رئيس التحرير
عصام كامل

3 أزمات تهدد «عربات القطار الدورين».. «الكباري » حائط صد أمام المشروع.. قضبان السكك الحديدية لا تتحمل وزن القطارات الجديدة.. وخبراء يطالبون بالمراجعة قبل البدء بأي خطوة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتقن قيادات هيئة السكك الحديدية «صناعة الأحلام»، وتدرك جيدًا الكيفية التي تتم بها الصناعة، والأبعاد المطلوبة لأن تخرج في أحسن صورها، غير أنها لا تمتلك المقدرة لتحقيق أحلامها ونقلها من خانة «الأمنيات» إلى مربع الإنجازات.


حلم «عربات القطار ذات الدورين».. واحد من الأحلام التي بشرتنا بها قيادات الهيئة في الآونة الماضية، وحاولت إقناع الجميع بجدوى تنفيذ الحلم، متجاهلة معوقات عدة تحول دون تحقق هذا الأمر، فحسبما تحدثت مصادر مطلعة إلى «فيتو»، فإن تصميم عربات القطارات بدورين سيكون ارتفاعها لا يقل عن 5 أمتار، وهو ما يتعارض مع معظم الكبارى على طول السكك الحديدية، التي لا يتعدى ارتفاع بعضها أكثر من 4.8 أمتار، وبالتالي يحتاج تسيير مثل هذه العربات إلى تعديل بعض الكباري والمنشآت الهندسية.
المصادر أوضحت أنه «حتى تتمكن السكك الحديدية من مواجهة أزمة الارتفاع يمكن حل تلك المشكلة بتخفيض مستوى السكة إلى الأسفل على امتداد كيلو واحد قبل أي كوبري، ولن تؤثر على الخط أو سرعة الخط.

كباري السكة

«كباري السكة».. لم تكن الأزمة الوحيدة التي تقف عائقًا أمام مشروع العربات الجديدة، حيث تواجه الهيئة – بحسب المصادر ذاتها- مشكلة ثانية تتمثل في أزمة قدرة القضبان، وهذه المشكلة تعد الأخطر، لا سيما أن قضبان السكك الحديدية سبق ولم تتحمل سير جرارات ذات قدرة شد مرتفعة، الأمر الذي أدى إلى تدميرها بالكامل، وبالتالي فإن فكرة تشغيل عربات ذات سرعة وقدرات أعلى من القدرات الحالية للقضبان أمر غير منطقي ويهدد سلامة السير، خاصة أن معدل الارتفاع لم يستقم مع معدل قاعدة العربات القديمة على القضبان، وبالتالي لا بد من إجراء دراسة حول عرض القضبان وحول ارتفاع العربات الجديد، مع قياس السرعة والضغط ومعامل الرياح وتأثيرها على اتزان العربات أثناء الحركة وعلى سرعات مختلفة.

وزن العربات

أما المشكلة الثالثة، وفقا للمصادر، فتتعلق بوزن العربات الذي يعد من أهم العوامل الهندسية لتشغيل القطارات، خاصة أن ارتفاع وزن العربة نظرا لكونها تعد عربتين، وبالتالي فإن الوزن الفعلي للقطار أصبح الضعف، وبالتالي فإن الزيادة في الوزن تتعارض مع قدرة قضبان السكك الحديدية لأنها مع السرعة قد تؤدي إلى تلف القضبان أو حدوث تحريك لبعض القضبان من مواقعها، ما يهدد سلامة مسير القطارات.

في السياق ذاته، أكد مصدر مسئول بالسكك الحديدية أن المشروع عبارة عن مقترح ودراسة من كلية الهندسة جامعة أسيوط، حتى الآن لم يتحول إلى مشروع قومي للسكك الحديدية، وسيخضع المشروع للعديد من مراحل التقييم الفني والعلمي بما يضمن تلافي المشكلات الفنية.

وأضاف: العديد من الجهات تشترك في الرقابة على المشروع بجانب جامعة أسيوط، منها الهيئة العربية للتصنيع والسكك الحديد والبحث العلمي.

المراجعة الهندسية

من جانبه، قال المهندس محمود سامي الرئيس الأسبق للهيئة القومية للسكك الحديدية: المشكلة ليست في كونها عربات بدور واحد أو دورين، لكنها في فكرة المراجعة الهندسية، فالسكك الحديدية بها عدد كبير من المهندسين القادرين على مراجعة كل تفاصيل مشروع القطار، بما يقضي على أي مخاوف من تشغيل القطار المذكور.

كما أكد أن تشغيل القطار لا بد أن يكون في منطقة مفتوحة مثل خط القاهرة الإسكندرية، لا سيما أن أجزاء كبيرة من الخط تم تجديدها بالكامل، وبالتالي فإن قدرتها على تحمل قطار ذي وزن كبير لن يكون بالأمر الصعب.

من ناحية أخرى قال مصدر بالسكك الحديدية: أزمة العربات المذكورة ليست فقط على القضبان أو اختلاف العامل الهندسي، لكن زيادة الوزن للعربات يهدد سلامة الجرارات التي تجر أوزانًا أكبر من طاقتها مما يهدد مقدرتها، وقد ينتهي الأمر بتعطيل عشرات الجرارات بسبب الحمل الزائد أثناء التشغيل مما يؤدي إلى خسائر غير طبيعية.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية