رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مأساة «فرحة».. تزوجت ابن عمها زواج «سُنة» فرفض الاعتراف بطفلته (فيديو)

فيتو

"البنت كبرت.. ولازم تتجوز.. زي بنات البلد كلهم.. اكتب عليها بالسُنة.. وبعدين نبقى نكتب عند المأذون".. تلك العبارة الأشهر في أغلب قرى ونجوع مراكز محافظة قنا، عندما تصل البنت إلى سن البلوغ، دون احترام آدميتها، وعندما يتقدم ابن العم لزواج الفتاة تُحمل على جمل، وتُساق إلى منزله، وتبدأ مأساتها والكارثة الكبرى، عندما تنجب الطفلة طفلة أخرى، دون وعي أو إدراك لأي شيء في الحياة، وفجأة تستيقظ على أنها أصبحت أمًا غير قادرة على إطعام صغيرتها.


"فيتو" عاشت مأساة الطفلة "فرحة ناصر برعي" ابنة الـ19 عاما، تلك الفتاة التي نشأت في أسرة فقيرة تسكن في حجرة واحدة، بإحدى قرى مركز قنا، توفيت شقيقتها وشقيقها نتيجة الفقر والجهل الذي تعيشه تلك القرى، وتواجه مصيرا مجهولا وابنتها صاحبة الـ8 أشهر.

وقصة "فرحة" بدأت عندما تقدم لزواجها أحد أبناء العمومة، وكالعادة وافقت الأسرة والبنت لم تكمل عامها الـ16 عاما، وتم الزواج عن طريق السُنة، المعروف في أغلب قرى الصعيد بهذا الاسم، وإعلاميًا يعرف بـ"زواج القاصرات".

ضرب وإهانة

"ضرب وإهانة".. كلمات تخرج من فم الطفلة تحمل وراءها مأساة تسردها "فرحة" لتكون جرس إنذار عما يحدث بقريتها وقالت: "منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها منزل عائلة زوجي وأقاربي في الوقت نفسه، تعرضت للإهانة والضرب، وتحملت كثيرًا، حتى جاء اليوم الذي بدأت أطالب فيه بحقوقي، وتوثيق عقد الزواج، لكن زوجي رفض، وقالها صراحة "مش هيحصل"، وبعدها قررت السكوت حتى يتوقف عن ضربي المستمر".

ولم تكن مصيبة "فرحة" في زوجها لكن المصيبة الأكبر كانت في أهلها زوجها وقالت إن عائلته كانت دائمًا تطالبه بمزيد من العنف ضدي، رغم أنهم أقارب فإنهم لم يراعوا أي صلة رحم بينهما، ووصل الأمر إلى تحريض الزوج لمزيد من العنف والإهانة ضدها.

صدمة جديدة

وتابعت الطفلة "الزوجة": "عشت حياة مليئة باليأس التي كانت تصل في بعض الأحيان بي إلى حد التفكير في التخلص من حياتي، إلا أنني كنت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأراد الله أن يفتح لي أبواب الحياة مرة أخرى، عندما علمت بحملي في طفلة، وبدلا من يكون خبر حملي مفاجأة سارة لزوجي، ويعاملني معاملة آدمية، زاد عنفه ضدي، وزادت مأساتي أكثر بعد الولادة، ورفض تسجيل الطفلة لأن زواجنا غير موثق، وبعدها عاودت تكرار طلبي بتوثيق عقد الزواج حتى أتمكن من استخراج شهادة ميلاد لطفلتي".

واستطردت: "مع إصراري على توثيق عقد الزواج طردني من المنزل ورفض كتابة الطفلة، إلا أن بعض العقلاء تدخلوا لحل الأزمة وبعدها قرر الكتابة رسميًا".

الخديعة

ولم تتوقف مأساة "فرحة" عن هذا الحد بل تطور الأمر للأسوأ حيث أقدم الزوج على حيلة ماكرة للتخلص منها حيث قالت: "في يوم كتب الكتاب رسميًا وقعت على أوراق الزواج والطلاق في الوقت نفسه دون أن أعرف، واكتشفت الأمر عندما طالبته مجددا باستخراج شهادة ميلاد لبنتي، وعلمت أنه في نفس يوم الزواج كان الطلاق، وهو ما تسبب في حزن شديد على طفلتي التي تواجه مصيرا مجهولا اليوم".

من جانبها أكد المحامية مروة عبد الرحيم، التي بادرت بتبني قضية "فرحة، أنها رفعت دعوى قضائية لإثبات نسب الطفلة، مشيرة إلى أنها تبنت القضية بعد معرفة قصتها دون تردد بجانب تبنيها لقضايا أخرى مشابهة.

وأوضحت أن زواج السُنة من الكوارث التي تواجه فتيات قنا، مطالبة جميع أولياء الأمور بعدم السماح لبناتهن بالزواج في سن صغيرة دون توثيق مهما كانت صلة القرابة بينهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية