رئيس التحرير
عصام كامل

نادية عبد الحميد أول مدربة ملاكمة مصرية: العقليات الرجعية سبب إخفاق الرياضة النسائية بمصر

فيتو


  • دخلت مجال الرياضة من خلال كرة السلة
  • حصولي على جائزة «بن راشد» أفضل رد على المشككين 
  • حاولت التغلب على بعض العقول الرجعية التي تقول إن البنت أو الست مكانها البيت 
  • وجودي مع المدرب الكوبي أثقل موهبتي في عالم التدريب
  • أسرتى كانت قلقة لاعتقادهم بأن ممارسة الملاكمة تعني نزيفا في الأنف وورما في العين
  • تدريب الشباب أسهل من تدريب الفتيات
  • أصعب موقف تعرضت له الظلم التحكيمي في بطولة العالم 
  • الملاكمة أصبحت مطلوبة وضرورية للفتيات بعد ارتفاع معدلات التحرش 
  • أتمنى تنظيم المعسكرات خارج مصر حتى يتمكن اللاعبون من الاحتكاك

أصرت على ممارسة رياضة الملاكمة، وحصلت على المركز الأول وعمرها 15 سنة، حيث لعبت باسم القوات المسلحة، وحققت نجاحات كثيرة، حتى أصبحت أول مدربة ملاكمة مصرية اجتازت المنحة المقدمة من اللجنة الأوليمبية الدولية بامتياز، لتعلن تفوقها على عدد كبير من المدربين من كل أنحاء العالم.
وهي خريجة كلية تربية رياضية جامعة حلوان، ورغم المعوقات التي تعترض طريقها، قادت منتخب الشباب للتربع على عرش البطولة العربية الأخيرة بتسع ميداليات متنوعة، وفازت بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي عن فئة المدرب العربي، لتصبح أول مدربة مصرية عربية تحصل على هذه الجائزة، تحدثت نادية عبد الحميد مدربة الملاكمة في حوار لـ"فيتو" وكان هذا الحوار.

*في البداية حدثينا عن رد فعلك بعد حصولك على الجائزة؟
الحمد لله سعيد للغاية، وخاصة إنها المرة الأولى في التاريخ أن تفوز بالجائزة امرأة مدربة وخاصة في لعبة الملاكمة. 

*حدثينا عن بدايتك في عالم الرياضة؟
دخلت مجال الرياضة من خلال كرة السلة، ولكن انتقلت إلى لعبة الملاكمة، لعدم اقتناعي بوجودي في عالم كرة السلة، وقررت خوض رياضة فردية واخترت الملاكمة. 

*لماذا قررت احتراف اللعبة؟
احترفت اللعبة لأني عشقتها واخدتها تحدي مع نفسي وأسرتي، وأيضا حاولت التغلب على بعض العقول الرجعية التي تقول إن البنت أو الست مكانها البيت.

*وماذا حققت؟
حصلت على بطولة مصر لمدة 6 سنوات متتالية في الملاكمة، وحققت ميداليتين برونزيتين في بطولة تركيا الدولية، ثم حصلت على ميدالية فضية في بطولة تونس الدولية، كما حصلت على المركز الخامس في وزن الخفيف ببطولة العالم التي أقيمت في الصين 2008.

*كيف كان رد فعل عائلتك ومن ساندك؟
مثل أي أسرة في مصر والوطن العربي كانت تنتابهم حالة من القلق والخوف الشديد، لاعتقادهم بأن ممارسة الملاكمة تعني نزيفا في الأنف وورما في العين وآثار كدمات على الجسم، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن كل لاعب في بداية تعلمه أصول الملاكمة يتدرب على كيفية الدفاع عن النفس، كما أنه قبل خوض المباراة يرتدي ملابس واقية، إضافة إلى أن إصابات الفتيات في العادة تكون طفيفة ولا تقارن بإصابات الشبان.

*حدثينا عن منحة اللجنة الدولية الأوليمبية وكيف تم اختيارك؟
هذه المنحة تعد شرفا كبيرا لي، وقام الاتحاد المصري للملاكمة بترشيحي، وسافرت إلى العاصمة المجرية بودابست للحصول على المنحة التي تتضمن دبلومة في علوم الرياضة، وشاركت في تدريب المنتخب المجري للملاكمة، وكنت ضمن أكثر من 30 مدربا ومدربة، وحصلت على المركز الأول في المنحة بامتياز.

*ما رأيك في ممارسة الملاكمة في مصر والدول الأخري؟
بصراحة الدول الأوروبية مختلفة تماما فالثقافة في المجتمع الأوروبي لا تمنع الفتيات من ممارسة الألعاب القتالية، وبالتالي لا تتعرض الفتاة للسخرية فتُصاب بالإحباط بسبب ممارسة الملاكمة، بل تلقى التشجيع والدعم النفسي من أسرتها، مما يساعدها على الاستمرار وتحقيق الفوز في البطولات. أما في مصر فالعقليات الرجعية هي السبب، وما زلنا نرفض دخول الفتاة إلى حلبة المصارعة أو رفع الأثقال بسبب العادات والتقاليد، وأحلم بأن يأتي يوم تتغير فيه تلك النظرة لممارسة الفتيات الألعاب القتالية.

