رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مدير مركز الأورام بجامعة المنصورة: الأورام ليست فزاعة وليس بالضرورة أن يكون الموت نهاية المرض

فيتو

  • الجهل بالمرض وراء انتشاره بشراسة بمصر 
  • يجب إلزام جميع الجهات الحكومية والخاصة بربط الفحص الدوري بتجديد عقد العمل
  • على كل شخص أن يعي القصة الوراثية في عائلته 
  • قوائم الانتظار فعليا بالمركز حاليا صفر
  • فشلنا إعلاميا واجتماعيا في تنمية الوعى الأورامى
  • الأورام ليست فزاعة وعلينا بالوعي والوقاية والفحص 
  • نستقبل 250 ألف مريض سنويا على 500 سرير وبحاجة إلى توسع قابل لاستيعاب مليون ونصف المليون
  • المركز يعمل بقوة استيعابية فاقت 20 ضعف إنشائه ودراسة قابلة للتوسع لاستقبال مليون ونصف مليون مريض
  • مريض الأورام بحاجة لأن تقدم له الخدمة كل في حجرة منفصلة 
  • خلال 10 سنوات لن يستوعب المركز حالة واحدة لأن الأعداد تضاعفت 20 ضعفا
  • الخريطة الجينية هي الحل للقضاء على أمراض الأورام
  • مبنى جديد وزرع النخاع والعلاج بنظام الكبسولات أبرز المشروعات بأورام المنصورة 

تعد أمراض الأورام هو الأكثر انتشارا على مستوى مصر وذلك بعد الفشل في مواجهة الأورام إعلاميا ومجتمعيا إلى أن انتشر المرض بشراسة وبدرجة كبيرة استوجبت نشر الوعى به، كما أن الجهل بالمرض بمصر وراء انتشاره، ففي أمريكا تم إجراء دراسة مقارنة لمعدلات الوفاة من مريض الأورام من 1940 حتى 2010 وتبين أن معدل الإصابة ارتفع 6 أضعاف ومعدل الوفاة ظل ثابتا وذلك قبل اختراع واكتشاف النانو جرام والجينى الموجه.

وتزامنا مع التوسعات التي يشهدها مركز الأورام بالمنصورة، التقت "فيتو" الدكتور محمد حجازي أستاذ جراحة الأورام ومدير مركز الأورام بجامعة المنصورة الذي تولى رئاسة المركز في يونيو 2016 في سياق الحوار التالى:


*مركز الأورام بالمنصورة يشهد إقبالا كبيرا، فما عدد المرضى المترددين بالمركز خلال عام 2018 ونسبة الدخول ونسبة الإشغال بالمركز، وعدد الأسرة؟
مركز الأورام أكبر مركز جامعي طبي متخصص في دلتا مصر لعلاج الأورام، ويقدم خدماته العلاجية للمرضى المصابين بالأورام في محافظة الدقهلية والمحافظات المجاورة منذ عام 2004 بسعة 500 سرير وبمعدل تردد تخـطى الـ 250 ألف مريض سنويا بحسب إحصائيات عام 2018، ويضم جميع التخصصات الطبية العلاجية والجراحية والتشخيصية لمرضى الأورام للكبار والأطفال.

*ما من مستشفى إلا وتجد به قائمة عريضة من أسماء المرضى الذين بحاجة للعلاج ويطلق عليهم قوائم الانتظار، أين مركز أورام المنصورة من ذلك وما هي طرق التصدى لها؟
قوائم الانتظار فعليا بالمركز حاليا صفر وفى الحقيقة نسعى جاهدين للتطوير طبيا وفنيا وإداريا ولو استمرينا على هذا المنوال سيكون القادم أفضل، فالمركز حاليا يستقبل يوميا من ألف إلى 1300 مريض يوميا في العيادات لكون المركز كلية طب مصغرة تضم جميع التخصصات، وحلمى أن نصل بالمريض لتلقي الخدمة الطبية اللائقة بأن يكون لكل مريض حجرة خاصة لأن الحجرة حاليا تستوعب من 4 إلى 5 حالات ومريض الأورام يستحق أن تقدم له الخدمة في حجرة خاصة احتراما لآدميته وخصوصيته فضلا عن أن اتساع الحجرة يترتب عليها سلامة طبية والمركز مكتظ حاليا وخلال 10 سنوات أو أقل لن يستوعب المركز حالة واحدة لأن الأعداد تضاعفت 20 ضعفا من استيعاب المركز ولابد وان نستعد لاستقبال 1.5 مليون مريض.

ووفقا للدراسات التي تجرى فإن أمراض الأورام تنتشر بشراسة ولن نصل إلى الحد من الإصابة بالمرض قبل عام 2050 لذا لا بد من وضع خطة قابلة للتوسع تستوعب المرضى على مدار الـ 20 أو 30 عاما المقبلين خاصة وأن الإصابة بالأورام تشهد طفرة شرسة وأزعم أننا قابلون للاستقبال. 

