رئيس التحرير
عصام كامل

«الجانب المظلم» من سويسرا.. بلد الشوكولاتة والساعات!

فيتو

أول ما يتبادر لذهن البعض لدى سماع اسم سويسرا هو تلك الدولة المحايدة التي تزخر بالبنوك العالمية والمنظمات الدولية، ناهيك عن تميزها في صنع أفضل أنواع الشوكولاتة وأرقى ماركات الساعات، لكن تقريرًا جديدًا قد يغير تلك الصورة!

تُعرف سويسرا أنها دولة محايدة سياسيًا تنتهج نظام الديمقراطية المباشرة، التي تسمح للمواطن بالمشاركة في إدارة شئون البلاد. لكن المرافقة أن السلاح ينتشر بكثرة بين العامة. وعلى الرغم من ذلك، فهي دولة آمنة، إلا أن انتشار الأسلحة يبدو أنه لن يقتصر على الداخل فقط، وإنما سيمتد للخارج أيضًا.

أعلنت سويسرا أنها تنوي السماح ببيع أسلحة لدول تشهد "نزاعات مسلحة داخلية" وفق شروط معينة. وقالت الدولة المعروفة بحيادها في النزاعات الدولية، والتي لا تملك منفذًا بحريًا، إنه سيتاح بيع "معدات حربية" شرط عدم استخدامها في نزاعات داخلية، بحسب ما ورد في موقع "سويس إنفو" الإخباري السويسري.

وفي الوقت الذي ضيقت فيه مناقشات البرلمان من مساحة تحرك الحكومة بشأن إمكانية تصدير الأسلحة إلى البلدان التي تشهد نزاعات وحروب، أظهر تحقيق أن سويسرا تصدّر بالفعل أسلحة إلى تلك الدول، وأن حجم هذه الصادرات في ازدياد.

وأشار تقرير نشرته صحيفة "دي نويه تسوريشر تسايتونغ" إلى أن 30 في المائة من صادرات الأسلحة السويسرية، التي بلغت قيمتها نحو 140 مليون فرنك سويسري (124 مليون يورو) في العام الماضي، كانت موجهة إلى بلدان متورطة في حروب داخلية أو نزاعات دولية، بحسب الموقع السويسري.

اتهامات من الحزب الاشتراكي

وأكدت الصحيفة ذاتها أن سويسرا صدّرت أسلحة ومعدات حربية إلى 32 بلدًا تشهد نزاعات وحروب خلال الفترة بين عامي 2000 و2017، وتقول الحكومة إن مثل هذه الصادرات لن يسمح بها إلا "إذا لم يكن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن المواد المستخدمة في الحرب سيتم استخدامها في نزاع مسلح داخلي"، مضيفة أن هذه الخطوة ضرورية للسماح لمنتجي الأسلحة السويسريين بالمنافسة، كما ورد في موقع "ذا لوكال" السويسري، والذي نشر الخبر أيضًا.

من جهته، اتهم الحزب الاشتراكي الحكومة أنها تنوي "السماح بتصدير المعدات الحربية إلى دول تشهد حروبًا أهلية" استجابة لـ"مطالب قطاع صناعة الأسلحة، الذي لا يمت لحقوق الإنسان بصِلة". وجاء الاقتراح أمام المجلس الوطني بعد أسابيع فقط من صدور تقرير أشار إلى أن شركات الأسلحة السويسرية كانت تستخدم ثغرات للتحايل على قوانين الأسلحة.

تحايل على القانون

وذكر الموقع ذاته أنه التقرير نُشر بعد 48 ساعة فقط من تقرير لصحيفة "زونتاجس بليك" السويسرية، والذي كشفت فيه عن رصد قنابل يدوية سويسرية في مجموعة صور لسلسلة أسلحة تابعة لخلية نائمة لتنظيم "داعش" تم اكتشافها في أغسطس/ آب الماضي بسوريا. وقال المتحدث باسم شركة "RUAG" المملوكة للدولة إن القنابل اليدوية في تلك الصور يبدو أنها أُنتجت من قبل الشركة السويسرية، بحسب الموقع الإخباري السويسري. فهل تحترف سويسرا مستقبلًا تصدير الأسلحة بدلًا من الشكولاتة والساعات الفاخرة؟

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية