رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الله محبة.. قصة زوجين يحتميان في بركات القديسين».. عجوزان يضعان صور المسيح على حوائط منزل آيل للسقوط لتحصينه.. الفقر والمرض يحاصرهما.. يأملان في أن يدق بابهما من يؤمّن لهم العيش الكريم (فيد

فيتو

«حنانيكَ حنانيكَ بكَ نعتَصِمُ ونَحتَمي بظِلِّ جَناحَيكَ».. ترنيمة بمعانيها بمثابة عقيدة ودستور يسير عليه زوجان من أرباب الفقر واللذان طحنتهما قسوة الحياة بعدما أصابتهما قلة الحيلة في مواجهة العوز والحاجة.


احتمى زوجان من كبار السن في صور المسيح والقديسين لتمنع سقوط منزلهما الآيل للسقوط وتعينهما ببركاتها على تحمل هموم الزمن وتصبح ونيسا وحاميا لهما في وجه الحاجة والفقر الشديد الذي ينهش في جسديهما. 

للوهلة الأولى عندما تطأ الأقدام المنزل تصرخ الأعين ألما على أوجاع مشهد يجسد كل معاني الفقر؛ وبين جنبات حوائط بالية تشققت جدرانها وأصبحت على شفا الانهيار محتمية بظل وشفاعة يسوع والقديسين التي تناثرت صورهم ورسوماتهم على هذا الحائط، يعيش الزوجان ثروت ونجاة اللذان بلغا من العمر عتيا، حياة بائسة يائسة، تجعدت وجوههما وتشتت حياتهما بين فقر وعوز ومرض؛ والعفة لم تمنعهما من تسول شفقة رفاق الخير وجود وعطف الجيران لعلهما يجدان داخلهم ما يسد احتياجات العيش وثمن تسكين الآلام وشدائد الدهر بعدما غابوا عن ذاكرة المسئولين.

في حارة سليدس الضيقة في شارع الرهبة بمنطقة كوم الريش بمركز أبوتيج أسيوط يقيم المقدس ثروت بديع، الذي تجاوز عمره السبعين وترافقه زوجته نجاة قلدس 71 عاما، ويعين كل منهما الآخر على مصاعب الحياة التي تزداد يومًا بعد يومًا.

بجسد نحيل ينهشه المرض تذكر المقدس معاناة حياته منذ أن كان نجار مسلح يعانى الأمرين في تلك المهنة التي تحتاج بنية جسدية شديدة وحركة سريعة، ثم تضرع إلى الله أن تعود أيام القوة والعنفوان حتى يجد منها ما يساعده في المعيشة بدلا من المكوث هكذا في منزل بلا صحة وبلا عمل؛ ووسط غياب للمسئولين والجمعيات الخيرية؛ يتحصل ثروت بديع على 300 جنيه لا تغنى ولا تثمن من جوع ولا تكفى مصروفات علاجه وعلاج زوجته وعلاج نجله المسكين.

وعلى بعد خطوات تخرج من إحدى الغرف نجاة الزوجة الصابرة على أوجاع الأمراض التي تجعلها لا تستطيع حتى التنقل بين جنبات المنزل، لتصل إلى ابنها الوحيد الذي يرقد مصابا بعدة جلطات جعلته طريح الفراش.

منزل تخطى 100 عاما تآكلت جدرانه وتشققت حوائطه شاهد على تاريخ من الكفاح؛ مهددا بالانهيار فوق رؤوسهم، ما دفع الزوجين لأن يتركا المنزل بالداخل ويقيمان في مدخله فقط خوفًا من انهياره في أي وقت..

أطلال المنزل جعلت الزوجين يلجآن لوضع العديد من الصور والملصقات الخاصة بالمسيح والقديسين والآباء والكهنة محتميين ومتبركين بها من ناحية ولتخفي بشاعة الدار من ناحية أخرى، حتى أن سيدة المنزل قالت بعفوية: «لو شلنا الصور البيت يتهد.. إحنا عايشين ببركة القديسين».

ويأمل الزوجان أن يجدا من يدق بابهما وحياتهما من المسئولين ليجود عليهما بما يؤمن لهم العيش الكريم في أيامهما الأخيرة ويعينهما على متاعب الحياة ومواجهة أمراض الكبر والشيخوخة.
Advertisements
الجريدة الرسمية