رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا يخترق السلفيون معاقل الصوفية على السوشيال ميديا.. الهاكرز السلفي يدمر جروبات أتباع «آل البيت» بالفيس بوك ويفترس أكبر تجمع لـ«الأولياء».. وباحث: الصراع لن ينتهي طالما هناك سلف

فيتو

حالة من التشاحن، تتصاعد بشكل غير مسبوق بين الصوفية والسلفية، كل منهما لديه إصرار قوي على تصفير الصراع، وجعله مسألة حياة أو موت، فإما هذا أو ذاك، وإن كانت الصوفية تتعامل دائما بمبدأ رد الفعل، ولا تأخذ المبادرة، فإن السلفيين دائما ما يبادرون باحياء الصراع، وآخره اختراق جروب الأولياء، أحد أكبر التجمعات الصوفية على الإنترنت، ونشر عبارات مسيئة أخلاقيا وعقائديا عن التصوف.


إرث التلاعب بالتكنولوجيا
التلاعب بالتكنولوجيا، واستخدامها في تسويق الأفكار الدينية بهذا التشدد، بدأته جماعة الإخوان الإرهابية، وانتقل الفيروس منها للتيارات السلفية التي اقتحمت عالم السياسة منها، وبصفة خاصة الدعوة السلفية، والجماعة الإسلامية، وأذرعهما السياسية، أما الصوفية والتي امتلكت الكثير من وسائل الحشد لأفكارها على الإنترنت، فتعلمت مؤخرا كيفية الدفاع عن نفسها، وعدم الانتظار تحت رحمة الآخر، مهما كانت قوته، وخاصة لو كان الخصم سلفيًا أو إخوانيًا.

الصراع الجديد مع الصوفية، اشعلته مجموعة سلفية مجهولة الهوية، وإن كانت منشوراتها تشير إلى تبعيتها للسلفية العلمية، التي تحارب الصوفية بعنف، ودائما ما ترسل لها تحذيرات شديدة اللهجة، وتجمع مباشرة بين التصوف والشرك وعبادة القبور، وبعد صراع وشتائم متبادلة، تمكن نشطاء الصوفية من التحكم في الجروب، بعد فترة من السيطرة السلفية عليه، وحصنوه بتدشين جروبات موازية له، حتى لا يفقد أعضاؤه من جميع الدول العربية لاحقا، إذا ما أقدم السلف على أي محاولات جديد للاختراق.

ورغم نفي العديد من القيادات السلفية المعروف عنها انتهاج مبدأ الصدام مع الأفكار، التي يعتبرونها مخالفة للشرع، على شاكلة الناشط السلفي وليد إسماعيل، والقيادي السابق بحزب النور، سامح عبد الحميد، التورط في عمليات «هاكرز» واختراق للمواقع الصوفية، واعتبارها تصرفات فردية، لاتعبر عن الكيانات السلفية، إلا أن «عبد الحميد» هاجم الصوفية بعنف خلال دفاعه ورفضه اتهام السلفية بعمليات مواجهة فكرية من هذا النوع.

واعتبر القيادي السلفي السابق بالنور، أن ما تأتي به الصوفية من بدع وانحرافات في العقيدة شرك أكبر يخرج معتقده عن الملة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مرتكب هذه التصرفات، لايتم تكفيره إلا بعد التوضيح والتبيين والتعليم وإقامة الحجة، فإن أصر على فعل الشرك، فأمره لأهل العلم للحكم عليه بالكفر، بحسب وصفه.

صراع لن ينتهي
الصراع الدائم بين الصوفية والسلفية، يراه الدكتور عمار على حسن، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، «خلاف عقيم» يمر أحيانا بمراحل تهدئة، لا تجعل السلف تحديدا يتخلون عن آرائهم الحادة في التصوف.

ويعتبر «عمار» أن الصوفية أكثر تسامحًا، فيما يتعلق بالعقيدة، لكنهم يعتقدون أن السلفيين أصحاب تشدد وغلو، وأن الكثير مما يعتقده السلفيون، يضر ضررا بالغا بجوهر الدين، لافتا إلى أن الصراع لن ينتهي، طالما هناك سلفيون ومتصوفة.
Advertisements
الجريدة الرسمية