*أين مركز الأورام من مبادرة رئيس الجمهورية في التصدى لقوائم الانتظار ؟
نواصل العمل ليلا ونهارا للتصدى لقوائم الانتظار، والقائمون على العمل بالمركز هم من طالبوا بالمشاركة في مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للتصدى لقوائم الانتظار وبالفعل تمت المشاركة بتجاوز ساعات العمل الرسمية وزيادة ساعات العمل وتم رفع عدد الجراحات التي تجرى داخل المركز من 400 حالة إلى 670 جراحة شهريا مساهمة من المركز في القضاء على قوائم الانتظار لاحتياج المصرى لمن يشعر به والمريض المصرى يستحق الرعاية حقا.

* ماذا عن الاستعدادات لأول عملية زرع نخاع.. وهل هي فعلا أول جراحة أم تمت جراحات سابقة؟
في الحقيقة زرع النخاع يعد إجراء تكنيكيا لمرضى أورام الدم السرطانية، فالمريض يفقد جهازه المناعى لدرجة تصل لإمكانية فقده حياته جراء نزلة برد، ومكافحة العدوى تكون قاسية والمريض يحتاج إلى بيئة معقمة.

ويشهد المركز أعمالا مكثفة لتجهيز الطابق الحادى عشر والمخصص لوحدة زرع النخاع لأول مرة داخل المركز ومن المقرر أن نستقبل وفدا أجنبيا في 8 يناير المقبل.

*المركز شهد تطورات كثيرة مؤخرا فهل يتم جمع تبرعات أو مشاركة من المجتمع المدنى؟
إيمانا من المركز بأهمية تفعيل دور المشاركة المجتمعية يفتح المركز أبوابه لكل مؤسسات المجتمع المدنى في إطار من الشراكة المجتمعية من أجل تقديم أفضل خدمات طبية ممكنة لمرضى الأورام، وتوفير كافة سبل الراحة والعلاج لهم، والمركز بحاجة إلى دعم من كافة أطياف المجتمع المدنى بالدقهلية خاصة وأن المركز بصدد تطوير الدور التاسع بالمركز والمخصص للقسم الداخلي لوحدة طب الأورام، ليحاكى نموذج الدور السابع الذي تم تنفيذه هذا العام بالشراكة مع فريق فات يونايتد.

*ما هو نظام الكبسولات المنتظر تطبيقه داخل مركز الأورام، وما الجدوى منه؟ وبكم تقدر تكلفته؟

بفضل مساهمة العديد من أهل الخير بدأ المركز في تنفيذ مشروع كبسولات زرع النخاع بالدور الحادى عشر والذي تقدر تكلفته بخمسة وأربعين مليون جنيه، وجار العمل على الانتهاء من تنفيذه خلال ٢٠١٩ وهى عبارة عن كبسولة مصممة لمريض بلا مناعة وشروط إنشائها أكثر صرامة في التعامل مع المريض وتحتاج مواصفات خاصة للوصول لأعلي جودة ممكنة في العالم. 

والعلاج بالكيماوى يدمر المناعة ومريض الأورام هش والكبسولات أكثر أمانا ونسبة الالتهابات بها قليلة جدا فضلا عن قابليتها للتطور والتجديد كبير خاصة وأن أي كبسولة في الضمان 10 سنوات كما أن استخدام التعامل بالكبسولات تقلل العنصر البشرى فلو تعامل المريض مع 10 عناصر بشرية في حالة إدخاله الكبسولة قد يتم التعامل بشخصين، ومن أهداف المشروع تقليل وقت انتظار مرضى زرع النخاع، لعملية الزرع حفاظا على حياتهم وأملا في نسب أعلى من الشفاء.

ودخول كبسولات زراعة النخاع العظمي بمركز الأورام تعد من الإجراءات الطبية المهمة التي يتم اللجوء إليها لعلاج العديد من أمراض الدم والسرطان نظرا لأن عدد المرضى المحتاجين إلى زراعة نخاع العظام سنويا هو في المتوسط ٥٠٠ مريض حيث تعتبر علاجًا جذريًا للعديد من هذه الأمراض والتي كانت في الماضي تعتبر أمراضا مستعصية بدون علاج.

وإنشاء مثل هذه الوحدة يسهم في تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب للعديد من مرضى الأورام وأمراض الدم مع تخفيف عبء الانتقال ومعاناة السفر عن كاهل هؤلاء المرضى خاصة وأن المركز يقوم حاليا بتحويل هؤلاء المرضى إلى معهد ناصر أو معهد الأورام القومى بالقاهرة حيث يمثلون ضغطا عدديا على هذه المراكز في ظل عدد الأسرة المتاح مما قد ينعكس سلبا على فرص الشفاء وذلك نتيجة لتأخر إجراء عملية الزراعة في الوقت المناسب، هذا بالإضافة إلى ما يجده المرضى من معاناة في الانتقال وتوفير أماكن للإقامة وغيره.

