رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

61 سنة في المهنة.. عم حسان عاشق لصناعة أقفاص الخضار بجريد النخل (صور)

فيتو

في ساعة العصاري، وأنت ماشي في أحد حواري سوق مدينة قوص جنوب محافظة قنا، يفترش الأرض رجلًا سبعيني العمر، أسمر اللون يرتدي جلبابه الصعيدي، ممسكًا بأدواته، يسمع أصواتا من حوله بصعوبة، فهو ضعيف السمع منذ صغره، وما يشغله هو القطعة التي يقوم بتصنيعها بيده.


واقتربت "فيتو" من "عم حسان بخيب "72 سنة""، وجريد النخل يكاد يخفيه عن أعين المارة، وسر صناعته لأقفاص الخضراوات والفاكهة، وتوريدها لمختلف المحافظات.

بداية قال: "الشغل مش عيب، والصنعة طالما في أيدك عمرك ما تقدر تبطلها أبدًا، ولن يتوقف العمر بعد بلوغي سن معين".

وواصل ضاحكا: "في بلاد بره الحياة تبدأ بعد سن الستين عامًا.. ليه إحنا هنا أول الواحد ما يوصل للخمسين عاوزين نضربه بالنار زي خيل الحكومة زمان، العمل حياة، وسوف أظل أعمل طوال عمري حتى النهاية، ولن يوقفني شيء سوى دخول القبر".

وواصل عم حسان الحديث، قائلا:" "عملت في صناعة أقفاص الخضراوات بالجريد وعمري كان في ذلك الوقت 11 سنة تقريبًا، وأتقنت فنونها في سن مبكر، وبعدها تزوجت وأبنائي تخرجوا من المدارس وأحفادي حاليًا، ورفضت أن يصرف على منهم واحد مليمًا".

وتابع: "تعلم كل فنون صنعة، الجريد يخرج من تحت يدي تحف، لكن بفضل صناعة وبيع الأقفاص لما لها من طلب في السوق، وفي فترة الرواج السياحي قبل الثورة كنت أصنع الأباجورة والمقاعد والتربيزات والنجف وغيرها من التحف الجريدية، ولكن في الفترة الأخيرة توقف كل شيء وأصبح الأكل والشرب هو شغل الناس الشاغل، والحصول على المال هو الأهم، ولم يعد أحد مهتما بالصناعات الحرفية، ونشكر الله أننا لا زالنا نعمل في هذا المكان، ونبيع، وقادرون على الاستمرار في الحياة بهذا الشكل".

وأضاف "عم حسان": "بعشق المهنة زي مغنت أم كلثوم للحب، ومقدرش أبعد عن الجريد.. فهو بالنسبة لي عشق وغرام، وطوال وقت عملي أسمع دقات الجريد، وأسعد كثيرًا عندما أصنع تحفة تعجب الكثيرين، والصياد يحتاج الصبر حتى ينتظر خيرات طرح البحر له".
Advertisements
الجريدة الرسمية