رئيس التحرير
عصام كامل

انقلاب «أبو ستيت».. وزير الزراعة يتراجع عن اعتماد اختيارات «لجنة القيادات».. و«الزراعيين» تهدد بالتصعيد.. تعيين «إحسان حسين» يكشف المستور.. ومذكرة توضح عدم صلاح

عز الدين أبو ستيت
عز الدين أبو ستيت

حالة النشاط التي بدأ الدكتور عز الدين أبو ستيت بها رحلته داخل وزارة الزراعة سرعان ما أثبتت الأيام أنها لم تكن تتعدى كونها «نوبة صحيان»، سرعان ما ذهبت إلى حالها، ومن المتوقع أن تعود الأمور إلى نصابها القديم، إن لم يكن أسوأ.


انتكاسة

«أبو ستيت» الذي تم اختياره وزيرًا للزراعة أصدر مجموعة من القرارات في بداية توليه المنصب وصفها البعض بـ«الثورية»، غير أن الأيام القليلة الماضية شهدت «انتكاسة ثورة الوزير»، وبدأت تطغى حالة من التخبط داخل الديوان العام، ولعل ما حدث في ملف «القيادات الجديدة» خير دليل على هذا التخبط.

وتعود أحداث «مؤشرات التخبط» إلى المفاجأة غير السعيدة التي فجرها الوزير في وجه قيادات «الزراعة»، بتراجعه – غير المبرر- عن قراره بتعيين الدكتورة إحسان حسين في منصب رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، بعد موافقته على ترشيحها من جانب لجنة القيادات التي اختار «أبو ستيت» أعضائها قبل عدة أشهر، وأوكل إليها مهمة اختيار القيادات الجديدة بناء على معايير واشتراطات معينة تضمن ملائمة القيادة المختارة لأداء الوظيفة على أكمل وجه.

المعايير

وزير الزراعة لم يوافق فقط على اختيار لجنة القيادات للدكتورة إحسان حسين لمنصب رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بعد أن تقدمت للجنة بمستندات شغل الوظيفة، لكنه محضر اللجنة التي يترأسها الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة الأسبق، والتقى الدكتورة إحسان في مكتبه وهنأها على اختيارها، وتطابق المعايير عليها، وتمنى لها قيادة ناجحة، وأمرها بمباشرة عملها من اليوم التالي إلى حين صدور قرار بتكليفها بمنصبها، وذلك وفق ما كشفت عنه مصادر مسئولة بديوان عام الوزارة.

مصادر داخل الديوان العام لوزارة الزراعة، كشفت أنه عقب لقاء الدكتورة إحسان الوزير وجهها إلى مكتب الدكتور مجدي عبد الله رئيس قطاع شئون مكتب الوزير، لمعرفة بقية الإجراءات الإدارية المتبقية لمباشرة عملها رئيسا لقطاع الإرشاد الزراعي، كأول سيدة تشغل هذا المنصب، وهو ما استقبله غالبية العاملين بالوزارة والمهتمون بترحاب شديد لعلمهم المسبق بالسيدة وقدراتها الإدارية في الوزارة منذ سنوات طويلة، لتقع المفاجأة بإصدار الوزير قرارا في اليوم التالي بتكليف الدكتورة جيهان عبد الغفار رئيسا لقطاع الإرشاد في اليوم نفسه الذي كان مقرر فيه أن تتسلم فيه الدكتورة إحسان منصبها، ما تسبب في صدمة في الأوساط الزراعية.

اختيار غير قانوني

المفاجأة التي كشفها المصادر تمثلت في أن الدكتورة جيهان عبد الغفار لم تتقدم إلى مسابقة لجنة القيادات لاختيار رئيس جديد لقطاع الإرشاد الزراعي بدلا من الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، ومدير المكتب العربي لدراسات المناطق الجافة «أكساد»، وأن اختيارها يعتبر مخالفة قانونية متكاملة للقواعد الموضوعة لاختيار القيادات الجديدة بالوزارة من خلال اللجنة المنوط بها ذلك.

وأشارت إلى أن الدكتور عز الدين أبو ستيت كان مقتنعا بالدكتورة إحسان حسين واختيار لجنة القيادات، لكن تدخل الدكتور محمد عبد النبي رئيس قطاع الشئون الاقتصادية لعب دورًا في تراجعه عن القرار، بعدما نجح في أثناء الوزير عن قراره وغير قناعاته.

وكشفت المصادر أن «عبد النبي» تقدم بمذكرة للوزير، فحواها عدم صلاحية الدكتورة إحسان حسين لهذا المنصب، مشيرة إلى خلافات سابقة بينه وبين الدكتورة إحسان في فترة عملهما بقطاع الشئون الاقتصادية نقلت على إثرها إلى رئاسة الإدارة المركزية للأراضي والمياه، وأن أحد الأسباب التي ساقها الدكتور محمد عبد النبي للوزير هو أن التقرير السري عن أداء الدكتورة إحسان حسين يمنحها درجة «متوسط» وهو أمر غير منطقي، لأن أي قيادة تخطر بتقريرها السري، في حين لم تخطر الدكتورة إحسان بالتقرير وتقييمها فيه.

نقابة الزراعيين

من جهتها، تعتزم نقابة الزراعيين من جانبها اتخاذ موقف من «فضيحة» تغيير قرار تعيين الدكتورة إحسان حسين، وتوجيه الدفة إلى أخرى لم تتقدم في الأصل للجنة القيادات، إلى جانب كون الدكتورة جيهان عبد الغفار كادرا بحثيا بمركز البحوث الزراعية، وأن تصريحات الوزير السابقة أكدت أن اختيار القيادة الجديدة للقطاع لن تكون من بين ذوي الكوادر البحثية، وستكون من القيادات التنفيذية بالوزارة، وعليه لم يتقدم الدكتور سيد خليفة رئيس القطاع السابق ونقيب الزراعيين للجنة القيادات لشغل المنصب من جديد.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية