رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اتفاقية الغاز الإسرائيلي الأوروبي.. حلم صهيوني لغزو العالم

الغاز الإسرائيلي
الغاز الإسرائيلي الأوروبي

حلم صهيوني قديم لغزو أوروبا تحقق جزءا كبيرا منه بالفعل من خلال توقيع تل أبيب اتفاق لتصدير الغاز إلى أوروبا وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه اتفاق تاريخي، ولما لا فهو اتفاق يسيطر على كميات الغاز التي تصدّر لدول لها أهمية اقتصادية مثل اليونان، وقبرص، وإيطاليا.


القناة الثانية العبرية ذكرت اليوم الأحد، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس مع اليونان وإيطاليا وقبرص يأتي بعد عامين من المناقشات التي قادها وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، وبموجب الاتفاق ستقوم إسرائيل بتزويدهم الغاز الطبيعي.

الأطول بالعالم
القناة العبرية أشارت إلى أن إسرائيل ستنقل الغاز الطبيعي عبر أنابيب تمتد من تحت الماء لمسافة 2000 كيلومتر، إلى اليونان، قبرص، وإيطاليا، وسيكون أطول خطّ أنابيب للغاز الطبيعي في العالم.

وأضافت أن الخطوة تعني أنه سيتم ضخ مبالغ ضخمة في إسرائيل وأن التوغل في السوق الأوروبية سيزداد، وهذا الأنبوب الذي سيكون أيضا بعمق 3.5 كيلومترات تحت سطح البحر، سيسمح بالمستقبل أيضًا بتزويد الغاز الطبيعي لدول شرق أوروبا.

وطُرحت الفكرة لأول مرة بمؤتمر في أبو ظبي، وتمت الموافقة على الاستثمار في 100 مليون دولار بالمشروع، ويتوقع أنه في غضون بضعة أشهر سيبدأ العمل بالمشروع الذي يُتوقع أن يستمر العمل به لمدة 5 سنوات، ويساهم في ازدهار الاقتصاد الإسرائيلي، وفق شطاينتس.

الحد من النفوذ العربي
ونقلت قناة "I24 نيوز" الإسرائيلية عن وزير الطاقة الإسرائيلي قوله: "على مدى عقود، كنا نشكو من النفوذ العربي في أوروبا، إلا أنه ومع تصدير الغاز من إسرائيل إلى دول الاتحاد الأوروبي فيساهم ذلك بالحد من النفوذ العربي في مجال الطاقة".

كلام وزير الطاقة الإسرائيلي يكشف القصد من وراء هذا التوغل الصهيوني في أوروبا وفي كل مكان بالعالم، خاصة بعد أن دخل قطاع الطاقة الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة سعت إسرائيل إليها منذ الإعلان عن اكتشاف الغاز الطبيعي مطلع عام 2000، وبدء التفكير في إمكانية لعب دور مهم ليس فقط في أوروبا بل في المنطقة العربية والعالم كله، وهو ما أكده شتاينس في تصريحات سابقة بقوله: "لم تشهد إسرائيل مشروعا طموحا بهذا الحجم من قبل".

وتعد تركيا خاسرة من تلك الخطوة لفرصة لعب دور مهم في مشروع نقل الغاز من الشرق إلى الغرب، وذلك من ناحية الجانب المتعلق بتصدير الغاز الطبيعي المكتشف أمام سواحل قبرص اليونانية، وهو ما تعارضه أنقرة بقوة وكان سببًا في خلافات سياسية حادة مع اليونان كادت تنزلق إلى مواجهة عسكرية، وفي الوقت الذي تسعى قبرص بدعم من أثينا إلى مواصلة جهود التنقيب عن الغاز الطبيعي واستغلال الكميات المستخرجة وتصديرها إلى الخارج، تعارض تركيا هذه الجهود وتعتبرها انتهاكًا لحقوق القبارصة الأتراك.

وفي الوقت الذي تعيش فيه إسرائيل في بيئة متوترة وجيران يرفضون التطبيع معها تحاول تل أبيب التغلغل لداخل أوروبا ومنها إلى دول أخرى بالعالم لسد هذا العجز في العلاقات، وتسعى لأهداف أكبر من ذلك وهو جعل كل العالم من شرقه إلى غربه تحت إمرتها من خلال الاستحواذ على تصدير الغاز.
Advertisements
الجريدة الرسمية