رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الطبلية القناوي ودكة المندرة».. من قصور الأعيان لبيوت الغلابة في قنا

فيتو

«سيبوا الهوا لأصحابه ياللى متقلدين.. إحنا الفن إرباباته وأصحابه من قديم يا ناس».. أبيات غنائية من الفلكلور الصعيدي، كفيلة، لأن تعيدك لذكريات جلسات العصاري التي يجتمع فيها الرجال في حلقات مرتدين جلابيبهم البيضاء وتعتلي رؤسهم العمائم، ولكن ليست فقط تلك الموروثات المسموعة هي ما تشعرك بعبق الصعيد وأناسه الطيبين، هناك الموروثات الملموسة من أثاث قديمًا كان المكون الرئيسي للمنزل الصعيدي.


«الطبلية القناوي.. الكرسي الخشبي.. قواعد الأجهزة الكهربائية.. دكة المندرة»، منتجات صعيدية صنعت بأنامل أهلها، فلا يخلو بيت في الصعيد منها، فيستخدمها الأثرياء والأعيان في منازلهم كزينة وديكورات، رغم تطور الحياة وظهور العديد من المنتجات المنافسة في دول العالم، إلا أنه هذه المنتجات لاتزال تتربع على عرش الصعايدة، ولكنها في بيوت «الغلابة» إحدى أساسيات المنزل ومن المستلزمات الضرورية التي لا غنى عنها في أي منزل صعيدي.

ومع أحد أصحاب تلك الأنامل الذهبية المستخدمة لخشب الكافور الذي يعد المصدر الأول لتصنيع تلك المقتنيات، كان لـ«فيتو» اللقاء مع الحاج حسن عبيد أقدم الصناع للحديث عن أسرار تلك المهنة.

يقول الحاج حسن: «الكافور من أحسن الأخشاب في الصناعة، وكنا نسعى إلى جلبه في الماضي من محافظات عدة ولكنه أصبح متوفرا الآن بشكل كبير لدينا في محافظات الجنوب، وبدأنا في تصنيع العديد من المنتجات التي تشتهر في بيوت الصعايدة كـ«الطبلية والدكك والكرسي الخشبي المتحرك،..» وغيرها من المقتنيات لا تخلو بيوتنا منه».

وتابع، إن الطلب في الفترة الأخيرة زاد بشكل كبير على منتجاتنا بسبب ارتفاع أسعار المنتجات الأخرى من أخشاب الزان أو غيرها من المصنوعات التي شهدت ارتفاعا في الأسعار.

ولفت إلى أن الصناعة مرت بأزمة كبيرة خلال السنوات الماضية بسبب ارتفاع أسعار أشجار الكافور وقلة عدد العاملين، ولكن الأزمة التي تواجهنا بالفعل في الوقت الحالي هي عدم وجود موزعين على مستوى الجمهورية لنا ونفتقد فعلًا للتسويق.

«مصالح الحكومة لأزمة تشجعنا».. بتلك الجملة طالب ياسر عبد الحميد، أحد الصناع، المؤسسات والمصالح الحكومية بضرورة الاستفادة من تلك المنتجات، خاصة أن أسعارها بالمقارنة بالمنتجات الأخرى لا تقارن وفي ميزانية أي مصلحة تسعى لترشيد نفقاتها، مشيرًا إلى أنه لابد من وجود موزعين لتلك المنتجات في مختلف محافظات الجمهورية وخارجها حتى يمكننا الوصول بمنتجاتنا إلى العالمية.

وأضاف: «حتى لا نواجه شبح الانقراض، نسعى إلى فتح الباب أمام الشباب لتعليمهم وزيادة العمالة، خاصة أن أصحاب محال المنتجات الخشبية دائمي التهديد لنا بان منتجاتنا لا يوجد عليها إقبال بغرض تخفيض السعر، وهو عكس ما يحدث عندما ياتي إلينا الكثير من الزبائن للشراء وطلبات مخصوصة ويطالبون بأن يكون هناك وسيلة لعرض المنتجات.

وأشار يحي السنبسي، أحد أهالي قنا، إلى أن الصناعات الخشبية في الصعيد متعددة ولكن للآسف لايوجد اهتمام من قبل المسئولين بها ونحتاج فعلًا إلى مساعدة الدولة لإقامة معرض لعرض المنتجات في مختلف محافظات مصر وخارجها.
Advertisements
الجريدة الرسمية