*أورام الثدى أصبحت منتشرة في الفترة الأخيرة فكيف يتم التعامل معها من ندوات أو حملات وجراحات مزودة بإحصائيات؟ وأسباب وطرق الوقاية من الأورام السرطانية؟
الأورام أسبابها الأولى "جينيا" والثانية "البيئة" لأن كمية التلوث تزيد بطريقة مرعبة وليس التعرض للمسبب أو المسرطن وراء الإصابة ولكن طول فترة التعرض، فحوادث المفاعلات النووية اللي حدثت عالميا وراء تضاعف الإصابة بالسرطانات، وفي 2050 سيتم التعامل بالخريطة الوراثية الجينية "خريطة جينية" حيث يتم التوصل والتعرف على الورم من خلال الجينات ويمكن التعامل معها في المهد خاصة وأن العالم كله سيتحدث بلغة الجينات.

*ما أبرز وأهم الأدوية التي قد تكون غير متوافرة والمركز بحاجة ملحة إليها لرفع المعاناة عن المرضى؟
المركز لن يقوم بدور الحكومة وحدها بل بالتعاون مع المجتمع المدنى، وأهم العلاجات التي يحتاجها المركز الكيماوى والعلاج الجينى الموجه وبعض أدوية علاج أورام الرئة والدم، وفى حالة عدم تواجد علاج يتم توفيره من خلال المجتمع المدنى عن طريق قسم العلاقات العامة ورجال المجتمع المدنى فور أن يرى مردود تبرعه يزيد من قيمة التبرع لأنه يتأكد من الجدوى التي تنجم عن ذلك التبرع لذلك لابد من إشراك المجتمع المدنى.

*ما أبرز التوسعات في المرحلة القادمة وإنجازات المركز التي شهدها مؤخرا؟
خطة عمل المركز خلال السنة القادمة تهدف إلى تطوير وحدة العمليات الكبرى لتعمل بنظام الكبسولات الجراحية وهو أفضل نظام قائم في كافة وحدات العمليات الجراحية على مستوى العالم، وأحد أهم المشروعات الحيوية التي سوف تتم داخل المركز خلال الفترة المقبلة عملية إنشاء مبنى جديد ملحق بالمركز يستخدم كتوسع لزيادة القدرة الاستيعابية للمركز وذلك لمواكبة زيادة معدلات التردد على المركز خلال السنوات الأخيرة لخدمة مرضى الأورام في دلتا مصر.

*من وجهة نظرك كيف يتم النهوض بالمنظومة الطبية خاصة وأن أكبر نسبة معدلات الوفاة بسبب الأورام؟
أكرر أن القادم أفضل فأورام الثدى لكل 100 ألف نسمة تكون إصابة 35: 40 شخصا وهى ليست نسبة كبيرة قدر كونها أكثر شراسة وخطورة، ولابد من نشر الوعى الأورامى بعد أن فشلنا في مواجهة الأورام إعلاميا ومجتمعيا، فأمريكا أجرت دراسة مقارنة للإصابات بالأورام ومعدلات الوفاة في الفترة من 1940 حتى 2010 وتبين أن المعدل تضاعف 6 أضعاف في الإصابات بينما معدل الوفاة ظل ثابتا وذلك قبل النانو جرام والجينى الموجه تبين أن نسبة بالإصابة تزداد ومعدل الوفاة ثابت"، لذا فإن الجهل بالمرض بمصر وراء انتشاره.

*رسالة من مدير مركز الأورام أستاذ جراحة الأورام لمريض الأورام ؟
لا تخافوا من الأورام فهى ليست فزاعة، وأى مرض له علاج لا يعد مرضا، فالمرض هو ما لم نتوصل لعلاجه وليس لزاما أن يكون نهاية مريض الأورام الموت بسبب الأورام، ولكن هناك إجراءات يجب اتباعها للكشف عن الورم فأى عرض لو ثبت أسبوعين يتطور الأمر فلا بد من التوجه لاستشارى، فإن استمر العرض ولم يستجب من 4 إلى 6 أسابيع عليك فورا استشارة طبيب أورام.
 
ولا بد من إلزام جميع الجهات الحكومية والخاصة في مصر بالفحص الذاتي وربط الفحص الدوري بتجديد عقد العمل، وعلى كل شخص أن يعي القصة الوراثية في عائلته فلو لم تشتك، من أي مرض حتى سن 30 عاما فلا بد من الفحص واستشارة طبيب الأورام للتعرف على طرق الوقاية منها.
Advertisements
الجريدة الرسمية