رئيس التحرير
عصام كامل

«ضل الحيطة أحسن».. مأساة مطلقة تعيش بمفردها منذ 17 سنة (فيديو)

فيتو

أصوات الرصاص لا تعنيها كثيرًا فهذه الطلقات لا شيء أمام وحشة حياتها التي تعيشها، فمنذ 20 عاما طلقها زوجها لعدم قدرتها على الإنجاب واشتدت قسوة الحياة بموت أخيها العائل الوحيد لها، فباتت وحيدة لا زوج يسندها ولا أخ يُشد عضُدها أو ابن يكون عونًا لها.. فهي لا تنجب وهذا سبب طلاقها من الأساس.


«نبيلة محمد»، التي بلغت من العمر أرذله، تعيش بشارع عثمان ابن عفان في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، بدأت الحياة تقسو عليها عندما علمت أنها لا تنجب ورفض زوجها هذا الوضع وهو ما دفعه في النهاية لتطليقها.

تقول السيدة التي التقتها «فيتو»، خلال احتفالية أقامتها مؤسسة مصر الخير بعنوان «حكايات أهالي سيناء في طريق الأمل والتطوير» في فندق بالدقي: «زوجي طلقني منذ 20 سنة لأني ما بخلفش وراح اتجوز واحدة تانية وخلف وعايش حياته طبيعي، وبعد طلاقي عشت مع أخي، لكنه توفي بعدها بـ3 سنوات، وأنا عايشة لوحدي من 17 سنة».

حياتها أشبه بمسلسل درامي يتخلله بعض مشاهد الرعب، فبخلاف أنها لا تنجب هي مريضة بالسكر والضغط وتقضي لياليها بمفردها طيلة 17 عاما: "بعيش يومي عادي لكن مع قدوم الليل يبدأ خوفي ولو السماء أمطرت ببقي عايشة في رعب لأن سلوك الكهرباء في الشقة لما بييجي عليها المطرة بتعمل شرار وبتطلع دخان".

تضطر السيدة لإغلاق الكهرباء وتعيش في الظلام الدامس، الذي يتخلله بصيص من ضوء الشمعة المشتعلة، ويظل الأمر هكذا مدة ثلاثة أيام حتى تطمئن أن السلوك غير مبللة وما يزيد خوفها أن المنزل الموجود به شقتها آيل للسقوط ولا تستطيع العيش في شقة بالإيجار فكل ما تحصل عليه هو 350 جنيها معاش كما تتكفل مؤسسة مصر الخير بعلاجها.

ترفض "الحاجة نبيلة" الخروج من العريش والقدوم إلى القاهرة للعيش بها إذا ما تكفل أحد بسكن لها: "أنا بحب القاهرة لكن العريش في دمي ده المكان اللي اتولدت فيه وعايزة أموت فيه".

كل ما تريده وتطالب به السيدة العجوز هو منزل صغير في العريش تقضي به المتبقي من عمرها.
الجريدة الرسمية