رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الرامسيوم».. حكاية معبد مدون به اسم أول من أدخل زراعة البطاطس لمصر

فيتو

دائما ما يبهرنا أجدادنا المصريون القدماء بالأبنية والآثار التي توضح عظمة الحضارة الفرعونية ويقف العقل البشري حاليا عاجزا عن تصور طريقة بناء هذه الحضارة، عدسة «فيتو» أجرت جولة في معبد الرامسيوم بالأقصر لمشاهدة أعمال ترميمه وتطويره.


وعن معبد الرامسيوم في غرب طيبة الذي بناه الملك رمسيس الثاني من الأسرة ١٩، قال الباحث الأثري مجدي شاكر، إنه معبد العجائب فهو من أكبر المعابد الجنائزية ويعتبر شبه كامل ومخازنه مقبية من الطوب اللبن وشبهت بمخازن سيدنا يوسف، مشيرا إلى مجيء عمال دير المدينة له لطلب الطعام بعد القيام بأول إضراب عمالي في التاريخ ومدرسته «البر عنخ» وتم استخدامه كمكان لمقابر كهنة آمون في العصر المتأخر حيث عثر به على مقابر كثيرة أشهرها مقبرة «كاروماما» وأخذ منه بلزوني الأيطالى أحد أهم رءوس تماثيله عام ١٨١٦ وتوجد في المتحف البريطاني.

وأكد شاكر، أن علماء الحملة الفرنسية جاءوا له وكتبوا أسماءهم على أضخم تماثيله وكتابة اسم أول من أدخل زراعة البطاطس في مصر.

ومن أهم غرائب المعبد تمثاله الضخم، وعرف الرامسيوم في اللغة المصرية القديمة باسم "خنمت واست" بمعنى "المتحد مع واست" وأطلق عليه الإغريق اسم "ممنونيوم" ربما لتشابه تمثال رمسيس الثاني الضخم المقام بداخله بالبطل الإثيوبي الأسطوري ممنون ابن تيثونس وآلهة الفجر ايوس، ويحتمل أن ضخامة تماثيل كل من أمنحتب الثالث ورمسيس الثاني كانت هي السبب في إطلاق اسم "ممنون" على هذه التماثيل وخاصة أن معبد تخليد ذكرى رمسيس الثاني شيد في مكان غير بعيد من تمثالي ممنون.

وأعتقد الإغريق أيضا أن هذا المعبد هو مقبرة الملك أوزيمندياس، وأتى هذا الاسم أغلب الظن من تحريف اسم التتويج للملك رمسيس الثاني وهو "وسر ماعت رع" والذي ربما كان ينطق "اوسى ما رع" أما الاسم الحالي وهو الرامسيوم فهو كما نعرف نسبة إلى رمسيس الثاني.

وأمر بتشييد هذا المعبد الملك رمسيس الثاني، والمعبد مهدم الآن إلى حد كبير، إلا أن إطلالة تدل على أنه قصد به أن يظهر عظمة ومكانة رمسيس الثاني بين الملوك، ويحيط بالمعبد سور ضخم من الطوب اللبن، طوله 270 مترا وعرضه 175 مترا ولكن أغلب هذه المساحة مشغولة بالمخازن والمباني الثانوية، وطول معبد الرامسيوم 180 مترا وعرضه 66 مترا.

كان يوجد في الجانب الشمالى من الفناء الأول المهدم صف من الأعمدة الأوزيرية لم يبق منهم الآن إلا قاعدتين تمثالين للملك رمسيس الثاني وأمه تويا، وبقايا التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني من الجرانيت الأحمر وصنع من قطعة واحدة وبالرغم من أنه سقط وتهشم فإن بقاياه تدل على عظمته السابقة، فقد كان ارتفاعه نحو تسعة عشر مترا، كما قدر وزنه بنحو ألف طن تقريبا، ونشاهد على قاعدته مناظر تمثل الأسرى ويحتمل أنه كان هناك تمثال آخر أمام البرج الأيمن للصرح الثاني.

وتوضح بعض المقاسات ضخامة هذا التمثال، حيث يبلغ عرض الوجه ما بين الأذنين 202،5 سم وطول الأذن 105 سم ومحيط الذراع عند الكوع 5،25 مترا وطول أصبع السبابة 105 سم وظفر الإصبع الأوسط 18،5 مترا وهنا نتخيل كيف استطاع المصري القديم أن ينقل هذا التمثال الضخم من أسوان عبر النيل لمسافة تصل إلى 216 كيلو مترا ثم سحبه من شاطئ النهر فوق الحقول حتى يضعه فوق قاعدته.

وعثر على أكثر من ١٥٠٠جزء منه وقيل إن سبب تهشمه زلزال ضخم ولكن ثبت أخيرا أنه تهشم على يد مجموعة من الناس في العصور الأولى المسيحية ويؤيد ذلك أنه لو تهشم نتيحة زلازل لسقط للأمام على الوجه ولكن نجده واقع للخلف ووجه مهشم تماما بفعل فاعل وجد على الجبهة أثر لمكان غائر ربما نتيجة ربط حبل وهناك مكان لكنيسة في الحجرة الفلكية في نهاية المعبد كل ذلك يؤيد تهشمه في العصور الأولى المسيحية وتمت محاولات لعمل تجميع له وتم ذلك من خلال تصوير وتجميع كل قطعة وظهر الشكل النهائى ولكن إعادة تركيبه وإقامته تحتاج لأموال وشركات ووقت كبير.
Advertisements
الجريدة الرسمية