رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمين اللجنة الإسلامية المسيحية للحوار: البعض ينظر للإسلام باعتباره أيديولوجية وليس دينًا سماويا

فيتو


  • الدكتور محمد السماك: الإسلام يفرض احترامه على الجميع.. ولا يحتاج إلى شهادات من الغرب 
  • الأزهر وشيخه يبذلان جهودا جبارة لتصحيح المفاهيم المغلوطة.. ويدعوان للسلام المبني على الثقة المتبادلة 
  • ثلث المسلمين يعيشون في مجتمعات مختلفة معهم في الديانة

أكد الدكتور محمد السماك، الأمين للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار بلبنان، أن الإسلام دين يفرض احترامه على الجميع، ولا يحتاج إلى استجداء شهادات من الغرب، مشيرا في حوار لـ"فيتو" خلال حضوره الندوة الدولية "تأملات في العلاقة بين الإسلام وأوروبا" التي استضافها الأزهر الشريف مؤخرا إلى أن الأزهر وشيخه الإمام الأكبر يبذلان جهودا جبارة، لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين في عدد من المجتمعات الغربية، ويدعوان إلى السلام المبني على الثقة المتبادلة بين جميع أتباع الديانات. 

وإلى نص الحوار:

كيف قرأت ما تم تقديمه خلال أعمال الندوة؟

الحقيقة هناك مستوى جيد خلال الجلسات، من خلال تنوع موضوعات الجلسات، كما تم عرض العديد من وجهات النظر المختلفة والمتباينة، لكن أهم ما في الندوة هو التأكيد على أمر أساسي، وهو أن الإسلام لا يحتاج إلى تسامح غربي، كما أننا لا نستجدي من الغرب موقفًا يحترم الإسلام، فالإسلام يفرض احترامه على العالم كله منذ إشراقته الأولى، لكننا في هذه الندوة نسعى لبناء جسور من الاحترام المتبادل بين المسلمين والغربيين، وهو ما يكون مبنيا على التفاهم المتبادل والتفاهم يتطلب حوارًا، وهذا ما يسعى إليه الأزهر.

كيف ترى أهمية التواصل بين الشرق والغرب؟

نحن في الشرق نشكو من الإسلاموفوبيا والغربيون يشكون من انتشار الشعبويين في بلدانهم، والشعبوية هي "نوع من الوطنية الإلغائية للآخر"، الاحتكارية اسميًا وعنصريًا ودينيا، ورفض كل ما هو آخر" والإسلام ينفتح على الآخر ويقبله، وهذه الشعبوية تقودهم إلى ما قبل مرحلة الحرب العالمية الثانية، حينما مرت أوروبا بموجة من هذه الثقافة بما فيها النازية والفاشية والشيوعية، وأدت بهم إلى الحرب، والآن تستعيد هذه الثقافة حيويتها من جديد في الغرب، وليس من مصلحته أن يترك هذه الموجهة تتفاقم، وفي نفس الوقت فإن هذه الموجة هي معادية للإسلام، ونحن لدينا مصلحة مشتركة بين الإسلام والغرب لمحاربة الإسلاموفوبيا، ولمكافحة هذه الشعبوية المتطرفة ولبناء جسور من التعاون الثقافي الذي يقوم على احترام التنوع.

هل ترى أن الغرب لديه القدرة على مد جسور التعاون مع الشرق؟

بالتأكيد، ولكن المهم أن يكون عنده القرار، فإذا اتخذ القرار، لديه قدرة على تنفيذه، وهذه الندوات تصنع الجو المناسب لخلق هذا القرار من خلال النقاشات والحوارات.

ماذا نحتاج في هذه الفترة لمد جسور التعاون مع الغرب؟

نحن نحتاج أن نمثل وجهة نظرنا، وأن نؤكد حسن نوايانا، وهذا ما يقوم الأزهر بحكم كونه داعية إسلام، وداعية سلام، فالسلام الذي يدعو إليه الأزهر مع الغرب مبني على الاحترام المتبادل، وعلى الثقة المتبادلة ولا يمكن بناء سلام إلا إذا كان مبنيا على هذه القواعد والأزهر يقوم بدوره في هذا الاتجاه، مع الفاتيكان وغيره من المؤسسات الدينية في الغرب، ولم يترك جهة إلا انفتح عليها من أجل أن يوصل كلمة الإسلام، بالسلام والتعاون.

هل العالم الغربي يطمئن لرسائل الأزهر؟

العالم صغير، ووسائل التواصل موجودة بقوة، ولا شك أن الجولات التي يقوم بها الإمام الأكبر في المؤتمرات الدولية، بجانب هذه الندوة التي بها أكاديميين، ومرجعيات فكرية من جميع العالم الغربي وهؤلاء سوف يعودون إلى مجتمعاتهم بوجهة نظر الأزهر التي تمثل الإسلام الحقيقي.

وكيف ترى حقيقة وطبيعة الخلاف بين الشرق والغرب؟
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أكد خلال كلمته، أنه لا خلاف حول العمل من أجل السلام والإرادة حول العيش المشترك، ولكن نحن كمسلمين في عقائدنا نختلف عن العقائد الأخرى، والمشكلة ليست في الاختلاف، وإنما المشكلة في عدم احترام الاختلاف، والأزهر يقوم بعدة مبادرات من أجل التأكيد على أن الاختلاف موجود بإرادة إلهية ونحن لا نلغي الاختلاف، نحن نقوم بالترويج لثقافة احترام الاختلاف، وهذه الدعوة القرآنية في قولة تعالي: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" فالتعارف ينطلق من الإقرار بأن الاختلافات باقية، وعلينا أن نفهم أسبابها وقواعدها وأن نتعامل مع الآخر على هذا الأساس.



من وجهة نظرك كيف ينظر الغرب إلى الإسلام؟
نحن نريد أن نبني جسورا مع الغرب، ولكن بناء الجسور لا يكون من جانب واحد، ولكن نحتاج إلى تجاوب من الطرف الآخر، وعندما يعتبر الإسلام في الغرب على أنه ليس دينًا، وإنما ينظر إليه على أنه أيديولوجية تريد أن تسيطر على العالم، وهذا الاعتقاد الراسخ عند بعض الفئات في الغرب خاصة في المجتمع الأمريكي، فهذا الوضع يحتاج إلى أن ننظر إليه بعلم وبصورة مباشرة.

كيف ترى أهمية احترام الاختلاف بين الديانات الإيديولوجيات المختلفة؟
بداية أريد أن أتحدث عن بعض الأرقام هنا، منها أن ثلث المسلمين في العالم يعيشون في مجتمعات غير مسلمة، وبالنسبة للمسيحيين فإن آخر الإحصاءات تشير إلى أن تعداد المسيحيين في العالم وصل إلى 2.2 مليار مسيحي، ثلثهم يعيش في أفريقيا وثلث آخر في آسيا، وهي منتشرة في آسيا وأفريقيا حيث يوجد الإسلام وغيره من الديانات، ودراسات الولايات المتحدة تشير إلى أن 85% من سكان العالم، يؤمنون بعقيدة دينية، فنحن نعيش معًا، فإذا لم نعمل على احترام التعدد والاختلاف، فإن البديل هو مزيد من الصراعات والخلافات.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية