رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكاية ساطع النعمانى بطل «بين السرايات»

فيتو

رحل عن عالمنا العميد ساطع النعمانى، نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الأسبق، والذي أُصيب بطلق ناري في وجهه خلال أحداث بين السرايات، والتي وقعت إبان ثورة 30 يونيو عام 2013، بعد العديد من العمليات الجراحية داخل مستشفى سانت مارى بلندن.


وتخرج "النعمانى" عام 1992 في كلية الشرطة، وعمل معاون نظام بقسم شرطة العجوزة، ثم ضابطًا بالإدارة العامة للمباحث، ثم معاون مباحث لقسم الدقى، وشغل معاون مباحث الصف ورئيسًا لمباحث المرور لمدة عامين.

وتدرج في المناصب، وأصبح رئيس مباحث ترحيلات الجيزة، ورئيس حرس محكمة جنوب الجيزة، حتى وصل نائبًا لمأمور قسم بولاق الدكرور حتى أحداث بين السرايات.

وخضع الراحل لعمليات جراحية بعد إصابته بطلق ناري، ليتم علاجه ويعود إلى أرض الوطن بعد نحو 14 شهرًا من إصابته، وعند عودته حظى باستقبال حافل من جميع المواطنين ورجال الشرطة.

كما حظى بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي له الذي قبَّل رأسه تقديرًا لما قام به خلال الثورة المجيدة.

وقال البطل في حديث له أمام الرئيس السيسي: " فقدت بصري.. والآن أرى بعيون المصريين.. وظللت 3 أشهر في غيبوبة تامة، وإرادة الله أعادتني للحياة مرة أخرى".

وتحولت صفحته على موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك " بعد رحيله إلى دفتر عزاء، وأكد أصدقاؤه أنه من أكثر رجال الشرطة إنسانية ومحبة بين الجميع.

وقال أحد اصدقائه :" كانت هناك سيدة عجوز محبوسة على ذمة قضية لتاخرها في سداد ديون تراكمت عليها بقيمة 3 آلاف جنيه، وظلت محتجزة لمدة 18 يوما بسبب تأخر أوراق اعتماد الإفراج عنها، وعندما علم بالواقعة، اصطحب السيدة بسيارته الخاصة وأنهى أوراقها حتى تم الإفراج عنها".

وكتب البطل الراحل أمس الثلاثاء، منشورًا على صفحته بـ«فيس بوك» نصها: "نصت الأعراف والمواثيق الدولية على حماية حق المكفوفين ومتحدي الإعاقة والأقزام في الحياة والأمن، أثناء قيامهم بأعمالهم أو تواجدهم في حياتهم الخاصة، لاعتبارات حساسيتهم من كل مشكلة، وذلك لحساسيتهم تجاه إعاقتهم وما قد تسببه لهم من مشكلات.. وقد ارتادت مصر هذا المجال وذلك لما تملكه من أسرار حضارة عاشت ملايين السنين، بل إن رئيسها وابنها البطل الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر تخصيص 2018 عاما لمتحدي الإعاقة، ووجه بتوحيد كل قوى الحكومة في سبيل إنجاح فعاليات هذا المطلب الحضاري، والذي تقاس به نهضة الأمة وحضارتها".

وأضاف النعماني: "قواتنا المسلحة المصرية الباسلة معجزة من معجزات المصريين، تخوض بكل بسالة حربا ضروسا بالنيابة عن العالم بأسره، وتحقق نجاحات يشهد العالم بها، وتقود ببراعة جهودا مخلصة في بناء وتشييد العديد من المشروعات العملاقة التي تشهد على حضارة هذا البلد".

وتابع: "وإيمانا منها بضرورة تكريم أبطال مصر من القوات المسلحة والشرطة الذين أفنوا حياتهم، وأعيقت أطرافهم وأعينهم من أجل هذا الوطن، استقبلت هؤلاء الأبطال بمستشفياتها وأنديتها ودورها، مؤمنه بأن قيمة مصر الحضارية وعزتها تعتمد على قدر ما تقدمه من الرعاية والاهتمام لهؤلاء الأبطال الحقيقيين".

وأوضح: "سيدي القائد العام أنا ضابط شرطة مصري أفنيت حياتي في خدمة هذا البلد، وعندما طلب مني التضحيه لأهل بلدي قدمتها طواعية، لم أتردد ولم أخف، قدمت لبلدي عيناي حتى يعيش أبناء هذا الوطن في نور الحق والخير والأمان.. ولم تهملني قواتنا المسلحة العظيمة كعادتها دائما فقامت بتذليل كل الصعاب التي قابلتني بالخارج أثناء رحلة علاجي".

وفى وقت سابق روى العميد ساطع النعمانى كواليس حادث إصابته قائلا : "كنت في مكتبى بقسم شرطة بولاق الدكرور، وشاهدت خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي الذي ردد فيه كلمة الشرعية عدة مرات، وقال نصًا «دمى يسيل فداء الشرعية»، هذه الجملة أعتقد أنها كانت إشارة لما حدث في هذا اليوم".

وأضاف: "بعد مرور نحو 5 دقائق سمعنا إطلاق نار كثيف أعلى كوبرى ثروت، وتجمع معظم أهالي المنطقة أمام القسم وطلبوا منى التدخل لحمايتهم من الإخوان الذين اعتلوا جامعة القاهرة وأطلقوا الرصاص بطريقة عشوائية عليهم، وأُصبت بعد 10 دقائق بطلقة في الوجه أفقدتنى الوعى، وجرى نقلى إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، دخلت العناية المركزة لعدة ساعات ولكن لم يتمكن الأطباء من إسعافى لعدم وجود الأجهزة الطبية الحديثة بالمستشفى، وفى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، جرى نقلى بطائرة خاصة للعلاج في أحد المستشفيات بسويسرا، بعد أن أصدر الرئيس السيسي قرارا بذلك".
Advertisements
الجريدة الرسمية