رئيس التحرير
عصام كامل

الرياضة.. لعبة إسرائيل لإجبار العرب على قبول التطبيع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الخلط بين الرياضة والسياسة لعبة تجيدها إسرائيل في محاولة منها لكسب أرضية لها داخل الدول العربية، مستغلة قواعد اللعبة في الرياضة الدولية من أجل فرض نفسها كمشارك في المسابقات الدولية التي تجرى على الأراضي العربية، بهدف التطبيع


احتجاجات دولية

على مدى سنوات استغلت إسرائيل احتجاجات الاتحادات الدولية الرياضية التي تنتفض لصالح الكيان وترفض عدم سماح الدول العربية لـ تل أبيب بالمشاركة باللاعبين الإسرائيليين على الأراضي العربية في البطولات الدولية، ظل هذا الوضع لفترة طويلة، ولكن مع الإلحاح الصهيوني بدأت الوفود الإسرائيلية تشارك في الدول العربية ولكن في البداية كان الأمر على استحياء من خلال السماح للاعبين بالمشاركة مع عدم ظهور العلم الإسرائيلي أو عزف النشيد الوطني لـ تل أبيب أو أي إشارة تدل على الوجود الإسرائيلي في المسابقة وهو ما كان يغضب الصهاينة الذين ظلوا على موقفهم واستعانوا باللوبي اليهودي في كل مكان واستغلوا منصات المحافل الدولية إلى أن حققوا الهدف وأصبح فرض الوجود الرياضي الإسرائيلي في الدول العربية أمر لا مفر منه، بل أن الأمر تطور بالسماح للعلم الإسرائيلي بالظهور على المنصات الرياضية في قلب الدول العربية وكذلك إتاحة ظهور كل الرموز الإسرائيلية من داخل البلدان العربية.

الأمر لم يقتصر على ذلك فقط بل أن تل أبيب نفسها نظمت مسابقات رياضية دولية داخل الأراضي المحتلة، وشارك فيها دول عربية وخليجية، ولعل أبرزها مسابقة سباق الدرجات الهوائية الذي يعد الثاني رياضيًا بأهميته في العالم وهو سباق الـ "جيرو دي إيطاليا"، والذي عقد لأول مرة برعاية إسرائيل في القدس المحتلة في مايو الماضي، وشاركت دولتان عربيتان فيه.

السياسة والرياضة

ويؤكد الإعلام الإسرائيلي، أن السياسة لم تنقطع يومًا عن الرياضة ما يؤكد الأهداف والمساعي السياسية الإسرائيلية من وراء تلك البطولات، والتي يقف على رأسها التطبيع الذي ترغب فيه إسرائيل منذ عقود ولم تحصل عليه حتى مع الدول التي وقعت معها اتفاقات سلام مثل مصر والأردن وذلك نتيجة الرفض الشعبي المطلق للكيان الصهيوني.

وتعول إسرائيل على الرياضة كسلاح تخترق به الدول حتى قبل قيام دولة الاحتلال، في شهر أبريل عام 1930، تأسس المنتخب الأول لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي، الذي نشط تحت رعاية الانتداب البريطاني وتكون من ستة لاعبين يهود ولاعب عربي واحد وتسعة لاعبين بريطانيين من فترة الانتداب، قبل أن تقام الدولة عام 1948 لم تكن هناك كراهية عربية لليهود بل عاشوا في كنف الدول العربية وتمتعوا بخيراتها، حتى أن المنتخب الإسرائيلي لعب ضد فرق محلية مصرية من القاهرة والإسكندرية وهُزم بنتيجة 0-5 و0-2.

دور الـ«فيفا»

وفي فترة السبعينيات كانت ذروة الضغوطات الدولية لرفض مشاركة اللاعبين الإسرائيليين في الدول العربية، لذلك اتخذت الـ«فيفا» في تلك الفترة قرار يأمر إسرائيل باللعب في مجموعة أوقيانوسيا، مع دول مثل أستراليا، نيوزيلاند وتايوان بسبب الرفض القاطع لها من جانب الدول العربية، المساعي الإسرائيلية لم تتوقف إلى أن تغير هذا الحال في التسعينيات فقط، بسبب علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وبدعم منه لإسرائيل.

الجريدة الرسمية