رئيس التحرير
عصام كامل

متحف الآثار.. حافظ كنوز مصر.. يحتوي على أكثر من 2500 قطعة نادرة.. ويضم اكتشافات الكلية في مختلف المحافظات.. تم تأسيسه قبل ما يزيد على الـ80 عاما.. وتمثال نادر من البرونز لأوزوريس أبرز مقتنياته

فيتو

الأمم لا تُغنى إلا بآثارها، فهي تمثل سلسلة متصلة الحلقات، خاصة بتجارب الإنسان، فالآثار المصرية وثقت حياة المصري القديم في وادي النيل منذ عصور ما قبل التاريخ حتى الماضي القريب، وبكلية الآثار جامعة القاهرة حصون شتى، تخلد خلفها مجموعة لا يستهان بها من الأحداث التاريخية، والاكتشافات الأثرية، من أبرزها، "متحف كلية الآثار" الذي ينقسم إلى قسمين للآثار المصرية والآثار الإسلامية ويضم ما يقرب من 2500 قطعة أثرية، هي نتاج حفائر كلية الآثار، التي نشطت بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية.


متحف تعليمي
يُعد متحف كلية الآثار جامعة القاهرة، متحفًا تعليميًا بالمقام الأول، لذلك أغلب زواره يكونون من طلاب كلية الآثار، والتاريخ بشكل عام بالجامعات الأخرى، والباحثين في المجال الأثري، ويسهم المتحف المصري في تزويد المتحف الجامعي بالمقتنيات اللازمة للطلاب والباحثين، أما عن ترميم القطع الآثرية الموجودة، فهي لا تبتعد كثيرًا عن طيات كلية الآثار، فلدى الكلية معامل خاصة لترميم الآثار، وهي التي تعمل بشكل دائم على ترميم آثار المتحف، ومنها معمل مخطوطات، نسيج، الامتصاص الذري، الميكروسكوبات، تحليل بحيوية الأشعة السينية، معمل للوحات الزيتية، الميكروبيولوجي، وغيرهم من المعامل الخاصة بترميم الآثار المصرية والإسلامية، وأيضًا الرومانية واليونانية.

في زيارة خاصة، رصدت "فيتو" مقتنيات المتحف الأثري الخاص بكلية الآثار في جامعة القاهرة، بالطابق الرابع من المبنى الإداري، ركن هادئ لا يقترب منه الكثيرون رغم أهميته، مع خطوات قليلة تصل لغرفة لا تتعدى الـ15 مترا، تفصل بين غرفتين أكبر حجمًا، وهي الغرف التي تضم ما يقرب من 2500 قطعة أثرية، غير موجودة بأي مكان إلا بجامعة القاهرة، وتقسم الغرفتان بين الآثار المصرية -الآثار الفرعونية القديمة- بالمتحف، التي تضم مجموعة متنوعة من الآثار تقترب من 1050 قطعة أثرية، والقسم الإسلامي، ويضم هو الآخر أكثر من 1000 قطعة أثرية، وفيه مجموعة مقتنيات قيمة ومهمة من العصور الإسلامية المختلفة، بين التحف الأثرية التي ترجع للحضارة الساسانية، والإيرانية وغيرها، في عصر الدولة الإسلامية.

80 عاما
الدكتور أحمد رجب وكيل الكلية للشئون الطلابية، أوضح أن تاريخ المتحف يرجع إلى أكثر من ثمانين عامًا، مضيفا: "منذ إنشاء كلية الآثار جامعة القاهرة، ارتبطت فكرة بناء المتحف، الذي عُرف سابقًا باسم "فؤاد الأول"، برغبة الدارسين بكلية الآثار، في إقامة متحف تعليمي، تحفظ به مقتنيات أثرية صالحة للشرح والتعلم بقسم الآثار المصرية الفرعونية، وبعام 1933، انضم قسم الآثار الإسلامية له، كركن جديد، يحمل في طياته العديد من المقتنيات الأثرية المهمة، ويضم قسم الآثار المصرية ما يقرب من 1050 قطعة أثرية، تغطي حقبة زمنية طويلة من التاريخ المصري القديم.

وتبدأ من عصر ما قبل الأسرات، وتنتهي بالعصر اليوناني والروماني، وأغلب المقتنيات المعروضة، هي نتاج لأعمال الحفر الأثري التي قامت به كلية الآداب جامعة القاهرة، ثم كلية الآثار بعد ذلك، في مناطق المطرية، الجيزة، تونا الجبل، ومجموعة أخرى مهداة من المتحف المصري بالقاهرة، ومن القطع النادرة التي يضمها القسم، تمثال نادر لأوزوريس من البرونز، و‏3‏ مومياوات، وتماثيل الأوشابتي، وتماثيل برونز لعدد من الآلهة.

وتابع وكيل الكلية حديثه: "أما عن قسم الآثار الإسلامية، فيضم ما يقرب من 1474 قطعة أثرية، وشرع في إنشائه الدكتور زكي حسين أحد أساتذة الكلية الراحلين، أما عن المقتنيات الخاصة به، فحصل القسم عليها من خلال إهداءات دار الآثار العربية "المتحف الإسلامي حاليًا"، ولجنة حفظ الآثار العربية، كما تبرع كل من "على باشا إبراهيم- شريف باشا صبري، العالم الأثري جاستون فييت" ببعض من مجموعاتهم الأثرية، وأهدى القسم آخرون مهتمون بالآثار الإسلامية، مجموعة من المصكوكات والعملات لتُوضع بالركن الخاص بهم في المتحف، وكذلك حفائر الكلية في منطقة الفسطاط وغيرها من المناطق الإسلامية أسهمت في الثروة الموجودة حاليًا بالجزء الإسلامي للمتحف، أما عن أهم مقتنيات المتحف الإسلامية، فهي تتمثل في قطع الفخار المطلي بالفضة والذهب، تحف معدنية مطلية بالفضة، أبواب خشبية وخزف من مدينة آزنيق التركية وهو أشهر أنواع الخزف في العالم، بالإضافة إلى لوحات زيتية نادرة‏،‏ ويخضع المتحف لإشراف كلية الآثار وجامعة القاهرة، باعتباره متحفًا تعليميًا منذ إنشائه".

الحفائر الأثرية
الحفائر الأثرية التي شاركت بها كلية الآثار جامعة القاهرة، هي السبب الأهم في تكوين ثروة متحف الكلية، عام 1931م، بدأت خطة كلية الآثار لخوض معركة التنقيب عن الآثار وتنظيم بعثة "تونة الجبل"، حسب تصريحات الدكتور حمزة الحداد عميد الكلية الأسبق أستاذ الدراسات الأثرية الإسلامية، لتصبح أول جامعة ترسل بعثات لعمل حفائر أثرية منذ إنشاء الجامعة الحكومية 1925م، وبالفعل تمت حفائر تونا الجبل عام 2017م، لتكشف البعثة للمرة الأولى عن مقبرة بها مومياء بشرية فالبعثات السابقة اكتشفت مومياوات حيوانية خاصة لجحوتي نخت، لكن بعثة كلية الآثار 2017 كشفت عن ما يقرب من 30 مومياء بشرية عائلية، منها أطفال ورجال ونساء، وكانت المقبرة على طراز حديث بالصعيد "الكتاكومب" ولا يوجد منه إلا في الإسكندرية، وأصبح بعد بعثة كلية الآثار توجد نسخة منه بتونا الجبل، ونتائج الحفائر المنقولة، كانت من نصيب متحف الكلية.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية