رئيس التحرير
عصام كامل

أمل.. طفلة جسدت ويلات الحرب اليمنية وباتت رمزا للمعاناة (صور)

فيتو

أول أمس رحلت الطفلة، اليمنية أمل حسين، متأثرة بمضاعفات سوء التغذية والمجاعة.. صورتها الصادمة ستبقى رمزا لما أصبحت عليه أوضاع اليمنيين من معاناة جراء سعي الحوثيين الذين يهدفون لتحويل البلد لحرب عصابات وإخضاعها لنهج طائفي وسلطة تدين بالولاء لإيران.


وتنحدر أمل من منطقة صعدة معقل الحوثيين، وتوفيت في مخيم شمال العاصمة صنعاء، بسبب تدهور وضعها، وذلك وفقا لما قاله والديها.

والدة أمل ذي القلب المكلوم على ابنتها، أظهرت حالة من التماسك، قائلة إنها الفتاة كانت دائمة الابتسام، والآن هي ليست قلقة عليها وإنما على باقي أطفالها، فيما التزم والدها حالة الصمت مترقبا ما قد يحدث لأسرته في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد.

ولدت أمل عام 2011 بالتزامن مع انطلاق ثورات الربيع العربي في عدد من البلدان العربية ومنها اليمن، التي انتفضت ضد الرئيس اليمني الراحل على عبده صالح، لتدخل البلاد في دوامة لم تخرج منها حتى الآن، ومع اشتداد الحرب، انتقلت أسرة أمل من منزلهم بصعدة لمخيم شمال صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، ليصبح سجنا لهم جميعا فهم غير قادرين على الخروج أو الدخول منه، وما زاد على ذلك هو منع العناصر الإرهابية دخول الإمدادات والمساعدات التي تحاول السعودية والمنظمات الإغاثية إدخالها للمدينة.

ومع تلك الأوضاع أصيبت أمل بالجفاف وسوء التغذية، وأصيبت والدتها بالالتهاب الكبدي الوبائي إلى جانب أمراض أخرى بسبب تلوث المياه الموجودة بالمخيم الذي تعيش به، ومع عدم وجود الأموال الكافية لنقل أمل لمستشفى "أطباء بلا حدود" على بعد 15 ميلا من المكان المقيمين به وعدم قدرتهم على الخروج بسبب تواصل الغارات، تضاعف المرض عند الطفلة الصغيرة.

لم تجد الأسرة مخرجا سوى طلب النجدة على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنتشر صورها على نطاق واسع، وتركز الصحف ووسائل الإعلام العالمية على حالتها، وسلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأسبوع الماضي على حالة أمل ونشرت لها صور داخل مستشفى بالمخيم، تعاني من نقص الخدمات ولكن دون جدوى، فخرجت أمل من المستشفى الأسبوع الماضي في حين لا تزال مريضة، وقال الأطباء إنهم يحتاجون لإفساح المجال أمام مرضى جدد، لأن حالتها ميئوس منها.

وفاة أمل أثارت ردود أفعال واسعة غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، داعين المنظمات الدولية للتدخل لإنقاذ المزيد من الأطفال، كما حذرت الأمم المتحدة من أن عدد اليمنيين الذين يعتمدون على الحصص الغذائية الطارئة وصل لـ8 ملايين، مؤكدة أنه قد يرتفع إلى 14 مليون نسمة وهذا الرقم يمثل نحو نصف سكان اليمن.

ولا تزال معاناة اليمنيين مستمرة، مع استمرار الحرب باليمن، وإصرار إيران على التدخل فيها بدفع ميليشياتها وإمدادها بكل الإمكانيات من أجل الاستمرار، وفي المقابل إصرار السعودية على اقتلاعهم من مراكزهم وطردهم خارج البلاد.


الجريدة الرسمية