«حرام أنا فيا اللي مكفيني».. حكاية سورية تنتحر بسبب «صفعة» بأكتوبر

ضاقت ربة منزل سورية، ذرعا بإهانات والدها المستمرة لها والتي كان آخرها اعتداؤه عليها بالصفع على وجهها، واختارت أن تنهي حياتها بالقفز من الطابق الخامس، لتلقى حتفها في الحال بمدينة 6 أكتوبر.

لم تكن حياة السيدة السورية الشابة – والتي لم تكمل ربيعها الثاني- سعيدة، فعقب زواجها زواجا تقليديا منذ عدة أِشهر، تركها زوجها وحزم حقائبه متجها إلى إحدى دول الخليج بحثا عن فرصة عمل أفضل لتوفير حياة كريمة لأسرته، اضطرت على إثر ذلك أن تعيش الزوجة مع أسرة زوجها في منزلهم بأكتوبر، والذي لا يبعد كثيرا عن منزل والديها.

واعتادت الضحية أن تزور أسرتها من حين لآخر، تتفقد أحوالهم وتراعي طلباتهم واحتياجاتهم، وفي اليوم المشئوم، اتقفت مع والدها على القدوم وزيارتهم في تمام السابعة مساء، مرت الساعات ولم تحضر نجلته ما أثار حفيظة الوالد واشتاط غضبا، وعندما هم بالاتصال بها وجد الباب يطرق في تمام العاشرة، فتحه ليجد ابنته تقف أمامه معتذرة: معلش يا بابا كنت مشغولة مع حماتي شوية وأخرتني، لم يتقبل الأب أعذار نجلته وانهال عليها بالسباب والشتائم، حاولت الشابة المغلوبة على أمرها أن تلين قلب والدها باسترضائه ولكن لم تجد لذلك سبيلا بعد أن استمر في إهانتها، لم تتمالك أعصابها صارخة: "حرام عليك بقى انا فيا اللي مكفيني".

صراخ وانهيار الابنة لم يحرك في أبيها سوى مشاعر الغضب التي تزايدت أكثر، لم يستطع كبح جماح ثورته وبدلا من احتوائها وتهدئة الأجواء، اعتدى عليها بالصفع على وجهها بقوة أسقطتها أرضا، شعرت الفتاة بنيران الشر تتطاير من عيني والدها، فقامت بسرعة وهرولت داخل الشقة هربا منه إلى أن ساقتها قدماها إلى شرفة المنزل، دموعها ملأت عينيها وما كان منها إلا أن تسلقت السور وقفزت من أعلاه لتسقط من الطابق الخامس جثة هامدة، كاتبة نهاية قصة مأساوية لمعاناتها.

الواقعة بدأت عندما تلقى المقدم إسلام المهداوي رئيس مباحث قسم أول أكتوبر، بلاغا يفيد انتحار ربة منزل سورية، 19 عاما، بالقفز من أعلى شرفة بالطابق الخامس ووفاتها متأثرة بإصاباتها، وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة الضحية وبها كسور بالغة في أنحاء متفرقة من الجسد وتهشم في الجمجمة، وأشارت التحريات إلى انتحار الضحية نتيجة خلافات أسرية بعد مشاجرة مع والدها.

وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وبالعرض على اللواء مصطفى شحاتة مدير أمن الجيزة، أمر بإحالته للنيابة التي أمرت بعرض الجثة على الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة تمهيدا للتصريح بدفنها.