رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفنان الفلسطيني كامل الباشا: العرب ينظرون لنا من فوق وشعارهم « بنحبكم أوي بس انتم ولاد كلب»

فيتو



  • لجان مقاطعة الأعمال الفنية ليس لها علاقة بالفن والسينما 
  • من حقك أن تحاكمني على المنتج النهائي للفيلم ولكن بعد أن تشاهده أولًا
  • الفلسطيني "ما لوش ضهر"، وليس لديه دولة تحميه
  • منظمة التحرير ليست دولة وبها خلل كبير
  • الفلسطيني عندما يذهب لسفارته لا يجد من جانبها أي استعداد لمساعدته
  • مهرجان الجونة أفضل من المهرجانات العالمية
  • وصلتني عروض من مصر ولكن لم تناسبني
  • لهذه الأسباب لم أقدم أي عمل مصري حتى الآن
  • لجان مقاطعة "القضية 23" أكدوا أن معايير المقاطعة لا تنطبق على الفيلم
  • "القضية 23" لم ينحاز للجانب اللبناني والهجوم عليه كان بسبب زياد دويري
  • لجان المقاطعة تضع معايير مقاطعة الأعمال وهي لا تفهم في السينما
  • العرب يعاملون الفلسطينيين بتعالٍ وكبر.. لأننا ليس لدينا دولة
  • أنا ممثل مسرحي قبل أن أكون سينمائيا

واحد من أبرز الفنانين العرب الذين نجحوا في الحصول على جوائز من مهرجانات عالمية، الفنان الفلسطيني كامل الباشا الذي حصد جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي دورته في دورته قبل الماضية من خلال فيلمه "القضية 23"، وبعدها أصبح واحدًا من أشهر الفنانين العرب.

"فيتو" التقت الفنان الكبير الذي تحدث عن فيلمه الأشهر "القضية 23" والهجوم عليه والمطالبة بمقاطعته، وعن رأيه في مهرجان الجونة، وسبب عدم ظهوره في أعمال مصرية حتى الآن، وعن رأيه في التعاون مع ممثلين إسرائيليين، ومشكلة الاضطهاد التي يعاني منها الفلسطينيون في الدول العربية، وأكثر من ذلك في هذا الحوار.


• تم دعوتك لحضور مهرجان الجونة في دورته الأولى العام الماضي ولكنك لم تحضر، فما السبب؟
- بالفعل لم أحضر، ففي ذلك الوقت كنت أقوم بإخراج عمل مسرحي جديد، وتحدث معي المسئولون عن المهرجان، ولكنني كان لدى التزام بالعمل حتى يوم 5 أكتوبر، وكان المهرجان في نهاية شهر سبتمبر، لذلك اعتذرت ولم أستطع الحضور.

• حضرت الدورة الثانية لمهرجان الجونة كرئيس للجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فكيف ترى العودة؟
- هذا جزء من المسئوليات التي أصبحت أحملها على عاتقي بعد فوزي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان فينسيا في الدورة قبل الماضية، عن دوري في فيلم "القضية 23"، فقد أصبحت المهرجانات تتواصل معي من أجل أشياء لها علاقة ببنية السينما العربية سواء نشاطات أو فعاليات، فهو تكليف وتشريف في نفس الوقت، وأضاف ضاحكًا "فجأة أصبحت مطلوب"، الأمر متعب قليلًا ولكنه جميل.

• بالتأكيد شاهدت أفلاما كثيرة في مهرجان الجونة، فما تقييمك لمستوى الأفلام مقارنة بالمهرجانات العالمية؟
- لا يوجد فرق كبير بين المهرجانات العالمية والعربية، سواء الجونة أو القاهرة أو أبو ظبي أو أي مهرجان عربي، كلها لها نفس المعايير، معايير اختيار الأفلام أو لجان المشاهدة، واختيار الأفلام يعتمد على مستواها القوى والمواضيع التي تطرحها وأهميتها للمجتمعات، وأنا أرى أن مستويات الأفلام التي شاهدتها لا تقل عن الأفلام المشاركة في أي مهرجان في العالم، والسينما العربية ليست معزولة عن السينما الأوروبية أو أضعف منها، فاللغة السينمائية واحدة.

