بعد حادث مقتل السائحتين.. خريطة التنظيمات المتطرفة في المغرب

بعد حادث مقتل السائحتين الدنماركية والنرويجية بالمغرب، واللتين تم اغتصابهما قبل ذبحهما، خلال ممارستهما لرياضة التسلق في منطقة جبال أطلس، ثار جدل كبير سواء في الشارع المغربي أم على المستوى العالمي، حول عودة التنظيمات المتطرفة بالمغرب للظهور على الساحة من جديد، خاصة وأن المشتبه بهم في ارتكاب الجريمة ظهروا في فيديو وهم يبايعون تنظيم "داعش" الإرهابي.

هجمات إرهابية
ومنذ عام 2011، بدأ يشهد المغرب هجمات إرهابية، حين وقع به تفجير تسبب في مقتل 17 شخصا، فيما تعلن السلطات المغربية عن القبض عن خلايا إرهابية تستعد لتنفيذ هجمات إرهابية كل عام.

وفي 2015 تم تفكيك 21 خلية إرهابية والعام التالي تم القبض على 19 خلية، بينما تم تفكيك 9 خلايا خلال العام الماضي و7 خلايا العام الجاري حسب ما صرح به عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في حديث لإحدى الصحف الفرنسية.

زيادة التطرف بالمغرب تعود لأسباب عديدة منها تدهور الأحوال الاقتصادية وزيادة معدل الفقر وارتفاع نسبة البطالة الذي بلغ 10.2% وفقا لتقرير صادر عن المندوبة السامية للتخطيط بالمغرب، بالإضافة إلى كثرة الصراعات بالشرق الأوسط وانتشار الجماعات الإرهابية بها، ولذلك بات المغاربة يسعون للتعبير عن غضبهم عبر الانضمام لتلك التنظيمات المتطرفة، والتي تتمثل في:

داعش
يتزايد أعداد الشباب المنضمين لداعش، يوما بعد يوم، والذين يتأثرون بأفكارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهم نوعان، صنف كان يقاتل مع "داعش" في سوريا والعراق، وعاد لبلده بعد الهزائم المتتالية التي حظي بها التنظيم مؤخرا، وهؤلاء بدءوا يشكلون خلايا إرهابية بأنفسهم، ويمارسون أنشطتهم المتطرفة بها، بل ويدعون غيرهم للانضمام إليهم لتنفيذ هجمات متطرفة.

أما النوع الثاني فهم من التحقوا بالتنظيمات التي جاءت للمغرب بعد أن تم تجنيدهم، وبلغ أعداد المغاربة الملتحقين بالتنظيم 1800 عضو وفقا للمركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية، ولا يمر شهر تقريبا حتى تعلن السلطات بالمغرب عن تفكيك خلايا متطرفة تابعة للتنظيم الداعشي.

القاعدة
أما تنظيم القاعدة فهو ليس بجديد على بلاد المغرب العربي، وينتشر بالجزائر وتونس أيضا، وعاد للظهور مجددا في محاولة لمنافسة "داعش" في الظهور، خاصة بعد تنفيذ هجوم بإسبانيا في أغسطس 2017، تسبب في مقتل 15 شخصا وإصابة 100 آخرين، وشارك فيه 15 شخصا من أعضاء التنظيم من أصول مغربية.

الإخوان
ويتمثل الإخوان في حزب العدالة والتنمية، وأثير مؤخرا العديد من الجدل حولهم بسبب الفضائح التي ارتكبها عدد من أعضائهم منها خروج بعضهم مع فتيات أجانب، وهو ما يخالف مبادئهم المحافظة التي يدعونها، وممارسة آخرين لأعمال منافية للآداب، حين ضبطت الشرطة المغربية قياديين بالحركة في وضع مخل داخل سيارة بأحد ضواحي الرباط، وكذلك بسبب قضايا الفساد والتي اتهم فيها بعض قيادتهم.

وقدم عدد من المحامين منذ أيام دعوى قضائية ضد قيادات بالحركة بتهمة استغلال منصبهم والتربح وإهانة القضاء، وهذا الخلل في تصرفاتهم، تسبب في زيادة الغضب من الحزب الإخواني الذي مثل قدوة للعديد من الشباب في وقت سابق، خاصة أن أعضاءه بدءوا ينقلبون عليه.