيحي، للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن استقالة ماتيس تعتبر نقطة تحول، موضحا أنه يجب على الحلفاء الغربيين أن يستعدوا لمزيد من سحب واشنطن للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وأشار إلى أن إشادة روسيا بقرار أمريكا الانسحاب من سوريا يثير قلق أوروبا، خاصة أن بقاء أمريكا بالمنطقة كان يمثل نوعا من التوازن.

تأثير تركي وإيراني
ونبه موقع "نيويوكر" الأمريكي، إلى أن إقالة ماتيس والانسحاب من سوريا، سيزيد من انفراد تركيا بالمناطق التي تتشاركها مع أمريكا بها، وهو ما سيعطيها القوة للقضاء على الأكراد الذين تعتبرهم خطرا على أمنها القومي، كما أن ذلك سيزيد من التواجد الإيراني بسوريا، والتي لها تأثير كبير من الأساس على قرارات الرئيس السوري بشار الأسد، لدعمها له في حربها ضد الجماعات المسلحة.
Advertisements
الجريدة الرسمية