• هذا فيما يتعلق بمستوى الأفلام، فماذا عن التنظيم؟
- مهرجان الجونة لا يوازي المهرجانات العالمية فقط، ولكنه أفضل منها، الكوادر التي تعمل في المهرجان هي كوادر محترفة ومتدربة جيدًا، أسلوب التعامل راقٍ جدًا، من أصغر شخص لأكبر شخص في المهرجان، البرنامج منظم بشكل جيد يمكنك من التنقل بين أكثر من فعالية ومشاهدة أكثر من فيلم في يوم واحد، فهو أفضل من أي مهرجان آخر حضرته حتى الآن وبدون مبالغة.

• معنى كلامك أن الجونة هو الأول عربيًا، خاصة مع تأجيل مهرجان دبي؟
- هذه التصنيفات لا أضعها في اعتباري، السؤال المهم هل المهرجان جيد أم لا، والمهرجانات العربية كلها مهمة، سواء دبي أو أبو ظبي أو القاهرة، الذي أتوقع أن تكون دورته القادمة أفضل وأفضل، حتى في فلسطين المهرجانات التي نقيمها تحت الاحتلال الناس الذين يعملون فيها يحاولوا الوصول لمستوى مهني مشرف، وكلها مهرجانات تساهم في تطوير الصناعة في الوطن العربي بشكل عام.

• لماذا لم تشارك في أعمال مصرية بعد تحقيق فيلم "القضية 23" لنجاح كبير؟
- لأنه لم تصلني عروض من الممكن أن أجد نفسي بها، فقد وصلتني بعد العروض ولكني لم أشعر بأنها تناسبني، خاصة بعد الجائزة التي حصلت عليها في مهرجان فينيسيا لا يمكنني المشاركة في أعمال مستوى السيناريو بها لا يتناسب مع حجم طموحاتي الفنية، لذلك لم أقدم أي عمل مصري حتى الآن.

• نعود لفيلم "القضية 23".. ما تعليقك على المطالبات بعدم عرضه والحملات التي صاحبت عرضه في الدول العربية والمهرجانات؟
- كل هذا حدث لأن مخرج الفيلم زياد الدويري صور فيلما بمشاركة ممثلين إسرائيلين عام 2012، وقام بالتصوير داخل تل أبيب، ولكن لجان المقاطعة نفسها في البيانات التي أخرجتها أكدت أن معايير المقاطعة لا تنطبق على الفيلم، ولكن قالوا "إحنا عاوزين نربيه"، وأنا لا أعتقد أن هذا حوار حضاري أو إنساني، وكل هذه المضايقات بعد 5 سنوات من فيلم آخر ليس لها معنى، ولكن من جانب آخر فقد قدموا دعاية كبيرة للفيلم ونشكرهم على ذلك.

• معنى كلامك أنك تؤيد التعاون مع فنانين إسرائيليين؟
- لا مانع من ذلك، فأنا عندما أحضر ممثلين إسرائيليين في أعمالي ويكونون داعمين لقضيتي وحقوقي، ويعملون في أفلامي خلال الموضوع الذي أختاره أنا وبإنتاج فلسطيني خالص، فأنا هكذا أخدم القضية الفلسطينية، وقد تقول لي من الممكن أن نحضر ممثلا يتحدث العبرية، ونستغني عن الممثلين الإسرائيليين، سأقول لك إنني لا أريد هذا، أنا أريد الممثل الإسرائيلي لإظهاره أمام العالم أنه يعمل في فيلمي ومؤيد لقضيتي وأنني على حق وأن الإسرائيليين معترفون بذلك.

• عند عرض الفيلم في مهرجان الجونة العام الماضي أعترض عليه بعض الفلسطينيين الحاضرين لأنه عرض جرائم الفلسطينيين ضد اللبنانيين ولم يعرض ما فعله اللبنانيون مع الفلسطينيين؟
- الجواب في الفيلم نفسه، فالشخصية الرئيسية في الفيلم هو "طوني حنا" الذي قدم دوره عادل كرم، وهو شخص لبناني، والفيلم لبناني يعرض مشكلة كره هذا الشخص اللبناني للفلسطينيين، فعندما أقدم فيلما يوضح سبب كره اللبناني للفلسطيني هل سأقدم به مأساة الفلسطيني أم مأساة اللبناني؟، بالتأكيد مأساة اللبناني، ولو قمنا بتحليل الفيلم بعيدا عن الانحياز السياسي لطرف ضد آخر يحب أن نقول أن الفيلم لا يحاول لوم طرف على حساب طرف أو ينصر طرف على الأخر، فهو فيلم متوازن والصراع به بين حق وحق وليس بين حق وباطل، ولكن الناس لم تر ذلك لأن لديها موقف مسبق من الفيلم قبل مشاهدته، فقط لأن مخرجه هو زياد دويري.

