رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«من السرية للعلن».. مساعِ صهيونية لتعزيز التطبيع عبر السودان

رئيس الوزراء الإسرائيلي،
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو

رغم أن التوغل الإسرائيلي في أفريقيا بدأ منذ عقود فإن التحركات الدبلوماسية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة أصبحت غير مسبوقة، بل وتحولت من حالة السرية الساكنة إلى العلن على مرأى ومسمع من دول العالم، خاصة تجاه السودان.


وأكد مسئول إسرائيلي كبير أن إسرائيل تجري محادثات لتوطيد العلاقات مع العديد من الدول الإسلامية في أفريقيا، على رأسها السودان، وذكر موقع القناة العاشرة الإسرائيلية، أن تصريحات المسئول التي لم تذكر اسمه، تأتي على خلفية الزيارة التي قام بها رئيس جمهورية تشاد الإسلامية، إدريس ديبي، أمس إلى إسرائيل وسعي الأخيرة إلى تحسين العلاقات مع دول إسلامية أخرى في أفريقيا، التي جاءت كجزء من الجهود التي جرت وراء الكواليس في الأشهر الأخيرة بين إسرائيل وتشاد، عقد اجتماعا سريًا نيويورك في سبتمبر بين مستشار الأمن القومي، مئير بن شبات، وزير خارجية تشاد، هاميت الديك الشريف تمهيدًا لتلك الزيارة.

وأضاف المسئول أن زيارة رئيس الدولة الإسلامية في إسرائيل ستعزز بشكل كبير توطيد العلاقات مع جيرانها المسلمين - مالي والنيجر.

طواقم خاصة

وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن هناك طواقم خاصة من إسرائيل تعمل على تسوية العلاقات مع السودان، التي تعتبر دولة عدو لإسرائيل، في الوقت ذاته أشار نتنياهو خلال لقائه مع رئيس تشاد ادريس ديبي إلى أنه ينوي إجراء زيارات مشابهة في دول عربية أخرى التي من المتوقع أن تكون السودان.

مسار الطيران

وأضافت التقارير أنه لو تمت تسوية العلاقات مع السودان، فإن مسار الطيران من إسرائيل إلى البرازيل سيتم تقصيره، عندما تتمكن الطائرات المقلعة من إسرائيل والمتوجهة إليها من استخدام المجال الجوي السوداني والتشادي.

وسبق أن تحدثت تقارير إلى أن إسرائيل توجهت إلى الإدارة الأمريكية ودول أخرى وشجعتها على تحسين علاقاتها مع السودان ومكافأتها، على خلفية قطعها علاقاتها مع إيران.

السودان ليست الوحيدة المستهدفة إسرائيليًا في أفريقيا بل هناك دول أخرى، لكن العلنية الإسرائيلية في الإعلان عن تلك العلاقات التي لم تخرج في السابق عن الإطار السري يرجع إلى حالة المرونة من جانب بعض الدول العربية والخليجية تجاه إسرائيل والانزلاق نحو التطبيع بشكل علني وهو ما دفع الكيان إلى التعامل بجرأة مع مسألة الكشف عن المساعي التي تقودها إسرائيل لجذب دول أخرى نحو العلاقات الدبلوماسية في العلن.

لعبة المصالح

ورغم أن رئيس تشاد ادريس ديبي الذي زار إسرائيل أمس في أول زيارة رسمية منذ 46 بين الدولتين قال إن تحسن العلاقات بين الدولتين لن يزيل القضية الفلسطينية من على جدول الأعمال فإن التوغل الإسرائيلي في تلك العلاقات له حسابات أخرى ويؤثر بشكل أو بآخر على مسار القضية الفلسطينية لأن إسرائيل لا تكتفي بالعلاقات الدبلوماسية فقط بل توسع شبكة علاقات تجارية واقتصادية تلعب دورًا في في تغيير مسار القرارات السيادية للدولة خاصة إذا كانت المصالح تلعب دورها.

الإذاعة الإسرائيلية "مكان" أكدت أن وزير الاقتصاد الإسرائيلي إيلي كوهين في المقابل تلقى دعوة رسمية لزيارة البحرين منتصف شهر أبريل من العام المقبل للمشاركة في مؤتمر عالمي على مستوى وزراء حول دول "الستارت اب" الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار ينظمه البنك الدولي وسيحضر المؤتمر مبادرين ومستثمرين من مائة وسبعين دولة.

معسكر التطبيع

وبالعودة إلى السودان فإن التركيز الإسرائيلي تجاهها نابع من نوايا سريا سبق وأن لوحت بها الصحف الإسرائيلية وهي أن تقود السودان معسكر التطبيع مع إسرائيل، مشيرة إلى أن هناك تعبيرا عن الاهتمام من قبل جهات سياسية سودانية حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل كسيناريو غير محتمل قبل بضع سنوات، لكن بات الوضع واقعا الآن أكثر من ذلك، فهذا الاهتمام آخذ بالازدياد.


Advertisements
الجريدة الرسمية