رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

زواج القاصرات.. أزمة تضرب المجتمع اليهودي المتدين بدولة الاحتلال

فيتو

سلطت واقعة احتجاز الشرطة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، طفلة تبلغ من العمر 13 سنة لمنع إتمام زواجها؛ الضوء على ظاهرة زواج القاصرات في دولة الاحتلال، خاصة داخل المجتمع «الحريدي» الذي يعج بالجهل والأفكار المتطرفة، الذي لا تمثل المرأة بالنسبة له سوى «آلة» للإنجاب، بل عنصر ازدراء لا يحظى بأي اهتمام.


بداية الواقعة التي ذكرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية صباح اليوم الجمعة؛ كانت حينما وردت معلومات إلى الشرطة الإسرائيلية، بمحاولة تزويج طفلة 13 سنة، لتداهم الشرطة سطح أحد المباني في حي ميا شاريم، الذي يقطنه اليهود المتشددون في القدس المحتلة، وأوقفت حفل زفاف الفتاة.

خطف قبل الزواج
ووفقًا للتقرير، فإن والد الطفلة أبلغ أنها مفقودة أو خُطِفَت منذ شهرين، مشيرًا إلى أن الأم على ما يبدو أخفت الطفلة لحين موعد الزفاف لتزويج ابنتها فتى يبلغ من العمر 16 سنة، وخلال الليل، نفذت الشرطة نشاطًا مكثفًا عقب تلقي معلومات عن الزواج السري لصبي وفتاة على سطح أحد المنازل في حي ميا شاريم في حضور عائلاتهما، وفي أعقاب نشاط الشرطة، اعتُقلت العروس 13 سنة وأمها لاستجوابهما، بالإضافة إلى احتجاز 5 فتيات.

انقطاع عن العالم
اللافت أن الحي ميا شاريم الذي جرى فيه الإعداد لعرس القاصرات؛ هو حي أشبه بالجيتو في القدس، يقطنه اليهود المتدينون، ومن بينهم طائفة «ناطوري كارتا» التي ترفض الاعتراف بالحركة الصهيونية في إسرائيل.

في ميا شاريم يعيش اليهود المتدينون منقطعين عن العالم من حولهم، ويفضلون تطبيق شريعة النبي موسى على حياتهم اليومية، دون أن يندمجوا في الحياة الصاخبة للمجتمع الإسرائيلي الحديث من حولهم.

وسبق أن صرح الحاخام موشي هرش، زعيم جماعة نطوري كارتا، أكثر من مرة أنه لا يعترف بإسرائيل، ولا بقوانينها، وتشريعاتها، لكن كل هذا لا يمنعه من استعمال المواصلات ووسائل النقل، والتردد على الإدارات الحكومية، واستعمال جواز السفر الإسرائيلي في رحلاته، لتحرق هذه الجماعة مؤخرًا علم إسرائيل، وشنق دمى تمثل جنود الاحتلال، ما يجعلهم منبوذين ومكروهين داخل المجتمع الإسرائيلي.

الجهل والفقر
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنها نشرت تحقيقيًا خاصًا منذ نحو 3 سنوات تخفت أثناء تلك الفترة مراسلة الصحيفة وسط المجموعة المتطرفة المسماة بـ«نساء طالبان»، وشاركت في مؤتمراتهن وهي مغطاة مثلهن بلباس أسود، وتصوير جزء من اللقاءات بكاميرا خفية، مسلطة الضوء على الحياة داخل هذا المجتمع الذي لا يعرف النظافة على الإطلاق، ويعيش أفراده في أماكن تشبه الحظائر، لذا ينتشر الجهل والتخلف والفقر بينهم، ما يجعلهم يزوجون الأطفال في سن مبكرة.

ووفقًا لآخر المعطيات التي عُرِضَت في مؤتمر صهيوني مؤخرًا، فإن هناك نحو 4 آلاف فتاة قاصر تُزَوَّج سنويا في إسرائيل، ورغم القيود القانونية ورفع سن الزواج إلى 18 سنة؛ إلا أن الزواج في إسرائيل يكون بحسب قوانين الأحوال الشخصية الدينية التي لم يتغير فيها شيء.
Advertisements
الجريدة الرسمية