رئيس التحرير
عصام كامل

مفتي الجمهورية يبحث مع المبعوث البريطاني لحرية الدين سبل تعزيز التعاون

 الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام

استقبل الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، وفدًا بريطانيًّا رفيع المستوى برئاسة اللورد أحمد -لورد ويمبلدون، وزير الدولة والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني لحرية الدين والمعتقد، لبحث أوجه تعزيز التعاون الديني بين دار الإفتاء وبريطانيا، خاصة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب والإسلاموفوبيا.


وأكد مفتي الجمهورية خلال اللقاء أن التعاون بين الدول في محاربة التطرف والإرهاب بات أمرًا ضروريًّا وملحًّا، كونه لم يعد مقتصرًا على دولة بعينها أو منطقة محددة، بل أصبح خطرًا يهدد الجميع.

واستعرض مفتي الجمهورية خلال اللقاء مجهودات الدار في محاربة الفكر المتطرف، وعلى رأسها مرصد التكفير والآراء المتشددة الذي بدأ العمل منذ عام 2014، ويقوم برصد وتحليل وتفنيد الفتاوى التي تصدرها الجماعات المتطرفة، وكل ما يصدر عنها من آراء والرد عليها بمنهجية علمية من أجل تفكيك هذا الفكر المنحرف.

وأشار إلى أن الدار أخذت على عاتقها مهمة تأهيل أئمة مساجد المسلمين في الخارج، ليكونوا قادرين على مواجهة الأفكار المتطرفة وموجات الإسلاموفوبيا، ومساعدة المسلمين على الاندماج داخل مجتمعاتهم في الغرب، حيث خرجت الدار دفعتين من المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا، بعد تدريبهم في الدار، مضيفا أن الدار أصدرت مجلة Insight التي أُطلقت قبل سنوات للرد على مجلة "دابق"، و"رومية" ويصدرها تنظم "داعش" الإرهابي باللغة الإنجليزية.

كما تحدث علام عن المؤشر العالمي للفتوى الذي أطلقته الدار خلال مؤتمرها العالمي في أكتوبر الماضي، وهو أول مؤشر من نوعه في هذا المجال، تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والمنصة الإلكترونية التابعة للأمانة، والتي تضم 2000 ساعة صوتية ومرئية بهدف المشاركة الفاعلة في تجديد الخطاب الديني، وذلك عبر تقديم نماذج واقعية في التجديد والتطوير، وتأسيس المناهج والأفكار، مع تقديم البدائل العصرية لمشكلاتنا الدينية والثقافية، وكذلك بناء شراكات علمية لدعم المنهج الوسطي باعتباره خطَّ الدفاع الأول عن الإسلام الصحيح.

واستعرض مفتي الجمهورية آخر مجهودات الدار في مواجهة الفكر المتطرف، عبر إطلاق وحدة "الرسوم المتحركة" التي أنشأتها مؤخرًا، وتقوم على عرض الأفكار المغلوطة التي ترددها جماعات الظلام، ثم الرد عليها ودحضها بطريقة ميسرة عن طريق تقديم المعلومات والفهم الصحيح عبر تقنيات الرسوم المتحركة.

وأبدى المفتي استعداد دار الإفتاء الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم الشرعي، والتعاون في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، وتبادل الفائدة في هذا المجال مع الحكومة البريطانية.

من جانبه، أشاد اللورد أحمد بمجهودات دار الإفتاء وآلياتها المتنوعة والمبتكرة في مواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا أنها تجربة رائدة يجب الاستفادة منها، وأبدى تطلع بلاده لمزيد من التعاون مع دار الإفتاء، من أجل تحصين المجتمعات من تلك الأفكار الهدامة التي تسعى إلى الخراب والقتل.
الجريدة الرسمية