رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فيجياداشاما.. طوابير لجلد الجن والعفاريت (صور)

فيتو

تتبع الكثير من القبائل والجماعات داخل الدول الغرائب من العادات والتقاليد، التي ربما يصل بعضها إلى حد الخرافات التي تتنافى مع العلم والتكنولوجيا التي وصلت إليها البشرية في القرن الـ 21، وتثير تعجب العالم من استمرار الإيمان بأفكار الدجل والشعوذة، والتعامل معها على أنها السبيل لـ "النجاة والخلاص".


خرافة هندية

مهرجان "فيجياداشاما" هو أحد أبرز الخرافات التي يصدق بها أبناء الهند، حيث يؤمنون بقدرة طقوسه المشعوذة على طرد الجن والأرواح الشريرة من أجساد الممسوسين، من خلال جلدهم وتعذيبهم بأساليب وحشية على يد كهنة، يدعون القدرة على شفائهم.

تقام الاحتفالات بهذا المهرجان مرة واحدة كل عام في الشهر العاشر من الشهر التقويمي الهندوسي، والذي يتوافق غالبا في الشهر الميلادية مع شهر سبتمبر، تخليدا لذكرى انتصار الإله دورغا على شيطان "الجاموس" ماهيساشورا لاستعادة وحماية الولايات الشمالية والغربية، حسب المعتقدات الهندية.

خلال مراسم الاحتفال، يجلس المراهقون والنساء جنبا إلى جنب في طابور طويل، وينتظرون أن يجلدهم الكهنة، كما يتم ضرب النساء واحدة تلو الأخرى حتى لا يتمكنوا من مواجهة الألم.

يجب أن يجلد المتطوعون الذين يطلق عليهم "الباحثين عن الخلاص" مع بعض خوفهم من الاعتقاد، بينما آخرون يعتقدون أن الطقوس سوف تعالج المرض، ثم يجلدهم الكهنة الذين كانوا يرتدون الملابس التقليدية باستخدام جلد وقطع خشب.

مراسم الاحتفال

وتشمل الاحتفالات مواكب تتجه إلى النهر أو جبهة المحيط تحمل تماثيل الطين وترافقها الموسيقى والهتافات، وبعد ذلك يتم غمر التماثيل في الماء، وفي منطقة داسارا، يحرق المحتفلون دمى "رافانا" المرعبة التي ترمز إلى الشر بالألعاب النارية، التي تشير إلى تدمير الشر.

يشتهر هذا المهرجان بطقوسه المليئة بالدجل والشعوذة بين البعض من غير الهندوس مثل مواطني بنجلاديش ونيبال، ويزور خلاله الشباب الكهنة في ديارهم للحصول على مباركتهم، من خلال تبجيل الآلهة الهندوسية على أمل تحقيق النجاح والازدهار في العام المقبل.

في غالبية مناطق شمال وغرب الهند، يقيم المحتفلون الآلاف من مسرحيات الرقص الدرامي في وجود لدمى شيطانية يتم إحراقها في نهاية الاحتفال.

وتنظم المجتمعات المحلية في المئات من القرى والبلدات الصغيرة المهرجان والعروض الدرامية للترويج لأهمية الفضائل مقابل الرذائل، وتجذب مزيجًا من الجماهير من خلفيات اجتماعية وإنسانية واقتصادية مختلفة.

في أجزاء كثيرة من الهند، يشارك الجمهور والقرويون بشكل تلقائي، وبعضهم يساعد الفنانين، والبعض الآخر يساعد في إعداد المسرح والماكياج والدمى، والأضواء تنتهي أيضا مراسمها بحرق دُمى الشر المتمثلة في الشياطين والأرواح الشريرة.

طقوس الجنوب

وفي منطقة الجنوب تقام الاحتفالات بـ "فيجياداشاما" بطرق مختلفة، تتراوح الاحتفالات بين عبادة الإله دورجا، وإضاءة المعابد والحصون الرئيسية لعرض التماثيل الملونة، والمعروفة باسم "جولو".

على مدار التاريخ أدى المهرجان دورًا تاريخيًا في إمبراطورية "فيجاياناجارا" التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر، حيث كان يُدعى ماهانافامي، ووصف الرحالة الإيطالي، نيكولو دي كونتي كثافة المهرجان وأهميته كحدث ديني وعسكري عظيم بدعم ملكي، حيث تتضمن الاحتفالات المسابقات الرياضية والغناء والرقص، والألعاب النارية، والموكب العسكري الرائع، والعطاء الخيري للجمهور، تحت رعاية الإله دورجا إله الحروب.

كانت مدينة ميسور مركزا رئيسيا لهذه الاحتفالات، وفي جنوب الهند يحافظ الناس على نظافتهم وأدواتهم وعملهم وأدوات عملهم خلال هذا المهرجان، ويتذكرون الآلهة ساراسواتي ودورجا.

واكتسب المهرجان أهميته التاريخية في ولاية ماهاراشترا، حيث تحدت الإمبراطورية المغولية في القرن السابع عشر، وخلقت مملكة هندوسية في غرب ووسط الهند، ونشرت الجنود لمساعدة المزارعين في الأراضي الزراعية، وتوفير الري الكافي لضمان الإمدادات الغذائية.
Advertisements
الجريدة الرسمية