رئيس التحرير
عصام كامل

بسمة عطية منصور تكتب: حينما ترقص الكلاب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

هل سبق لك وشاهدت عرضًا لبعض الكلاب التي ترقص؟!
وهل وجدت نفسك تستمتع بهذا الرقص؟! هل شاهدت ذلك الكلب الذي يتمايل ويلهث ويهز ذيله يمينا وشمالا؟!

هل صفقت، ضحكت، بكيت؟! صف لي شعورك بإيجاز!
في الواقع أننى شاهدت مرة رقصًا لبعض الكلاب.. وقتها لفت انتباهي ذلك الكلب الذي يرتدى أفخر الثياب.. وجدته يلف على رقبته وشاحًا أحمر يشبه رباط عنق الرجال.
لفت انتباهي ذلك الجمهور الذي يضحك، ويصفق، وتعلو ضحكاته في عنان السماء!
ووجدت نفسي أقول: ما المضحك في كلب يرقص ويلهث ويهز ذيله؟!
ولكننى كان عليَّ احترام أغلبية الجمهور والاستماع إلى هذا الضجيج، وهذا الإزعاج، وتلك الحركات الغبية التي يفتعلها صاحب الكلب كي يجذب انتباه الجمهور.

وبالصدفة، كنت أشاهد قناة "الشرق"، وأنا، واللهِ، لست من متابعيها ولا أعيرها اهتمامًا أبدًا.
وجدت ذلك المدعو معتز مطر وهو يسفسط ويهذي، يقول كلمة من الشرق وأخرى من الغرب.
لم أجد فيما يقوله شيئًا يلفت اهتمامى أو فضولًا لتكملة الحلقة. سوى قصة شعره وذلك "السشوار" الرائع (بصراحة الصرف باين).. سرحت بخيالى ورجعت بذاكرتي التي حاولتُ جاهدةً الحفاظ عليها حتى الآن.. رجعت بعض السنوات وتذكرت معتز مطر وهو يقدم برنامجا في "مودرن سبورت"، والحقيقة أن معتز ما زال محافظًا على مركزه ومتمسك كل الأمساك بالمكوث دائما في خانة الهواء، أي خانة اللاشيء!

لا جاذبية سوى قصة شعره التي تغيرت من "مودرن سبورت" إلى قناة "الشرق"، ولا حضور ولا علم، ولا ثقافة ولا أي شيء سوى فقط مقدمة نارية على طريقة (شاهد قبل الحذف) وحشوًا في فن "كيف تقتل مصر دون دماء".
 
هذا الراقص يحاول جاهدا أن يفعل كل ما يطلب منه دون هوادة.. يحاول أن يعاند قدراته المتواضعة، وحضوره الباهت وثقافته الهشة.. يحاول أن يفعل كل ما يؤمر به كى يظل يرقص، ما دام الرقص يجلب المال والشهرة والسشوار الذي بالقطع لم يجده داخل قناة "مودرن سبورت".. (ما هو برضه كان فاشل في الرياضة)!

الخلاصة أنني أنتقد بشدة سلبيات وطني وأتمنى أن أعيش في وطن أقرب إلى الكمال.
أنا لا أجيد فن التصفيق على "الفاضية والمليانة".. وبالطبع لا أجيد الرقص مثل الكلاب!
أنا اأنتقد لأنني أريدها أفضل، وأنت تنتقد لتحصل على الفرصة التي طالما حلمت بها!
عزيزى معتز؛ ارقص طالما الرقص يجلب الأموال.. انتعش بأموال قطر وتركيا.
ولكن لا تنس يوما أن الكلاب إذا رقصت لا بد أن تهز ذيلها!!
Advertisements
الجريدة الرسمية