رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد السعيد: الحقيقة المرة!!

أحمد السعيد
أحمد السعيد

جلس الناقد الفني الكبير تامر العكماوي في مكتبه الوثير بفيلته بمدينة 6 أكتوبر؛ متناولا قلمه الذهبي ليسطر مقاله المهم في عموده الأسبوعي "بالصدق أقول" معنونا له بالعنوان الصادم التالي "يا تلحقوه يا ما تلحقهوش؟!!"، حيث بدأه بقوله: "على سرير طبي تعلوه ملاءة بيضاء، وتحوطه شاشات رقمية مضيئة، لا تكف عن تغيير أرقامها ذات الدلالات المختلفة؛ رقد متألما جسد فارس النغم الأصيل شوقي صقر بين الحياة والموت.


ترعاه يد العناية الإلهية بعد أن أصابت قلبه الرقيق الذي أتعبته السنين بحلوها ومرها، وضحكها ودموعها، بأفراحها وأتراحها، جلطة قوية وقفت به على حافة وادي الموت السحيق ينظر إلى غياهبه العميقة من علياء أنفاسه المتلاحقة، وعبر شهيق وزفير أضلاع صدره الصاعدة الهابطة؛ راجيا مولاه سبحانه وتعالى أن ينجيه من تبعاتها، لتتدخل رحمة المولى جل في علاه في اللحظات الأخيرة؛ مترفقة به عبر أيدي أطباء مستشفى "سلامتك م الآه" بضاحية المعادي، بعد أن انسد الشريان الذي زرعه قبل عشر سنوات بتكلفة قاربت المليون جنيه جمعتها له عائلته وأحباؤه وأصدقاؤه المقربون، ونجاح هذه العملية التي تعافى منها سريعا؛ ليمتعنا بعدها بالعديد والعديد من ألحانه الرائعة التي يحفظها القاصي والداني عن ظهر قلب.

حيث ظل يحدوه الأمل أن يستكمل حياته كأي إنسان عادي، ولكن أمراض قلبه الرقيق أبت عليه اكتمال فرحته، وهدوء باله، وعاودته بعدها في شكل جلطة قوية لشريانه المزروع الجديد، والذي تم عمل قسطرة سريعة له لتسليكه وانتظام جريان الدماء به، بعد عملية مكوكية لو قدر لها أن تتأخر قليلا لكان ما تقرأونه عبر هذه السطور كلاما آخر، ليمكث شوقي صقر إثرها في غرفة العناية المركزة يومين مرا عليه كدهر طويل، ليقرر أطباؤه المعالجون استكمال ما بدأه بعملية جراحية أخرى كان لا بد من إجرائها؛ حتى ينتظم قلبه المتعب في دقاته، وينعم بنسائم الحياة الصحية التي يتمناها، حيث تم زرع جهاز لضبط دقات القلب تحت جلده ليتولى هذه المهمة، ويعضد من عمل قلبه الأصلي فيها، ولكن بقيت عملية أخرى لا بد من البدء فيها بعد شهر على أقصى تقدير؛ لتغير شريانه التاجي المتضرر بشدة، والتي ستتكلف وحدها مليوني جنيه لا قبل لشوقي صقر بها؛ بعد أن أنفق كافة مدخراته على العمليتين السابقتين، لذا فإنني أناشد جمهور هذا المبدع الكبير سرعة جمع هذا المبلغ في صندوق "يحيا صقر" حتى يعود إلينا سالما غانما؛ ويمتعنا مرة أخرى بأعذب النغمات، وأرق الألحان".

أخذ جمهور شوقي صقر ومحبوه يتبرعون بكل ما يستطيعون لإنقاذه من مصيره المحتوم؛ ولكن صحفيا صغيرا في جريدة "سلامتها أم حسن" الفنية المعروفة، لم يدخل في رأسه كل ما قرأه، أو سمعه عن هذا الموضوع، فأخذ "يُنخْرب" خلفه؛ حتى وقف على الحقيقة المرة، حيث علم أن الملحن الكبير خسر معظم ثروته قبل "حوار" مرضه هذا بأسبوع على طاولة القمار في أحد الفنادق الشهيرة، وأن البورصة تكفلت بالباقي على مدار بقية الأسبوع؛ مما تركه على "البلاطة" بل مديونا لكثيرين بمبالغ طائلة أخذوا عليه شيكات بها، كانت كفيلة وحدها بجعله يقضي ما تبقى له من عمر خلف القضبان؛ لذا فقد لجأ إلى صديقه الناقد الفني الكبير، ودبرا هذه الحيلة الدنيئة؛ ليستوليا على أموال الناس بالباطل.

وفي نفس اليوم الذي كانت تعد فيه جريدة "سلامتها أم حسن" الموضوع للنشر بالمستندات؛ أتاها خبر رحيل الملحن الكبير، وصديقه الناقد الفني المعروف في حادث مأساوي لسيارة كانا يستقلانها سويا، إثر احتفلاهما معا في أحد البارات بمبلغ خمسة ملايين جنيه؛ كانا ينتويان اقتسامها بعد أن صرفاها ظهر ذلك اليوم من الحساب الذي تبرع فيه الجمهور بدمائه لينقذ الملحن الكبير عبر صندوق "يحيا صقر"؟!!
Advertisements
الجريدة الرسمية