رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سعيد إسماعيل: الجامعة بين الجهد الرسمى والشعبى

فيتو

في مجلة الهلال ديسمبر عام 1984 كتب الدكتور سعيد إسماعيل على مقالا بمناسبة ذكرى إنشاء الجامعة المصرية "جامعة القاهرة حاليا"، قال فيه:
كانت الحركة التي شهدتها مصر في أوائل القرن العشرين لإنشاء جامعة مصرية حركة ذاتية من فئات مختلفة من الشعب المصرى بعيدا عن الحكومة التي كانت تخضع لسلطات الاحتلال البريطانى.


كان اتجاه هذا الاحتلال عدم تشجيع مثل هذه الحركة حتى لا تزعزع أركان الاستعمار، ومن هنا فقد نادي اللورد كرومر عام 1905 بأن الأمة أحوج للتعليم الأولى من التعليم العالى ودعا إلى إنشاء الكتاتيب وأقبل بعض الأعيان على إنشائها أيضا.

ووصل الأمر إلى حد قيام صحيفة الحزب الوطنى "العلم " في عدد 41 الصادر عام 1910 في تعرية الاحتلال وفضح سياسته إزاء الجامعة فكتب المناضل محمد فريد من باريس يقول:

لا يفوتنا أن نذكر أن اللورد كرومر عندما فتح الاكتتاب للجامعة أرسل مفتشيه إلى جميع الأجهزة لبث فكرة إنشاء الكتاتيب في القرى الخالية لمنع القادرين عن مساعدة مشروع الجامعة.

وكما نشرت جريدة المقطم عام 1920 فإنها لم تبن مدرسة عالية واحدة منذ حكم إسماعيل بالرغم من أن عدد السكان يتزايد.

وبرغم ذلك كان هناك حرص واضح لدى القائمين بأمر إنشاء الجامعة على أن تظل بعيدة عن سلطان الحكومة ورغم ذلك تولى رئاسة مشروعها الامير أحمد فؤاد الذي أعلن عند توليه الرئاسة أن الجامعة هي جامعة وطنية حرة وليست تحت رعاية الحكومة.

لكن الجامعة بدأت تواجه العديد من المتاعب زمنها فتور الهمة في الاكتتاب مما أضعفها ماليا، كما قابل الشعب المشروع بعدم الاكتراث كما نشرت جريدة الأهالي عام 1910 العدد 39 تقول: ليس معتنيا بها من الأمة نفسها وانحصرت الرغبة في الالتحاق بالجامعة المصرية من أجل الحصول على شهادة التي هي جواز مرور للوظيفة.

رفع أعضاء مجلس إدارة الجامعة عام 1922 تقريرا إلى الملك فؤاد مطالبين الاعتراف بشهادة الجامعة المصرية، وبدأ مجلس الجامعة يفتح الباب للاستعداد لكى تبسط الحكومة سيطرتها على الجامعة، والجامعة مستعدة لأن تبسط وزارة المعارف مشاركتها في إدارتها والإشراف على التعليم فيها مع الحفاظ على استقلالها الخاص.
Advertisements
الجريدة الرسمية