رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«خد مركب وأسهر على النيل».. آخر ليالي الكورنيش بقنا (صور)

فيتو

"اتعشى.. واتمشى.. خد مركب واسهر على النيل.. وتعيش ياملح الأرض الطيبة... وتطرح خيرك على النيل".. بتلك الكلمات يودع أهالي محافظة قنا ليالي كورنيش النيل بالمدينة، متنفسهم الوحيد بمختلف طوائفهم وطبقاتهم، بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، رافعين شعارات "هنا كورنيش الوحدة الوطنية"، حيث يتجاور أبناء الوطن يتناولون الأطعمة والمأكولات على أنغام "أم كلثوم".


بالونات الحب وتسالي الغلابة

على أرصفة الكورنيش ينتشر العشرات من الأطفال بائعي البالونات وألعاب الأطفال والتسالي، حاملين بضاعتهم على رءوسهم أو على دراجاتهم البخارية بحثا على لقمة العيش.

وقال محمد علي سيد، أحد أبناء مدينة قنا، إن الكورنيش بعد منتصف الليل يصير أكثر صخبًا، ولم تمنع المدارس وعمل الأهالي من الاستمتاع بآخر ليالي الكورنيش.

وتابع: "بعد دخول الشتاء يصعب علينا المجئ إليه خاصة مع انخفاض درجات الحرارة، وفي مثل هذه الأوقات يكون أكثر جمالًا، ويتنفس الجميع الهواء الطبيعي النقي، وهنا يأتي الجميع ليلقي بكل همومه في أحضان النهر العظيم".

وأضاف ثروت محمد الطيب، أحد ابناء مركز الوقف: "مثل هذه الأيام من أجمل الفترات التي يستمتع بها المواطنين بالكورنيش، خاصة أنه المتنفس الوحيد لجميع أهالي المحافظة، والكورنيش لا ينقصه سوى وجود مزيد من وسائل الترفيه للأطفال، ومزيد من إعداد الطفطف الذي يستمتع به الصغير والكبير".

وطالب بإعادة تشغيل السينما الموجودة بآخر الكورنيش وإقامة حفلات بالقاعة الفرعونية، خاصة أنه بعد قدوم الشتاء سيكون الكورنيش خالي من الأسر والمواطنين، ولا يرتاده صباحًا إلا شباب الجامعات وطلاب المدارس.

سهرة في حب الوطن

وعلى كورنيش قنا يتجاور الجميع دون تفرقه، يتناولون الأطعمة والمشروبات، وكلا منهم ينادي الآخر دون أي استغراب "محمد.. مايكل، كريستين.. فاطمة"، فكورنيش صعيد مصر الطيب يحتضن الجميع.

وقالت كريستين ممدوح: "نحرص على الاستمتاع بالفسحة، ومعنا جيراننا، ولا أريد أن أقول المسلمين والمسيحين لأننا كلنا أبناء وطن واحد، نعيش تحت سماء وأرض مصر الغالية"، لافتة إلى أن الكورنيش مكان يجتمع فيها الكل دون تفرقة، وتابعت: "لا تفرقة عنصرية ولا طبقية.. كله هنا واحد، لا غني ولا فقير، ولا مسلم ومسيحي".

وأردفت إيمان ماهر "ربة منزل":" الكورنيش متعة، وبعد التطوير الذي قامت به المحافظة أصبح ذا مظهر حضاري راقي، وعندما يأتي ضيف لنا نعد له زيارة للاستمتاع به، خاصة في هذا الوقت من العام الذي نودع فيه ليالي فصل الصيف".

موسم المراكبية

وعلى جانب من العشرات المتجمعين للاستمتاع بليالي الصيف يقف أصحاب المراكب النيلية على الكورنيش، انتظارًا للقمة العيش، خاصة أن هذا الوقت بالنسبة لهم يعد أهم المواسم.

وقال راضي محمود، صاحب مركب:" أهم وقت بالنسبة للمراكبي هذا الوقت وهو ده وقت الحصاد".

والتقط مطاوع محمد، يعمل على مركب، أطراف الحديث قائلًا: "ربنا بيبعت الرزق.. ومحدش بيبات من غير أكل.. وعمار يا بلد القناوي"، منوهًا إلى أنه على الرغم من المخاطر التي يتعرضون لها إلا أن هذه المهنة بالنسبة لهم حياة تسهم في تفريج هموم الأهالي.
Advertisements
الجريدة الرسمية