*كيف يمكن تغيير نظرة المجتمع لممارسة الفتيات الرياضة القتالية؟
الحل هو القضاء على هذه العقليات، وإعطاء الفتاة المصرية الفرصة لإثبات جدارتها، وأظن أن حصول عدد من اللاعبات على ميداليات في أولمبياد ريو دي جانيرو بدأ المجتمع يتقبّل فكرة أن تمارس الفتاة الألعاب القتالية، لأن هناك نماذج منهن تستحق التقدير والاحترام.

*من هو مثلك الأعلي؟
الملاكم العالمي محمد على كلاي، فمنذ صغري وصوره لا تفارق جدران غرفتي، وهو أحد أسباب اختياري لممارسة الملاكمة، وكنت أرى في نظرات عينيه حماسا وإصرارًا شديدًا.

*ما الصعوبات التي واجهتك؟
الأولى هي عدم تقبل المجتمع للفتيات في الألعاب القتالية، والثانية التوفيق بين الرياضة والدراسة، فغالبا ما كانت تأتي الامتحانات مع مشاركتي في البطولات العالمية، وكنت أعود إلى مصر لأجد مشكلات تنتظرني في الجامعة بسبب ارتفاع نسبة الغياب، ومع ذلك كنت حريصة على التوفيق بين ممارسة الرياضة والدراسة، وقد حصلت على بكالوريوس في التربية الرياضية.

*ما أصعب موقف تعرضت له؟
الظلم التحكيمي في بطولة العالم في الدوري الثامن، وكانت المباراة مع لاعبة أمريكية، وتعرضت للظلم من الحَكَم، نظرًا لتربّع الولايات المتحدة على عرش التصنيف الدولي للملاكمة.

*لماذا توجهت إلى التدريب بعد الاعتزال؟
كان سني وقتها 19 عاما، بعد أن تمكنت من تحقيق خامس بطولة العالم، توليت منصب المدرب المساعد للمدرب الكوبي، الذي قاد منتخب الملاكمة عام 2009، لأكون أول سيدة تعمل كمدرب ملاكمة.

*هل تجدين فارقا بين تدريب الفتيات والشبان؟
تدريب الشبان أسهل بكثير من تدريب الفتيات، فبعد مجهود شاق في تدريب أي لاعبة قد يرفض والدها فكرة سفرها للمشاركة في إحدى البطولات العالمية، أو قد تترك الملاكمة نزولًا على رغبة خطيبها، وهذا بخلاف الشاب الذي يلتزم بمواعيد التدريب، ويسافر باستمرار للمشاركة في البطولات العالمية، ويلقى نشاطه ترحابًا من الأسرة.

*ماذا تطلبين من الدولة لخدمة اللعبة
أتمنى أن تُتاح الفرص لتنظيم المعسكرات خارج مصر حتى يتمكن اللاعبون من الاحتكاك بأكبر عدد من اللاعبين، والتعرف على أساليب حديثة في اللعب والتدريب ليكتسبوا المزيد من الخبرة.

*ممارسة الفتاة للألعاب القتالية هل تؤثر على زواجها؟
الزواج قسمة ونصيب، وأحد أسباب رفض الأهل أن تمارس ابنتهم الملاكمة هو الاعتقاد بأن هذا النوع من الرياضات قد يقف حائلًا أمام زواجها، وهذا اعتقاد خاطئ، فالغالبية العظمى من اللاعبات في مصر والعالم متزوجات ولديهن أطفال.

*كيف تمضين أيامك؟
أعشق القراءة، وأحرص على حضور عروض الباليه والحفلات الغنائية في دار الأوبرا.

*ما اللغات التي تجيدين التحدّث بها؟
أتحدث باللغتين الإنكليزية والإسبانية، وتساعدني الإسبانية في التواصل مع الخبير الكوبي الذي أعمل معه.

*بمَ تنصحين كل فتاة عربية؟
أنصحها بممارسة الملاكمة لأنها كرياضة مفيدة جدًا للجسم، إضافة إلى أنها أصبحت اليوم، وبعد ارتفاع معدلات التحرش مطلوبة وضرورية، وأي رياضة ستساعد الفتاة في تعزيز ثقتها في نفسها.

*ماذا عن تدريبك منتخب الشباب للملاكمة؟
أسند لي الاتحاد المصري للملاكمة، منصب مدرب منتخب الشباب، وأحرزت معه نتائج مميزة آخرها ميدالية برونزية في منافسات أولمبياد الأرجنتين في بيونس آيرس 2018، وتحقيق ميداليتين برونزيتين في بطولة العالم للشباب.

*ماذا تعلمت من الملاكمة؟
تعلمت كيف يجب أن أدافع عن نفسي بشكل أفضل، بالنسبة لي لا يوجد فرق حقيقي بين تدريب رجل أو امرأة.


الجريدة الرسمية