رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شرُ يراد بمصر والسعودية (1)


بداية أرجو من الإخوة عشاق البطاطس الذين يؤلمهم غلاء أسعارها، وتصبح البطاطس همهم الأوحد في الحياة – أن يتركوا قراءة هذا التحليل ليتفرغوا لنضالهم مع البطاطس؛ لأننا سنتحدث عن شأن يهم الوطن وسلامته. فقد أثار حادث مقتل الصحفي ذي الميول الإخوانية "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية بتركيا الكثير من اللغط والجدال بعد اعتراف السعودية بمقتله من خلال "شجار بالأيدي"..


وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في موضوع اختفاء المواطن جمال بن أحمد خاشقجي أظهرت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار، واشتباك بالأيدي مع المواطن مما أدى إلى وفاته.

والملفت للنظر أنه منذ اختفاء "جمال خاشقجي" وقد بدأت موجة عاتية عالمية للوقوف تضامنا معه، خاصة من أمريكا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا، بجانب تركيا وقطر وكل جماعة الإخوان الإرهابية، وتم تسخير كل وسائل الإعلام لاتهام السعودية بمقتله والضغط عليها، وهنا يدور التساؤل وما أهمية خاشقجي بالنسبة للعالم ومنظماته ودوله الكبرى حتى تقوم تلك الضجة الكبرى حوله؟ وتتحد الدول مع جماعة الإخوان الإرهابية في ذلك الزخم الإعلامي حول ذلك الخاشقجي، رغم أننا لم نشاهد أبدا ذلك الموقف في حوادث مقتل شعوب بأكملها خاصة الشعب السوري والعراقي والليبي والفلسطيني..

ولم نشاهد ذلك عند مقتل القذافي ببشاعة من خلال المخابرات الأجنبية والقطرية المتعاونة معها، فلم تنتفض جهة في العالم لذلك المقتل البشع بل أيدته منظمات حقوق الإنسان! كما أيدت شنق صدام حسين، ولم نشاهد وقوف الدول الغربية ضد همجية ضابط تركي وهو يقتل السفير الروسي أمام العالم كله.

فما أهمية الخاشقجي ذلك لتتحد دول أوروبا وأمريكا ومخابرات العالم وجماعة الإخوان الإرهابيين لتأليب العالم كله على السعودية؟

بداية ذلك الخاشقجي لم يكن معجزة عصره أو نابغا في شيء لخدمة البشرية، ولكنه كان مجرد متعاونا للمخابرات الأمريكية تحركه كيفما شاءت، فكان من أكبر داعمي ثورات الخراب العربي، ومن داعمي المشروع الصهيوني الأمريكي لتمزيق الشرق الأوسط وخلق شرق أوسط جديد وفق نظام الفوضى الخلاقة، كما كان وساند أمريكا بقوة في شبابه عندما ذهب لأفغانستان يدعم المشروع الأمريكي ضد الاتحاد السوفيتي بحجة الجهاد..

وهناك التقى برموز الإخوان الإرهابيين الذين ينفذون أجندة المخابرات الأمريكية مثل عبد الله عزام وبن لادن، وناصر وأيد الجماعة الإرهابية في أثناء احتلالها لمصر، ووقف ضد الشعب والجيش المصري عندما هب لإزاحة الإخوان الإرهابيين المحتلين في ثورة 30 يونيو، وظل مهاجما للجيش المصري حتى مصرعه غير المأسوف عليه بذنبه في مقتل الشعوب، خاصة الشعب الليبي عندما قام بتأييد العدوان الغربي الفاجر على ليبيا العربية، ووصفه بأنه إنقاذ للشعب الليبي من الإبادة..

وكان داعما للإخوان والقاعدة التي مزقت وحدة ليبيا، كما كان ضمن المؤيدين لخراب سوريا وأيد الجماعات التكفيرية الإرهابية خاصة تنظيم جيش الإسلام وحركة أحرار الشام، بل وناصر تنظيم داعش واعتبر أن قتلهم للأبرياء بالبشاعة التي كانوا عليها تكتيك يحمد لهم، فكان مصيره من جنس ما فعله مع الأبرياء.

إذا الخاشقجي لا قيمة له سوى أنه مجرد عميل استخبارات أمريكي صهيوني، وهؤلاء لا يحرك مصرعهم الدول الكبرى ولا حتى أمريكا، لكن خاشقجي أمر آخر نستطيع أن نستشفه مع لملمة خيوط اللعبة، فالملاحظ أنه مع اختفاء خاشقجي بدأت الحملة الإعلامية المسعورة ضد السعودية، وكأن العالم كان في انتظار هذا الاختفاء، ويعرف ميعاده بالضبط ليعطي الضوء الأخضر لعملائه من الإعلاميين وجماعة الإخوان الإرهابية ليقوم بحملته هذه؛ لأن العالم قد يختفي فيه من هو أهم من خاشقجي ولا يشعر أحد باختفائه سوى بعد أيام أو شهور، ولا يصاحب ذلك ضجة كبرى..

لكن في قضية خاشقجي كان الأمر مبيتا ليتم على النحو الذي يورط المملكة فيه، ويبدو أن ذلك التوريط جاء من خلال عملية استخباراتية سعودية تمت بعلم المخابرات الأمريكية والتركية، بالسماح لعناصر من الأمن السعودي للتخلص من خاشقجي، بل إن المخابرات الأمريكية هي من مهدت الأمر، وأعدت للخطة عدتها من خلال خطيبة خاشقجي وتدبير ظروف ذهابه للقنصلية السعودية، وأعلمت العناصر المخابراتية السعودية بإمكانية التخلص منه دون أن يثير ذلك أي شبهات..

وأنها – أي المخابرات الأمريكية- قد اتفقت مع المخابرات التركية على ذلك، فظنت العناصر السعودية أن العملية ستتم دون أن يلتفت لها أحد، وقد بلعت تلك العناصر الطعم، فسمحت المخابرات التركية للعناصر السعودية بالدخول لتركيا قبل تنفيذ العملية بأيام، وتحديد أماكن التنفيذ، والاتفاق مع عنصر مخابراتي تركي للتخلص من الجثة..

وبعد أن تم الأمر بدأ الضغط على السعودية؛ لأن العملية كلها مسجلة من المخابرات الأمريكية والتركية، ففوجئت العناصر المخابراتية السعودية بالفخ الذي سقطت فيه، وبدأ التهديد الأمريكي الأوروبي للمملكة التي حاولت في البداية التنصل من الأمر، لكن مع تسجيل العملية من المخابرات الأمريكية والتركية، اعترفت المملكة بارتكاب الجريمة وتم القبض على كل المتورطين وجار التحقيق معهم..
للحديث بقية.
Advertisements
الجريدة الرسمية