رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الزهراء الجامعي مستشفى بدرجة «مقبرة».. «فيتو» تجولت داخل الغرف.. وكشفت الكارثة بـ«الصور».. خطأ طبي ينهي حياة طفلة رضيعة.. والإدارة تحاول التغطية على الواقعة بـ«القضا

فيتو

>> مريض دخل المستشفى لإزالة مياه في العين وخرج منها بـ«تشوه وفقدان للبصر»

«لن تخرج منها سليمًا.. ستكون سعيد الحظ إن توقف الأمر عند حد الإصابة الطفيفة أو العاهة المستديمة حتى، فالموت هو سيد الموقف، يعاونه الإهمال، داخل مستشفى الزهراء الجامعي»، ولعل الواقعة الأخيرة التي كشفتها «فيتو» منذ عدة أيام، بعد أن تحطمت جمجمة مولودة أثناء عملية ولادة داخل المستشفى، وحررت أسرة المجنى عليها محضر بالواقعة خير دليل.


جولة واحدة داخل مستشفى الزهراء الجامعي، كافية لاكتشاف حجم الإهمال داخله، وتحديدًا في قسم «الحضانات» الذي تحول إلى ما يستحق أن يوصف بـ«مقبرة الأطفال»، لا سيما وأن المكان تحاصره القمامة من جميع الجهات، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه الحضانات مجهزة على أعلى مستوى، خاصة أنها تستقبل الأطفال المولودين، وتحديدًا الحالات التي تعاني من مضاعفات أو أمراض.

«فيتو» رصدت بالصوت والصورة، ما يحدث داخل «حضانة المستشفى» الذي يحتل المخلفات مدخله، إلى جانب أن المستشفى اكتفى بوضع باب خشبي عليها، متجاهلا أقل خطوات التجهيز اللازم لهذه النوعية من الأماكن العلاجية.

ونجحت عدسة فيتو في التقاط صور تظهر هذا الإهمال، وذلك أثناء التجول داخل المستشفي والدخول لموقع الحضانة ورؤية الأطفال بداخلها دون أي رعاية أو أمن، واكتشفت أنها ليست حصنا منيعا كما صوره مسئولو المستشفي لأسرة المولودة، ومنعهم من رؤيتها لأنها معقمة وتوجد رعاية كبيرة من مسئولي الحضانة من أطباء وتمريض وعاملين.

أثناء جولة «فيتو» للوصول للحضانة بصحبة أسرة المولودة والبحث عن مسئول للاطمئنان على حالة الطفلة أوقفتنا طبيبة حاولنا أن نسألها فنهرتنا مبدية ضيقها من كثرة سؤال الأب، وتركتنا داخل المكان برفقة إحدى الممرضات، وأثناء البحث عن مكان الحضانة التي توجد بها الطفلة باعتبار أننا سنجد بداخلها المسئولين عن رعايتها، تناهت إلى مسامعنا أصوات ضحكات قادمة من ناحية إحدى الغرف، وبجوارها حمام به ملابس العمليات الخاصة بالتمريض والأطباء وقمامة، وبواجهة الحمام غرفة قمنا بفتحها فكانت الصدمة أنها هي الحضانة التي يقال عنها إنها حصنا منيعا لا يمكن لأحد الاقتراب منه أو التصوير، باعتبار أنه مكان معقم وبه مسئولون يباشرون رعاية الأطفال، رغم أنه تلاحظ لنا انتشار كاميرات المراقبة في جميع نواحي المستشفى وأماكن الحضانة، لكن يبدو أنها غير مفعلة الأمر الذي يظهر وجود إهمال جسيم.

وفضلا عن رصدنا العديد من السلبيات داخل المستشفى، التي تؤكدها أيضا واقعة الأم سارة ومولودتها، اتضح أن هناك العديد من الحالات التي توفيت وتشوهت بسبب حدوث أخطاء طبية داخل المستشفى، حيث دخلت سيدات من أجل الولادة فخرجت بعضهن جثثا هامدة وبعضهن مشوهات والقليل منهن سلم، وقتلوا بداخلهم حلم الأمومة.

«أسماء» على سبيل المثال دخلت لتلد، ففقدت مولودها وخرجت منها ديدان، «أسماء» زوجة كانت تحلم بالأمومة، وبعد تسعة أشهر دخلت المستشفي لتلد مولودها في سبتمبر عام 2017 م تحمل معها أماني كبيرة لطفلها الأول، هذا الحلم الذي ضرب به إهمال الأطباء عرض الحائط، حيث فقدت طفلها أثناء الولادة، وتحجج الأطباء بأنهم ضحوا بالطفل لإنقاذ إلام، إلا أنه سرعان ما اتضح أن وفاة المولود ناتجة عن خطأ طبي.

المأساة لم تقف عند حد «فقدان الجنين»، فقد أصيبت الأم عقب ولادتها بصعوبة بالغة في التنفس، مع وجود انتفاخ بالجزء العلوي من جسدها في منطقة الصدر حتى الرأس، وعندما حاول زوجها الاستفسار عن الأسباب من أطباء المستشفى، أبلغوه أن الأعراض ناتجة عن حدوث خطأ متمثل في أن خرطوم التنفس تم وضعه بالخطأ، فتسبب في تسريب الأكسجين خارج الرئة، وظلت هكذا حتى خرجت الديدان من فمها، وظلت هكذا حتى قام زوجها بنشر موضوعها على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وسرعان ما وصل الأمر إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، الذي أصدر قرارا بعلاج «أسماء» على نفقة المشيخة، وفتح تحقيق عاجل في الواقعة.

«كوارث الولادة والحضانات» لم تكن الأزمة الأخيرة التي يعاني منها المستشفى، وهو ما أكدته واقعة إصابة عاطف عبد الرحمن بـ«العمى»، بعد دخوله المستشفى لإجراء عملية «إزالة مياه» من العين، ليخرج مصابًا بتشوه في العين، وفاقدًا للنظر.

وبالعودة إلى قضية الطفلة مكسورة الجمجمة وأمها "سارة غريب" والتي تعاني تدهورا في حالتها الصحية منذ ولادتها بالمستشفى قبل أيام، فقد دخلت الأم المستشفي وهي تحلم بطفلها الصغير الذي ظلت تحلم به طيلة التسعة أشهر، إلا أن أخطاء الأطباء كان لها رأي آخر.. بقيت هذه المكلومة على الفراش دون أن تعلم أن مولودتها في غيبوبة، حيث أخفي زوجها حتى الآن عنها الخبر، لإصابتها هي بإعياء شديد ونزيف حاد من آثار وتعب عملية الولادة التي أجراها لها الأطباء، وترتب عنها إصابة مولودها بكسر في الجمجمة وتشنجات، فقد أخبروا زوجها أن طفله سيعيش ووضعوه داخل حضانة المستشفى ومنعوا الأسرة من رؤيتها.

أيام قليلة مرت، فوجئ بعدها الأب بمطالبة إدارة المستشفى التوقيع على أوراق لاستلام «جثة الطفلة»، التي لقت حتفها نتيجة الخطأ الطبي، غير أن والد الطفلة الراحلة رفض التوقيع، مطالبًا بإحالة الأمر برمته إلى النيابة العامة.

"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية