رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قصة مسن ينافس حفيده في حفظ القرآن بعد الثمانين.. الحاج رشدي: «مشاغل الحياة أبعدتني عن كتاب الله»..أسير من السيدة زينب لمسجد السيدة نفيسة كل يوم.. وأشجع حفيدي ونتنافس سويا في حفظ أجزاء القرآن

فيتو

يحمل مصحفا صغيرا في جيبة لا يفارقه أينما ذهب، لم يستطع أن يحفظ القرآن الكريم في فترات الشباب، نظرا لمشاغل الحياة التي أبعدته عن الحفظ؛ إلا أنه قرر بعد أن تجاوز 80 عاما من عمره البدء في حفظ كتاب الله، وكانت بداية القصة بالنسبة للحاج «رشدي» من مسجد السيدة نفيسة حفيدة الرسول (رضي الله عنها)، حيث استطاع خلال عامين أن يحفظ جزءان لمنافسة حفيده الذي يسابقه كل يوم.


محب السيدة نفيسة

يسترجع رشدي محمد بدوي، الذي تجاوز العقد الثامن بدايات حياته، وهو يقول: «أنا من محبي ستنا السيدة نفيسة، وكنت آتي من منطقة السيدة زينب إلى مسجد السيدة نفيسة سيرا على الأقدام، أما الآن فلابد من وسيلة للمواصلات، وكنت أبدأ رحلتي بصلاة ركعتي الضحى في السيدة زينب، وأمر على السيدة سكينة والسيدة رقية، وأصلي الجمعة أو الظهر هنا في مسجد ستنا نفيسة».

أما عن سر الرجوع لحفظ القرآن بعد هذا العمر، يضيف «رشدي»: لقد طالب من وزارة الأوقاف بتأسيس مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في مسجد السيدة نفيسة، وتصادف مع مطلبي أن وزير الأوقاف نفذ تلك الفكرة وعممها في جميع المساجد الكبرى، وكنت أول من حضر لتلك المدرسة، وأحفظ مع الأطفال الذين يأتون كل يوم للحفظ، على يد الشيخ معوض عبد الله، مدرس القراءات بالأزهر والأوقاف، وعندما فاتني الحفظ وأنا في سن الشباب آتي الآن كي أحفظ مع شيخي الذي يعلمنا قراءة وتجويد القرآن، وفي النهاية ربنا يتقبل منا جميعا.

3 أيام اسبوعيًا
 
أما الشيخ «معوض» المسئول عن تحفيظ النشء وكبار السن للقرآن الكريم رغم بلوغه سن المعاش، إلا أنه لم يزل يأتي 3 أيام أسبوعيا من العصر حتى آذان المغرب، ويؤكد لـ«فيتو» أن الهدف الأساسي من تلك المدارس هي الوسطية وعدم ترك النشء لأي أطراف أخرى، ولكي يعرف الطفل معنى التسامح والدين الإسلامي وعدم تركة لأي طرقات أخرى، مضيفا: «فمع أن المسجد يقع وسط المقابر إلا أن له رواد من الأطفال والشباب والكبار، والأطفال التي تأتي إلى هنا تحب المكان، فلا يوجد تزمت، ولا أمسك العصا في يدي ولا يوجد تعنيف، وفي نفس الوقت نعطيهم الحرية حتى يحافظوا على دروسهم الأخرى، سواء كان الطفل في معاهد التربية والتعليم أو في المعاهد الأزهرية».

وأكد الشيخ «معوض» أن العدد المحدد المسموح بالحضور له في المدرسة القرآنية 45 فقط، ومن يحضرون تتراوح أعدادهم ما بين العشرين والثلاثين من جميع الأعمار والفئات، أما في الأجازات فهي تتزايد عن ذلك كثيرا، وإدارة المسجد تحرص دائما على اجتذاب صغار السن والكبار أيضا، ومن يأتي يأخذ صحة سند، لأني بفضل الله مدرس قراءات في الأوقاف والأزهر منذ عام ١٩٧٧، ومن يحفظ القرآن يحصل على سند صحة تلاوة، وبعد خروجي للمعاش كان من الجائز أن انقطع لكني أحضر حرصا على تلك المجموعة وحتى لا تتشتت، لافتا إلى أن إدارة المسجد لا تتأخر عن تحفيز الأطفال بين الحين والآخر، سواء في شهر رمضان والمناسبات المختلفة، وتجري مسابقات على مستوى المديريات والإدارات، ويشارك فيها الكثير من المتنافسين، ويحصلون على جوائز.

ثمار المشروع

وأوضح أن هذا المشروع الذي أطلقة الدكتور محمد جمعة وزير الأوقاف له ثماره في جميع أنحاء الجمهورية، خاصة وأن المدارس القرآنية مجانية وتقبل جميع الأعمار، وبدأنا في مدرسة السيدة نفيسة منذ ثلاثة سنوات، وهي مدرسة لها مواعيد العمل الرسمية صباحية ومسائية، وهنا قاطعه «رشدي» قائلا: «بفضل الله ثم المحفظ وتلك المدرسة استطعت الحفظ من سورة الناس وحتى التغابن، فمشاغل الحياة كانت لا تعطيني الفرصة الكافية، فأنا بدأت حياتي متعلقا بكتاب الله وبإذاعة القرآن الكريم، فمن كثرة سماعي له أصبح من السهل عليا الحفظ».

وبسؤاله عن أقرب القراء إلى قلبه أجاب: أحب منهم الشيخ ياسر الشرقاوي، والشيخ عبد الباسط والحصري والمنشاوي، وأحيانا أقرأ مع زوجتي في المصحف ومع حفيدي، إلا أنه سبقني وهو الآن في سورة "محمد"، ودائما ما أشجعه، وأحيانا نتنافس على الحفظ.
Advertisements
الجريدة الرسمية