رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بين رفض مطلق وقبول مشروط.. «التطبيع» في عيون المثقفين والكتاب

 الدكتور أحمد فؤاد
الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإس

بين حين وآخر، يطفو على سطح عالم الثقافة والفنون، أزمات عديدة، تثير جدلا واسعا، وتسبب تضارب في الرؤى، ووجهات النظر بين الكثير من المثقفين والكتاب، والتي كان آخرها قضية «التطبيع الثقافي»، بين الدول العربية، وإسرائيل.


وفتحت واقعة اختيار إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، تكريم المخرج المعروف بتأيده للكيان الصهيوني كلود ليلوش، في دورة المهرجان العام الحالي، قبل أن يعتذر الأخير عن ذلك الكثير من التساؤلات، عن حدود وماهية، التبادل الثقافي والمعرفي المقبول بين الثقافة العربية، والعبرية.

وقال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية، إن فكرة الانسحاب من المحافل والمنتديات الثقافية الدولية، لا تعد رفضا للتطبيع مطلقا، لكنه يعتبر رفضا للقيام بالدور، وهروبا من المواجهة المطلوبة في تلك المواقف، وترك الساحة كاملة لإسرائيل.

وأضاف أنور، أن تعريف مصطلح «التطبيع»، هو مفتاح التعامل مع الحالات المختلفة، كما أنه لا يوجد موقف ثابت، أو قرار حاسم للأمور التي من الممكن إدراجها تحت مصطلح «التطبيع»، مشيرا إلى أنه يرجع للتقدير الشخصي وفقا للحالة، ومتطلبات الموقف، متابعا أن هناك حالات استثنائية، من الممكن تقييمها بشكل فردي.

وأكد أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية، أن ترجمة الأدب العبري يجب أن يخضع لمعايير صعبة، وإجراءات مشددة أبرزها اختيار الموضوع محل الترجمة، مع إضافة تعليق وتوضيح للقارئ العربي، عن طبيعة النص وتفنيده، وإلقاء الضوء على فكر وتوجهات، والخلفية الفكرية للمؤلف.

وأضاف الناقد الأدبي حسين حمودة، أن رفض التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني كان ولا يزال في تصور المثقفين المصريين وسيلة للضغط على إسرائيل للتوقف عن مخططاتها الاستيطانية وممارساتها غير الإنسانية مع الفلسطينيين موضحا أن ذلك الأسلوب كان ولا يزال الوسيلة التي يرى المثقفون المصريون، أنه من الممكن استخدامها لتوصيل رسائلهم ومواقفهم من إسرائيل.

وأشار إلى أن هناك مشكلات عديدة واجهت بعض المثقفين في مواقف منها دعوة بعضهم، للمشاركة في أنشطة يقيمها المثقفون الفلسطينيون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا أن التطبيع الثقافي الكامل مع إسرائيل سيظل معطلا لفترة من الزمن إلى أن ينال الفلسطينيون حقوقهم في وطن لهم.

وتابع أن هناك جانبا من المهم إعادة النظر فيه، وهو ما يتصل بترجمة الأدب المصري، والثقافة المصرية إلى اللغة العبرية، وترجمة الأدب والثقافة العبريين إلى اللغة العربية، فبعض المثقفون يتصورون هذا نوعا من التطبيع، لكنه يعتبر وسيلة للتعرف على ما يجري في إسرائيل وما يتم التعبير عنه خلال الأدب والثقافة.

فيما رفضت الكاتبة الفلسطينية بيسان عدوان، أي شكل من أشكال التعاون أو التبادل المعرفي مع الكيان الصهيوني قائلة: «لا يجب أن يكون هناك أي تبادل ثقافي عربي سوى مع مثقفي 48، والذين يتعاملون من خلال وزارة الثقافة الفلسطينية مع كافة الدول».

وأوضحت، أنه يمكن التعرف على فكر الاحتلال واتجاهاتهم الثقافية، بما يتم نشره عبر صفحات التواصل الاجتماعي، والإنترنت، ومن خلال أهلنا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وأشارت "عدوان"، إلى أنه يوجد العديد من الكتاب، والمفكرين العرب، الذين قدموا العديد من أهم الترجمات للأدب الإسرائيلي، كما يتم تدريسها، بكلية الألسن، معتبرة «الثقافة» هي الطرح الأخير في الموقف مع العدو الإسرائيلي.
Advertisements
الجريدة الرسمية