رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حانت الفرصة للتخلص من الإسلام!


عند وقوع أي حادث إرهابي بالعالم وليس بمصر فقط، ينشط ثلة من الأفاقين الأفاكين الذين يرون في الدين كل مرجعيات التخلف والرجعية ومسارات الظلم والاستعباد فيقومون باستغلال منصات التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الصحفية في نشر ما يشبه بروتوكول متفق عليه للانقضاض على أية قيمة إسلامية.. تشعر كأنهم يوصون بعضهم البعض قائلين مطلوب منا نحن أفاقي الواقع الثقافي المصري منسلخي الهوية فاقدي البصيرة، حتى نظهر تقديمتنا ويشع تنويرنا ليمحو ظلمات الحياة المصرية أن نفعل الآتي:


- الدعوة للتخلص من الدين صراحة، لأنه هو سبب كل المصائب والبلاء والفقر والتضخم حتى تدهور الأغنية المصرية!

- الترويج لفكرة أن كل من تلوح منه بوادر التمسك بعقيدته يعد إرهابيا تفجيريا وخطرا على الأمن العام.

- الترويج للحداثة وما بعدها في شقها اللاديني باعتبارها طوق النجاة للوطن وللمواطنين إن أرادوا حياة حقيقية بعيدا عن كهوف ظلام الإسلام.

- الفصل بين الدين وبين الإسلام، فأي عقيدة رائعة ومسالمة أما الإسلام فنقيض كل ذلك!

- إطلاق حرية العبادة لكل عقيدة وضعية أو سماوية مع حرمان المسلمين من ذلك لأنهم سبب البلاء ودمويين بالضرورة والعقيدة والملة!

- التذكير دوما أن صوت الأذان مصيبة وكارثة ومنفر ومقزز، أما صوت مكبرات الصوت الأخرى التي تعبث براحة المواطن فحرية شخصية وابتهاج بالعالم وجانب رئيسي من الاستمتاع الضروري بالحياة.

- وصم النظام بالتشدد والسلفية وأنه شريك للمتشددين الأصوليين في الحكم لأنه ما زال يسمح بوجود الأزهر!

- تجريس النظام وتذكيره دوما أنه يسمح بممارسة شعائر دينية ويمول مؤسسات دينية كالأزهر ووزارة الأوقاف.

- التأكيد على أن العالم المتحضر يحيا دون الله، دون إله، دون مركزية كونية، ولذا يتحتم علينا أن نتبعهم حتى تكتب لنا النجاة ونواكب التقدم!

- التذكير دوما أن الإسلام دخيل على حياة المصريين وأن نرجع لعهد الفراعين العظام الذين كانوا يعبدون الشمس، أو إيزيس وأوزوريس أو حتى فرعون الخروج.. أي شيء عدا الله الذي يتحدث عنه المسلمون والسلام!

- التأكيد على أن العرب بقيادة عمرو بن العاص كانوا غزاة وأن الفتح الإسلامي كلمة معيبة، لذا يجب أن نصحح الأوضاع ونعتبر الإسلام دين الغزاة وأن لا نقبل بغازٍ على أرضنا!

- التعتيم على كل الجرائم الدموية التي ارتكبها غير المسلمين واعتبارها ضرورات حربية أو معيشية، أو جزءا من الصراع التاريخي والحضاري بين الأمم!

- التصيد لأي فتوى شاذة يطلقها جاهل جهول لا علاقة له بأي مؤسسة دينية، يتحدث باسم الدين والدين منه براء، واعتبارها واعتبار صاحبها النمط الأوحد في الإسلام.

- التوقف عند أصحاب التفاسير التراثية والتمسك بها باعتبارها مرجعية المسلمين الوحيدة ومعاملة أصحابها على أنهم أصحاب العقيدة وليسوا بشرا عرضة للخطأ والصواب.

- التأكيد على أن القرآن منتج بشري وأن صاحبه أتى به وانتهى زمانه منذ قرون بعيدة!

-تعظيم وتضخيم كل منتقد للدين كاره للعقيدة واعتباره مفكرا إسلاميا تنويرا حداثيا!

- البحث عن المنافقين الذين فرطوا في كل قيمة إسلامية واعتبارهم دعاة مستنيرين ووجه حضاري للإسلام، مثل الآفاق الذي حلل الخمور وأباح الزنا وكذب القرآن الكريم ويصف نفسه بالشيخ مفتي دولة...!

- تلميع أشباه الموهومين والموهمات والترويج لهم كمبعدين أفذاذ ونشر سخافاتهم تشجيعا لغيرهم ما داموا ناقمين على الإسلام مسفهين لقيمه مكملين لدورهم في الإفساد والتضليل.. وهو المطلوب إثباته.

الإسلام والدماء والجهل!
قد تعجب من أن هؤلاء المتنطعين الفارغين كارهي الدين لم يقرأ أغلبهم أية واحدة من القرآن الكريم، ذلك الكتاب الذي يدعون الإيمان به ثم يرفضون كل ما فيه في تناقض فج يشي بنفاق صريح ونفس كريهة فاجرة.. فالكتاب الذي يبدأ باسم الله الرحمن ويتبعه بالرحيم، ثم يجعلها مقدمة كل سورة فيه وينهي سوره المباركات بالاستيعاذ برب الناس جميعا وليس المسلمين فقط، لا يليق به منطقيا أبدا أن يدعو لسفك دم أي نفس بغير حق.

الكتاب الذي جعل قتل نفس واحدة يضاهي في الظلم والفجور والعدوان قتل الناس جميعا، ويجعل من إحيائها إحياءً للناس جميعا يستحيل أن يكون كتاب يدعو أصحابه لقتل الغير.. الكتاب الذي بلغ آياته رسول رحيم هين سهل رءوف بالعباد جميعهم، يقف أمام الكعبة أقدس مقدساته الحسية ويصرح في الحديث الشريف بأن هدمها حجرا حجرا أهون عند الله من سفك دم إنسان بالقطع كتاب خير ونور ورحمة وعدل وتقدمية فعلية ورقي إنساني.

ذلك هو الإسلام الذي أعرفه، وأدين به وأنتمى له دون حرج، ودون مذهبية أو تقسيم طائفي أو عرقي أو مذهبي من أي نوع.. ليتهم يعرفون الإسلام العظيم قبل التحدث بجهالة عنه، والدعوة صراحة للتخلص منه وكأنه سبب البلاء والشقاء والظلم في العالم.. اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون.
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية