رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مكتبة الإسكندرية ترصد العلاقات بين الجريمة والإرهاب في «مراصد»

مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية

صدر عن مركز الدراسات الإستراتيجية بمكتبة الإسكندرية العدد 48 من سلسلة "مراصد" تحت عنوان "تاريخ إجرامي ومستقبل إرهابي: الجهاديون الأوروبيون والرابطة الإرهابية الإجرامية الجديدة". 


ويعد هذا العدد تقريرًا صدرت نسخته الأصلية عن مركز دراسات الراديكالية والعنف بكينجز كولدج بلندن، أعده الباحثون بيتر نيومان وراجان بصرة وكلوديا برونر، ونقله إلى العربية محمد العربي.

يلقي هذا التقرير الضوء على الظواهر الجديدة التـي تربط الإرهاب بالجريمة من خلال دراسة حالة عدد من الإرهابيين الأوروبيين ذوي السجلات الإجرامية. ويستند التقرير في رصده لتلك الظواهر على عدد من الإحصاءات الرسمية. على سبيل المثال، أعلنت الشرطة الاتحادية الألمانية أنه من بين 669 من المقاتلين الأجانب الألمان الذين تمكنت من جمع معلومات كافية عنهم، كان لديهم سجلات شرطية قبل سفرهم إلى سوريا، فيما أدين الثلث الباقي بتهم إجرامية.

أما المدعي العام البلجيكي فقد قال أيضًا إن نصف الجهاديين في بلده كان لديهم سجلات إجرامية. وربما لا تكون هذه الظاهرة جديدة كليًّا. ففي منتصف التسعينيات، أشارت الجرائد الفرنسية إلى عناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة على أنهم "إرهابيو عصابات" لأن الكثير منهم قد انخرط في عصابات محلية. وبالمثل،  كان مرتكبـي الهجمات على قطارات مدريد في العام 2004 مجرمين سابقين ومولوا العملية من خلال تجارة المخدرات. وبالتالي، لم يكن الاندماج بين الإرهاب والجريمة بلا سوابق.

ويشرح أول فصلين من الدراسة علاقتها بالدراسات السابقة وكذلك المناهج التـي استخدمت في بناء قاعدة البيانات. أما الفصول الأربعة التالية تتعامل مع المناطق التـي يعتقد أن اندماج الأوساط الإرهابية والإجرامية فيها له تداعيات على الخطر الإرهابي مثل: الراديكالية والتجنيد، والسجون، ونقل المهارات وتمويل الهجمات. وفي الفصل الأخير، يبني التقرير سلسلة مفاهيمية وتوصيات عملية عن الكيفية التـي تحتاج بها مناهج التعامل مع مكافحة الجريمة والإرهاب والروابط بين الإثنين إلى تغيير.  

وليس الهدف من هذا التقرير التعبير عن هذه الروابط كميًّا، ولكن وصف طبيعتها وآلياتها وفهم ما تعنيه بالنسبة للتهديد الإرهابي والطرق التـي ينبغي مواجهتها بها. فكيف تيسر النزعة الإجرامية التحول إلى الراديكالية وعمليات التجنيد؟ وما الدور الذي تلعبه السجون؟ وهل يمتلك المجرمون مهارات تجعلهم أكثر كفاءة كإرهابيين؟ وكيف يؤثر التلاقي بين الجريمة والإرهاب على تمويل الهجمات الإرهابية؟

للإجابة على هذه الأسئلة، جمع فريق متعدد اللغات من مركز دراسات الراديكالية قاعدة بيانات مكونة من 79 ملفا شخصـيا لجهاديين أوروبيين لهم تواريخ إجرامية. وهي -على حد علمهم- أول قاعدة بيانات تركز على المجرمين الذين أصبحوا جهاديين في الفترة التالية لعام 2011. ومن خلال تحليل مساراتهم ودوافعهم وأفعالهم، استطاعوا التأكد من العوامل والآليات الرئيسة التـي تحدد الروابط الإجرامية الإرهابية في سياق الخطر الجهادي الحالي.
Advertisements
الجريدة الرسمية