• ولكن فيلمك الجديد "التقارير حول سارة وسليم" قد يواجه نفس المطالبات بعدم عرضه بسبب مخرجه مؤيد عليان الذي تعاون مع ممثلين إسرائيلين سابقًا، وذلك رغم حصده جائزتين في مهرجان روتردام؟
- هذه إشكالية نواجهها من جانب لجان المقاطعة التي تضع معايير مقاطعة الأعمال الفنية، وهم ليس لهم علاقة بالفن والسينما، فعلى أي أساس يضعون المعايير؟، فنحن نعيش داخل الأراضي المحتلة وعلى احتكاك مباشر يوميًا بكل المؤسسات الإسرائيلية، ولكن ما حدث مع زياد لن يحدث مع مؤيد، وذلك لأن زياد إنسان حاد انفعالي ولا يصمت، وأحيانًا يبالغ في رد فعله، لكن مؤيد إنسان هادئ ويحل الأمور بطريقة عقلانية أكثر، ربما لأننا في فلسطين، الذي يدعو للمقاطعة والذي ضدها، يعيشون مع بعضهم واحتكاكهم اليومي مباشر، وتعاملنا مع القضية يكون أكثر هدوءا، فالمقاطعة أمر صعب في ظل عالم الإنترنت والسماوات المفتوحة، فهناك كثيرون يحاولون فرض موقف سياسي وأنا لا أقبل ذلك، أحترم موقفك جدًا ولكن لا تفرضه علىّ، ومن حقك أن تحاكمني على المنتج النهائي للفيلم ولكن بعد أن تشاهده أولًا.

• وهل عايشت بشكل شخصي نفس المشكلة التي عايشها "ياسر" في فيلم "القضية 23" من اضطهاد اللبناني للفلسطيني؟
- أنا لا أعيش في لبنان، وكنت هناك فقط وقت تصوير الفيلم، ولكن المشاعر التي عايشتها مع "ياسر" مررت بها على الحدود في الدول العربية وعند سفري لأكثر من مكان، ولكن ليس بنفس الحدة الموجودة في الفيلم، فكل فلسطيني شعر بهذا الاضطهاد في دول عربية مختلفة، لأن الفلسطيني "مالوش ضهر"، وليس لديه دولة تحميه، فمنظمة التحرير ليست دولة وبها خلل كبير، حتى الفلسطيني عندما يذهب لسفارته لا يجد من جانبها أي استعداد لمساعدته، فالفلسطيني يعاني من نظرة فوقية للمجتمعات العربية، فهو يعاملك كأنه يقول لك "أنا بحبك أوي بس أنت ابن كلب"، حب به تعالٍ، تحسه وتشعر به في التعامل العادي وليس في الأوساط الفنية.

• أنت من المؤثرين في المسرح الفلسطيني ولك أعمال كثيرة به، لماذا تغيبت عن المشاركة في مهرجانات المسرح المصرية؟
- تم دعوتي لحضور مهرجان شرم الشيخ للمسرح العام الماضي، واعتذرت لأنه كان لدى ارتباطات كثيرة، ولكني سأكون متواجدا في الدورة الجديدة، وقبلها شاركت في مهرجان المسرح التجريبي عام 2003 بمسرحية قصص تحت الاحتلال، وحصلت على الجائزة الأولى من المهرجان، وأنا يشرفني ويسعدني المشاركة في كل المهرجانات المسرحية العربية، فأنا مسرحي في الأساس قبل أن أكون سينمائيا، وشاركت في لجنة تحكيم مهرجان الهيئة العربية للمصنع، وأغلب المهرجانات العربية في سوريا والأردن والخليج والعراق، لكن للأسف المعلومات الخاصة بالمسرح في الإعلام قليلة.
Advertisements
الجريدة الرسمية