رئيس التحرير
عصام كامل

أم بالمنوفية تناشد المسئولين علاج طفلها المريض بثقب في القلب (فيديو)

فيتو

لا زالت البراءة تبدو واضحة على ملامح وجهه الصغير، يلتفت إلى جانبه فتجده يبتسم لا تدري، هل رأى ما يسره أم ملكًا يداعبه كي لا يشعر بما يعانيه، ثقبًا يخترق قلبه رغم أنه لم يحمل هموم الدنيا، ولم يتجرع مرارة الأيام.


180 يوما فقط قضاها الطفل في تلك الحياة رفقة شقيقته ووالديه بالحي القبلي بشبين الكوم في محافظة المنوفية، أدارت الدنيا ظهرها لهم فسكنوا عمارة آيلة للسقوط بعد أن صدر قرار بهدم عمارات الإيواء، أجرت الأم ثلاث عمليات، بينما الوالد يجوب الشوارع حاملًا "الشوال" على ظهره يبحث عن البلاستيك القديم ليقوم بتجميعه وبيعه مرة أخرى، ليوفر لهم ما يقتاتون به أو ما يجعلهم في سجلات الأحياء.

تحسبهم أغنياء من التعفف هكذا هو الحال، لم تمد والدة الطفل يدها تطلب المساعدة من أجل نفسها، رغم أنها تحتاج لإزالة الدعامات الكائنة في بطنها بعد إجرائها للعملية الثالثة، لكنها قررت أن تبحث عن من يساعدها في إبقاء طفلها على قيد الحياة.

نبضات قلب سريعة وغير منتظمة شعرت بها الأم أكثر من مرة وهي تضم رضيعها لترتاب في الأمر، فتقرر صرف ما بقي لديها من أموال في إجراء التحاليل والأشعات لتطمئن على قلب طفلها الوحيد، كي تقر عينها ولا تحزن، لكن هول الصدمة وقسوتها كان أشد وقعًا من أن تذاب الأم في النيران كأصحاب الأخدود.

ثقب في القلب هو ما باحت عنه التقارير والأشعة التي أجريت للطفل، لم تصدق الأم فلعل هناك شيئا ما خطأ لتعيد الأشعات مرة أخرى، لكن النتيجة لم تتغير، حيث تغيرت الأوراق لكن الثقب بقى كما هو كائنًا في قلب الطفل، ليثبت الحزن وفائه وعدم تخليه إطلاقًا عن ملازمة أصدقائه من فقراء هذا البلد.

لازالت حالة الطفل ابن الستة أشهر تتطلب الخضوع لبعض التحاليل لتحديد العلاج أو إذا كان في حاجة لإجراء جراحة، لكن أموال الأسرة نفدت، وتسلل اليأس إلى قلب أم لا تملك من حطام الدنيا شيئًا، لتناشد المسئولين التدخل سريعًا، وإنقاذ طفلها الوحيد قبل أن تفقده.
الجريدة الرسمية