خداع الجماهير للوصول للعالمية.. طالبة تدعي موافقة ناسا على فكرتها بشواء الدجاج في قاعدة صواريخ.. شاب يزعم حصوله على الجائزة العالمية لحفظ القرآن.. وإرسال بعثة مبصرين للمشاركة في مسابقة مكفوفين

«طيبة قلب المصريين» جعلتهم يقعون فريسة في يد مخادعين زعموا وصولهم للعالمية، وتمكنوا من خداع الشعب والحكومة، بعضهم لجلب الشهرة والبعض الآخر لتحقيق الكسب السريع من المال، وفيما يلي استعراض لوقائع من مخادعين كان ضحيتها الحكومة والشعب.

حفل شواء ناسا
ومنذ يومين، أثارت فتاة مصرية تدعى "سارة أبو الخير" جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، بعد أن اقترحت وضع كمية من الدجاج واللحم في قاعدة الصواريخ التي يتم إطلاقها للفضاء، ليحظى العالم بحفلات شواء موسعة.

لكن المفاجأة كانت عندما أعلنت الكثير من المواقع أن وكالة ناسا ردت على سارة وقالت إن الفكرة نالت إعجابها ودعتها لحضور حفل شواء مع فريق ناسا ومناقشة الفكرة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل دخلت شركة "سبيس إكس"، وعرضت عليها قضاء شهر مع فريق الشركة والعمل على الفكرة.

وبعد يومين من انتشار قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فاجأت "سارة أبو الخير" متابعي مواقع التواصل الاجتماعي بأن "إقامة حفل شواء تحت محركات صواريخ وكالة الفضاء ناسا العالمية" كانت تجربة لقياس قوة مواقع التواصل الاجتماعي في خلق أشخاص مشهورين من "اللا شيء".

القارئ المزيف
المجتمع لم يكن ضحية "سارة" فقط، الكثير منا يتذكر "القارئ المزيف" عبد الرحيم راضي أحد أبناء قرية أولاد خليفة التابعة لمركز‎ ‎دار السلام‎ ‎بمحافظة‎ ‎سوهاج،‎ الطالب ‏بالفرقة الرابعة بكلية الصيدلة‎ ‎بجامعة الأزهر فرع أسيوط، والذي ادعى حصوله على المركز الأول في المسابقة ‏العالمية لتلاوة القرآن الكريم بماليزيا في فبراير 2016، وتم تتويجه كأفضل قارئ في العالم، ‏ونال لقب القارئ العالمي.

وعلى خلفية ادعائه انساق وراءه عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فرحًا وتفاخرًا به كواجهة مشرفة للبلاد، ولم يقف الأمر عن هذا الحد، بل انساقت مشيخة الأزهر هي الأخرى وراء الادعاءات وعزمت على تكريمه دون توافر أي أدلة تثبت حصوله على الجائزة.

لتأتي المفاجأة الكبري، وتكشف مصادر بالسفارة الماليزية، أن المسئولين تفاجئوا بخبر حصول الطالب المصري، على المركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، مؤكدين أن المسابقة العالمية لتلاوة القرآن الكريم تقام في شهر شعبان من كل عام، ولا علاقة لها بما نشر، وأن هذا الخبر عار تمامًا من الصحة.

مستشار الرئيس
وكان أغرب حالة هي انتحال عاطل صفة مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي للشئون الاقتصادية والرئيس التنفيذى للمشروع القومى لترشيد الطاقة، في فبراير 2016، وجلس عدة مرات مع وزير الاستثمار ووزير الكهرباء ومحافظ البحر الأحمر، ورئيس جهاز حماية المستهلك ورئيس الشركة القابضة للبترول ورئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية.

كما أوهمهم أنه مستشار السيسي والمسئول عن حملة ترشيد الطاقة، وعقد معه نائب وزير الكهرباء اجتماعا داخل مقر الوزارة، وأقنعهم أنه سوف يقوم باستيراد 10 ملايين لمبة موفرة من الصين بسعر أقل من سعرها بـ25 %، وبناءً عليه تم تعيينه داخل شركة لمبات شهيرة.

وتلقى مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بالقاهرة، بلاغا من مدير شركة لمبات يفيد بتعرفه على رضا محمد، «مستشار السيسي للشئون الاقتصادية» المزيف، وأخبره أنه مدير مشروع ترشيد الطاقة، مؤكدًا أنه سيقوم باستيراد 10 ملايين لمبة موفرة من الصين بسعر أقل من سعرها، وسافر بالفعل إلى الصين، وقام بتعيين شقيقه في شركة اللمبات وسرق هاتفه المحمول.

وعندما طلب منه مدير الشركة تحرير محضر في قسم الشرطة، أخبره أنه لا يفضل ذلك، فتسلل الشك إلى قلبه وبفحص اسم مستشار الرئيس وشقيقه تبين أنهما صادر ضدهما عدة أحكام قضائية، وتمكن ضباط مباحث الأموال العامة من القبض على النصاب، وعثر بحوزته على خطاب لرئاسة الجمهورية، وكارنيهات مزورة.

كرة الجرس
ولأنها لعبة يسيرة في يد أصحاب النفوس الضعيفة، فسبق هؤلاء الكثير من الأبطال حاملي الوهم، فمن بين قضايا نصب المواطنين على الحكومة والشعب، تزوير سفر لاعبى كرة الجرس المكفوفين إلى بولندا، بسفر لاعبون مبصرون للمباراة على أنهم مكفوفين، من خلال استغلال توقيع وزير الرياضة السابق "خالد عبد العزيز" على أوراق سفر بعثة نادي الإيمان للمعاقين بالقاهرة إلى بولندا للاشتراك في البطولة الدولية لكرة الهدف (الجرس)، في الفترة من 16 إلى 20 أبريل 2015.

وسافرت البعثة يوم 22 مارس 2015 وتضم أشخاصا مبصرين، تحايلوا على الدولة واللجنة البارالمبية التابع لها اللعبة، رغم أن معظم المسافرين حاصلين على دبلوم المدارس الصناعية، وهذا النوع من التعليم ليس من حق المكفوفين.